من ينقذ ثروة المزارعين؟

أكثر من 2 مليون شجرة نخيل بمحافظة الوادى الجديد تمثل الثروة الاستراتيجية لمزارعى المحافظة، والتى باتت فى خطر بسبب انتشار مرض سوسة النخيل الحمراء وعمرها أكثر من 200 عام، وظهرت فى مصر بمحافظتى الشرقية والإسماعيلية عام 1992، وفى محافظة الوادى الجديد عام 2007 وحتى الآن وهى حشرة من رتبة الحشرات غمدية الأجنحة فصيلة السوس ولكل نوع من أنواع الحشرة عائل تتغذى عليه حتى تقضى على شجرة النخيل بالكامل وهى شديدة العدوى وتعرف باسم "إيدز النخيل".

 

وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها محافظة الوادى الجديد للقضاء على تلك الحشرة التى تم اكتشافها فى عدة بؤر جديدة ومنها بؤر بقرية بدخلو التابعة لمركز الداخلة كأول حالة يتم تسجيلها فى هذا المركز، حيث رفعت مديرية الزراعة درجة استعداداتها للتصدى لانتشار المرض، وتم فرض الحجر الزراعى على المناطق المصابة ومنع نقل فسائل النخيل منها.

 

وقال الدكتور مجد المرسى وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، لـ"برلمانى"، إن المديرية والإدارات التابعة لها انتهت من فحص 97344 شجرة نخيل، وتبين أن عدد الأشجار المصابة بلغت 316 شجرة نخيل وتم علاج 257 شجرة وإعدام 56 شجرة مصابة، حيث تتسبب الحشرة فى إفراغ قلب النخلة من صلابته ثم جفاف العصارة النباتية.

 

وأضاف المرسى، أنه يزيد من خطورة تأثير تلك الحشرة قدرتها على الطيران لمناطق بعيدة تصل إلى 1500م وبالخصوبة العالية وتسبب إصابة كافة أشجار النخيل فى البستان وبالتالى تحول البساتين إلى منطقة موبوءة وهى تقضى على النخيل المثمر خلال فترة بين سنة إلى سنتين.

 

وأكد وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد، على أنه تم حظر نقل فسائل من المناطق المصابة بالحشرة مطلقا والتنبيه على المزارعين بالحرص على عدم خروج أية فسائل من تلك المناطق التى تنتشر منها العدوى إلى المزارع المحيطة بها، مؤكدًا على أنه يصعب اكتشاف المرض فى المراحل الأولى من الإصابة لأن اليرقات تكون داخل جذع النخلة، ولا يمكن مشاهدتها خارج الجذع ولكن يمكن معرفة المراحل المتأخرة من الإصابة عن طريق الإفرازات الصمغية والرائحة الكريهة ومن أعراض الإصابة تقل إنتاجية النخلة ويبدأ السعف بالذبول والإصفرار ثم تجف الأوراق بعد ذلك بشكل كامل وتكون سهلة الإزالة .

 

 

ومن جانبه أكد المهندس سعد عمران مدير ادارة القصر الزراعية بالوادى الجديد، على أنه تم الانتهاء من فحص 82197 نخلة وتم إجراء أعمال الرش الوقائى على 14800 شجرة نخيل وتبين وجود 277 حالة إصابة بالمرض وتم علاج 204 شجرة نخيل وإعدام 73 نخلة، حيث يبلغ عدد أشجار النخيل فى منطقة بدخلو أحدث بؤر الإصابة بالمرض 20980 نخلة على مساحة 210 أفدنة.

 

وأضاف عمران، لـ"برلمانى"، أن الاهتمام بالعمليات الزراعية الخاصة بخدمة أشجار النخيل، وبشكل خاص إزالة الفسائل والرواكيب والتقليم "إزالة السعف اليابس وبقايا العذوق القديمة" والتكريب مع الاهتمام بعمليات التسميد والرى بشكل منتظم مكافحة حفارات ساق النخيل والقوارض التى تسبب حدوث أنفاق فى جذوع أشجار النخيل وغمر الفسائل المراد زراعتها قبل عملية الزراعة بأحد المبيدات المناسبة كإجراء احتياطى ورش الأشجار السليمة فى المناطق المصابة بأحد المبيدات كإجراء وقائى.

 

ومن جانبها كثفت مديرية الزراعة بالوادى الجديد، من عقد الندوات الإرشادية لتوعية الفلاحين والمزارعين وتوضيح كل ما يتعلق بهذه الحشرة الضارة والتى يحاضر فيها أساتذة متخصصون من أكاديمية البحث العلمى ومركز البحوث الزراعية واساتذة الجامعات، كما يتم إصدار النشرات الإرشادية وإعداد الملصقات والبوسترات التوضيحية عن كل ما يتعلق بهذه الحشرة وتوزيعها على المزارعين لتوعيتهم بخطورتها.

 

وحذرت مديرية الزراعة من ارتكاب بعض المزارعين لسلبيات خطيرة تتسبب فى تزايد انتشار المرض وخاصة عدم الالتزام بعدم نقل الفسائل من المناطق المصابة والتى تعتبر سببا رئيسيا فى انتشار المرض إلى بؤر جديدة، وكذلك الالتزام بطرق العلاج والرش الوقائى والتعاون مع المختصين لعلاج أشجار النخيل المصاب حتى لا يتزايد خطر تلك الحشرة المدمرة لأهم محصول استراتيجى بالمحافظة.