السوشيال ميديا..السلطة الخامسة

لم تعد وسائل التواصل الاجتماعى – فيس بوك وتويتر- وسائل للترفيه وقضاء وقت فراغ بالنسبة لمستخدميها، بل تطورت حتى أصبحت عين الشارع المصرى على النظام والحكومة، ومكنت الشباب من المشاركة فى بعض القرارات الهامة والمصيرية فى المجتمع وتحولت من وسيلة للترفيه إلى وسيلة ضغط، فلقد كانت وسائل التواصل الاجتماعى سببًا فى قيام ثورات، وعزل رؤساء، وإقالة وزراء، ووقف برامج، فقد شهدت الأعوام الماضية معارك كثيرة على مختلف الأصعدة السياسية والإعلامية والاجتماعية، حيث لعبت مواقع التواصل الاجتماعى دورًا هامًا فى حسمها، لصالح مستخدميها.

البداية.. كلنا خالد سعيد

وكان أول قضية لعبت فيها وسائل التواصل الاجتماعى دورًا هامًا، هى قضية الشهيد خالد سعيد، الذى كان من أسباب اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث تم تدشين صفحة على الفيس بوك لإظهار التضامن معه وتجاوزت الصفحة حاجز الـ4000 آلاف عضو خلال أقل من ساعة واحدة -184000 فى خلال 10 أيام- من نشر الخبر، ما يدل على حالة الغضب الشعبى الذى تصاعد عبر موقع الفيس بوك احتجاجًا على قتل الشاب خالد محمد سعيد الذى توفى بعد سحله على يد مخبرين بقسم سيدى جابر.

حملة تمرد

كما ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى فى نجاح حملة تمرد، حيث تم تدشين صفحات على موقع الفيس بوك للتعريف بالحملة وأهدافها والمشاركة فيها وتوفير إمكانية توقيع استمارة تمرد الإلكترونية عبر الإنترنت، وهو الأمر الذى أدى إلى نجاح الحملة وإسقاط الرئيس المعزول محمد مرسى وقيام ثورة 30 يونيو.

"عشان لو جه ميتفاجئش" تطيح بالعدوى

كما دشن شباب التواصل الاجتماعى صفحة على موقع «فيس بوك» بعنوان "عشان لو جه ميتفاجئش" وذلك بعد زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، لمعهد القلب، واستيائه من الإهمال وسوء الأوضاع هناك.


وقام المشاركون فى هذه الصفحة، بنشر صور لمظاهر الإهمال الطبى بالمستشفيات الحكومية والوحدات الصحية، مطالبين الحكومة بالتحرك لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، ولاقت الصفحة انتشارًا واسعًا من قبل الشباب على مواقع الفيس بوك، وطالب النشطاء بإقالة الدكتور عادل العدوى وزير الصحة وقتها، واستمرت هذه الحملة فى كشف الفساد داخل المستشفيات مما عجل بالاستغناء عن "العدوى" وزير الصحة فى الحكومة الجديدة.

حملة إنقاذ الإسكندرية وإقالة المسيرى

كما دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى حملة شعبية بعنوان "إنقاذ الإسكندرية" وهاشتاج ‫#‏المسيرى_لازم_يمشى، نظرًا للكارثة التى حدثت فى الإسكندرية وغرق شوارعها وسط غياب كل المسؤولين عن حل هذه الكارثة، ما أدى الأمر إلى إقالة المحافظ هانى المسيرى.

وقف برنامج ريهام سعيد

وفى شهر أكتوبر الماضى، نشرت الإعلامية ريهام سعيد فى برنامجها صبايا الخير الذى صور شخصية لسمية طارق، المعروفة إعلاميًا باسم «فتاة المول»، والتى تم التحرش بها فى أحد المولات التجارية، متهمة الفتاة بالكذب، واختلاق رواية غير صحيحة عن التحرش بها، وهو الأمر الذى أثار غضب الشارع المصرى وشجع مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى على تدشين هاشتاج على تويتر بعنوان #موتي_ياريهام، نددوا فيه بانتهاك الإعلامية لحرمة الحياة الخاصة، وطالبوا فيه قناة النهار بوقف البرنامج، كما أطلقوا حملة أيضًا لمقاطعة منتجات الشركات الراعية لبرنامج صبايا الخير.

شهيدة الورد شيماء الصباغ

وفى ذكرى ثورة يناير 2014، استشهدت شيماء الصباغ عضو حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، فى المسيرة السلمية التى نظمها الحزب بميدان التحرير، لوضع الورود على النصب التذكارى لشهداء القورة، وأصيبت شيماء الصباغ بطلقة فى رأسها أدت إلى مصرعها على الفور، وسريعًا دشن نشطاء الفيس بوك صفحة باسم "كلنا شيماء الصباغ" للمطالبة بسرعة القبض على أحد أفراد الأمن الذى أطلق عليها الرصاص، ومحاكمة وزير الداخلية محمد إبراهيم وقتها، وبالفعل تم إقالة إبراهيم وجرت التحقيقات حتى تم القبض على الضابط المتهم بقتل الصباغ.

كلنا ميادة أشرف

وشنت وسائل التواصل الاجتماعى هجومًا عقب مقتل الصحفية ميادة أشرف فى أواخر مارس 2014، أثناء قيامها بعملها وتغطيتها للاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وسريعًا ما انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعى وتم تدشين صفحة على الفيسبوك باسك "كلنا ميادة أشرف" للمطالبة بحفها هى وباقى الصحفيين الذين استشهدوا أيضًا.

محفوظ صابر يستقيل بأمر السوشيال ميديا

ومن أبرز ما تسببت فيه وسائل التواصل الاجتماعى استقالة المستشار محفوظ صابر، وزير العدل السابق، وذلك حينما أعلن صابر فى تصريحات تلفزيونية رفضه لتعيين أبناء عمال النظافة فى الهيئات القضائية، مبررًا موقفه هذا بأن القاضى له شموخه، ويجب أن يكون مستندًا لوسط محترم ماديًا ومعنويًا، وهو الأمر الذى أثار جنون الشارع المصرى كله، وبدروهم قام نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى بشن حملة هجومية ضد المستشار محفظ صابر، معلنين عن رفضهم لتصريحاته العنصرية ومطالبين بإقالته، وكان ذلك سببًا فى قيام صابر بتقديم استقالته بعد ذلك الهجوم.

أقيلوا الزند – إلا رسول الله

وأخيرًا وليس آخرًا، فى تصريحات نارية للمستشار أحمد الزند وزير العدل السابق، قال فى لقاء تلفزيونى: " سأحاسب المخطئ حتى لو كان النبى"، وهو التصريح الذى أثار غضب الشعب المصرى وبدأت مواقع التواصل الاجتماعى فى الحشد ضده وتدشين هاشتاجًا على موقع التواصل الاجتماعى تويتر باسم أقيلوا_الزند إلا رسول الله، ثم خرج فى اليوم التالى علينا الزند ليعتذر عن تصريحه، وأكد أنه لم يكن يقصد ذلك المعنى الذى وصل لأذهان الناس واتهم الإخوان بأنهم وراء حملات التشويه ضده، وبعد ساعات قليلة أصدر رئيس الوزراء شريف إسماعيل قرارًا بإعفاء الزند من منصبه وإقالته، تلبية لرغبة وتوجه المصريين.