الأحد، 19 مايو 2024 04:31 م

البرلمان يٌشهر أسلحته فى مواجهة شبكات "تجنيد الشباب".. كمال عامر يكشف مُخطط بث الفوضى.. الوردانى يقترح تنظيم لقاءات للطلاب.. الخولى: أوروبا تعى أن المصريين أقل الجنسيات المنضمة لـ"داعش"

حرب النواب على شبكات تجنيد الشباب

حرب النواب على شبكات تجنيد الشباب حرب النواب على شبكات تجنيد الشباب
السبت، 02 سبتمبر 2017 11:00 ص
كتبت نورا فخرى

تجنيد الشباب للانخراط فى التنظيمات التكفيرية والجماعات المتطرفة، لتنفيذ مخططاتهم سواء فى البلاد التى ينتمون إليها أو بلاد أخرى قضية خطيرة تطرح نفسها بقوة، لاسيما إن أعمار منفذى العمليات الإرهابية الأخرى ما بين 20 - 30 عاماً، وهى القضية التى لم تغيب عن إدارك القيادة السياسية التى حرصت منذ اليوم الأول على احتواء الشباب والتواصل المباشر معه من خلال مؤتمرات الشباب التى تنظم شهرياً، وأخيراً كانت التوصية خلال اجتماع المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف بأهمية وضع خطط لحماية الشباب من التطرف.

 

وتلجأ الجماعات المتطرفة إلى أساليب متعددة فى مخططها لاصطياد الشباب وتجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية، منها وسائل التواصل الاجتماعى وبعضها أمور تتعلق بالتواصل المباشر من خلال أقرانهم من الشباب الذى أصيب بعضال التطرف الفكرى، الأمر الذى يستلزم التحرك على شقين إحداهما يتعلق بالمواجهة الفكرية والعمل على تجديد الخطاب الدينى والآخر علاوة عن اللقاءات المستمرة للجان البرلمانية مع الشباب، والجانب الأخر يتعلق بسن تشريعات لمكافحة الإرهاب، حسبما يؤكد أعضاء مجلس النواب.

 

وفى هذا الصدد، قامت عدد من اللجان البرلمانية على مدار دور الانعقاد الثانى، بعقد عدة لقاءات من أجل تجديد الخطاب الدينى من جانب، وعنيت بذلك لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، برئاسة النائب أسامة العبد، كذلك قامت لجنة الدفاع والأمن القومى برئاسة اللواء كمال عامر، بعقد سلسلة من الاجتماعات لمناقشة الجهود المبذولة من الدولة لمواجهة التطرف والإرهاب فكريا سواء على المستوى الدينى أو الثقافى، علاوة عن الموافقة على عدد من التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب بالاشتراك مع لجنة الشئون الدستورية والتشريعية.  

 

واستعرض اللواء كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، محاولات تجنيد الشباب من قبل القوى الكارهة لمصر التى استثمرت الأوضاع فى مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، من خلال تدريبهم فى الخارج لإحداث القلاقل والاضطرابات مشيراً إلى أن الإخوان والتنظيمات الإرهابية ليسوا الوحيدين الذين استهدفوا الشباب، فهناك قوى أيضا كارهة للبلاد استخدمت العناصر الشبابية  كوقود وعمدت على استخدام كل فئات المجتمع بهدف إضعاف البلاد سعياً لبث الفوضى الخلاقة وعدم استقرارها لكن هذه القوى لم تفلح فى مخططاها.

 

ويضيف عامر، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" أن الأخوان تلاقت مصالحها مع القوى الكارهة كُل لتحقيق مصالحه الخاصة، وظهرت أساليب الجيل الرابع منها الضغوط السياسية والاقتصادية علاوة عن الإرهاب المصنوع، واستخدم الشباب كوقود حيوى بتقديم إغراءات للشباب للتطوع للانضمام إلى صفوفهم وتنفيذ أجندتهم أما بإغراءات مالية أو وسائل أخرى، وذلك بشكل منفرد أو مشكلين ما يطلق عليهم "الذئات المنفردة"، لإضعاف البلاد وبث الفرقة وضرب الوحدة وتفجير المشاكل العرقية، واستخدام العنف.

 

ولفت عامر، إلى خطورة أنظمة المعلومات والاتصالات أحد وسائل المستخدمة فى حروب الجيل الرابع، وتستخدم فى تجنيد الشباب حيث سهلت عقد الاجتماعات واللقاءات وإصدار التكليفات، مشيراً إلى أن اللجنة بدأت بالاشتراك مع لجنة الاتصالات فى مناقشة قضية الأمن السيبرانى وشددنا على أهمية سن التشريعات الخاصة بحماية المعلومات، والتى تشمل إعداد مشروع قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية.

 

وأكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أن الدولة أيضا تعمل على التصدى لذلك من خلال تدشين المشروعات القومية لخلق فرص العمل وتقليل البطالة، والقيام بكل ما يتصل بإعداد الشباب وتظهر فى حرص القيادة السياسية على اللقاءات المستمرة معهم  وإنشاء الإكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب وتدريبهم، بجانب الجهود التى سيقوم بها بدور كبير فى مكافحة الإرهاب فكريا.

 

ومن جانبه شدد اللواء صلاح أبو هميلة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الشعب الجمهورى، على أهمية تجديد الخطاب الدينى وهى القضية التى طالما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى الأنظار للعمل عليها، مشيراً إلى أن مجلس النواب يولى أهميه لهذه القضية من خلال اللجان المعنية، خاصة أن هناك أئمة بعض المساجد يحتاجون إلى تغيير أساليبهم فى الخطاب مع المواطن البسيط لمواجهة خطاب الجماعات المتطرفة.

 

وقال أبو هميلة، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" إن مجلس النواب يولى أهمية كبيرة لقضايا الشباب، حيث أقر فى دور الانعقاد الثانى قانون الرياضية المعنى بتنظيم الأندية، ومن المتوقع أن يناقش مجلس النواب مشروع قانون الشباب، وتنظيم مراكز الشباب وإنشائها فى دور الانعقاد الثالث، مشيراً إلى أنه لطالما أكد أهمية هذه المراكز ومخاطرها فى الوقت ذاته مالم يحكمها قانون ينظمها بما يحقق الانضباط مشيراً إلى البرلمان سيلعب دوراً هاما للتصدى للخلايا النائمة والكتائب التى تعمد على بث الشائعات والفتنة على مواقع التواصل الاجتماعى وذلك من خلال إقرار قانون جرائم الإنترنت بدور الانعقاد الثالث.

 

ولفت أبو هميلة، إلى أهمية إنشاء المناطق الصناعية فى المناطق الريفية كحل لأزمة البطالة، التى يستغلها البعض فى جذب هؤلاء الشباب ودفعهم للانخراط فى تنظيمات ضد الدولة، بجانب الاهتمام بالجانب التعليمى من خلال إقرار مادة تدرس بالمدارس تهدف إلى مكافحة التطرف الفكرى.

 

النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أكد أن الشباب عنصر مستهدف دائما ليس فقط من الجماعات الإرهابية إنما هناك دول بعينها صبت اهتمامها على تنظيم الشباب المصرى بهدف تغيير ثقافتهم وهويتهم، لاسيما أن الشباب تعد بمثابة القوى الضاربة فى المجتمعات العربية خاصة مصر، ولكونهم لم يكتسبوا خبرة حياتية بما يمكن من استغلالهم.

 

وقال الخولى، فى تصريح لـ"برلمانى"، إن الجماعات المتطرفة تستغل الشباب فى العمليات الإرهابية فليس غريباً أن القائمين بالأعمال الارهابية الأخيرة فى العشرينات من العمر حيث، يتم استقطاب الشباب من خلال عدة وسائل منها "السوشيال ميديا"، بزرع العقائد الفاسدة فى عقولهم للتحريض على القتل بدعوى الفوز بالفردوس الأعلى مشدداً على أن معالجة هذه القضية يتطلب تضافر جهود مؤسسات الدولة حيث يلقى على عاتق البرلمان الجانب التشريعى لمواجهة الإرهاب، مع وضع جميع اللجان النوعية فى أجندتها لدور الانعقاد بند يتعلق بقضايا الشباب كل فى اختصاصه، فعلى سبيل المثال لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تساهم أجندتها بشكل كبير فى عملية النهوض بالشباب بما يقطع خط التطرف، ولجنة الثقافة والإعلام تلعب دوراً فى احتواء شباب المبدعين والمخترعين، ودعمه فى خلق بيئة مناسبة من خلال توجيهاتها للحكومة.

 

وشدد الخولى، على أهمية الدفع نحو الارتقاء بالمؤسسات الدينية لمواجهة التطرف الفكرى، مؤكداً أن الأزهر مازال يلعب الدور الدعوى الوسطى فى مصر، ويعد بمثابة مناره للعالم.

 

ولفت أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن البعض يروج إلى أن مصر دولة مصدرة للإرهابيين مستخدمة فى ذلك أسماء مثل أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، لكن هذا غير صحيح على الإطلاق فأحد المسئولين باستراليا ذكر لى أن نفس النسبة المنضمة لتنظيم داعش الإرهابى من مصر مماثله لأستراليا وهى نسبة ضئيلة، مشيراً إلى أن أوروبا تعى جيداً أن مصر من أقل المصريين أقل الجنسيات المنضمة إلى داعش والتنظيمات الإرهابية، وذلك لدورها فى مواجهة التطرف.

 

بدوره أكد النائب شريف الوردانى، أمين سر لجنة حقوق الإنسان، أهمية تنظيم مجلس النواب للقاءات الشبابية، ليعى الشباب المجهودات التى تبذلها مؤسسات الدولة من أجل المواطن، وتعزز مفهوم الممارسة الديمقراطية الصحيحة، مشيراً إلى أنه ستبنى هذه المبادرة خلال دور الانعقاد الثالث من خلال لجنة حقوق الإنسان.

 

واقترح الوردانى، فى تصريحاته لـ"برلمانى"، أن يتم تنظيم لقاءات لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية داخل الكليات العسكرية على غرار أسلوب المعايشة، بدءاً من الفجر حتى نهاية اليوم، ليعى الشباب العقيدة العسكرية والجهد المبذول من الضباط وأفراد القوات المسلحة لحماية البلاد ومواطنيها، وأن التضحية من أجلها عقيدة لديهم، وذلك بما يعزز الروح الوطنية لدى الشباب ويبعدهم عن الأفكار الهدامة واستقطاب الجماعات المتطرفة.

 

 

 

الأكثر قراءة



print