هل تستجيب إثيوبيا لمطالب مصر فى ملف السد؟

خلال الفترة الماضية أبدت مصر تحفظها وعدم رضاها عن المفاوضات مع إثيوبيا بشان سد النهضة، خاصة فيما يتعلق بالاجتماعات الملف الفنى للسد ، حيث قال سامح شكرى وزير الخارجية، إن مصر ليست راضية عن مسار المفاوضات مع إثيوبيا حول سد النهضة، مشيرا إلى أن الاجتماعات الأخيرة على المستوى الفنى كانت صعبة.

 

الأمن المائى المصرى خط أحمر

الأمن المائى المصرى خط أحمر، وعدم التنازل عن حقوقنا المائية كانت الرسائل التى أطلقتها الخارجية المصرية خلال الأيام السابقة ، لإعلان موقف مصر بوضوح تجاه قضية سد النهضة .

 

 وأعقب ذلك مشاركة الرئيس السيسى فى قمة دول حوض النيل، التى جدد خلالها التأكيد على أن مبدأ مصر الأساسى فى التعامل مع كل الدول الأفريقية هو التعاون دون الإضرار بمصالح أى دولة .

 

وأكد الرئيس السيسى، أن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا، وأن مصلحتنا المشتركة فى الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا، أعظم وأكثر أهمية بكثير من أية اختلافات قيدت مواقفنا وكبلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة.

 

السودان تدعم موقف مصر

الموقف المصرى فى قضية سد النهضة دعمه أيضا، إعلان السودان دعمها الكامل لمصر فى قضية سد النهضة، حيث أكد أحمد بلال عثمان، نائب رئيس الوزراء السودانى ووزير الإعلام، أن السودان مع مصر قلبا وقالبا فى ملف سد النهضة، ولن تسمح بالمساس بالحصة المائية لها، مشيرا إلى أن الخرطوم لا تلعب دور الوسيط بين القاهرة وأديس أبابا.

 

وأضاف بلال، أن بلاده ستكون المتضرر الأول فى حالة انهيار سد النهضة، مشيرا إلى أن الخرطوم تنتظر نتائج الدراسات التى تنفذها الشركة الفرنسية، وأن المفاوضات حاليا تدور حول فترة ملء الخزان، لأن فترة التخزين طالت أو قصرت ستؤثر على مصر.

 

رئيس البرلمان الإثيوبى: نلتزم بالمسار التعاونى مع مصر

وفيما يبدو بداية لاستجابة إثيوبيا لمطالب القيادة السياسية المصرية ، وتراجعها عن التعنت فى هذا الملف ، جاءت تصريحات رئيس البرلمان الإثيوبى التى أكد خلالها أن بلاده يتلتزم بالمسار التعاونى مع مصر فى ملف السد .

 

وأكد أبادولا جميدا رئيس مجلس النواب الإثيوبى ورئيس "وفد الدبلوماسية الشعبية إلى مصر" التزام بلاده بالمسار التعاونى مع مصر سواء فيما يتعلق بمجالات التعاون المشتركة، أو اتصالاً بالمسار التفاوضى حول سد النهضة.

 

باشات: التصريحات إيجابية والمفاوضات المصرية الأخيرة جيدة

اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الأفريقية، قال إن التصريحات من جانب البرلمان الإثيوبى بضرورة بالإيجابية.

 

وأضاف باشات، فى تصريح لـ"برلمانى" أنه فى ظل الظروف الحالية، المفاوضات المصرية الأخيرة فى الملف كانت جيدة ، وخلقت نوع من الضغط على إثيوبيا، كما أنها أعربت عن سياسة مصر الواضحة فى هذا الملف دون مواربة ، مشيرا إلى أن التصريحات تعتبر خطوة مبدئية لتراجع إثيوبيا مواقفها الاخيرة ، واللجوء إلى التعاون بشكل أكبر فى الملف.

 

وتابع باشات: " الرئيس السيسى حدد بشكل أساسى مبدأ التعاون للتعامل فى مختلف القضايا ، وإثيوبيا اتخذت خط متعسف فى التعامل فى فترة ما، ونتمنى أن تكون هذا التوصيات بداية للتغير".

 

 طارق رضوان: خطوة جيدة والمفاوضات المقبلة ستكشف موقفهم الحقيقى

وقال طارق رضوان، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن تأكيد رئيس البرلمان الإثيوبى على التزام بلاده بالمسار التعاونى مع مصر سواء فيما يتعلق بمجالات التعاون المشتركة، أو اتصالاً بالمسار التفاوضى حول سد النهضة ، خطوة جيدة.

 

وأضاف رضوان، أن إيجابية أثيوبيا ستظهر خلال الفترة المقبلة فى المفاوضات المقرر عقدها على مستوى اللجنا الوزارية بين البلدين، لافتا إلى أن المفاوضات ستظهر الموقف الحقيقى للقيادة السياسة فى إثيوبيا.

 

وأشار رضوان، إلى أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع تصريحات السودان على تأكيدها التكاتف والتعاون مع مصر فى ملف سد النهضة، لافتا إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد مزيد من التعاون والتعامل الإيجابى فى هذا الملف.

 

وأكد النائب، أن كل من السودان وإثيوبيا ، عليهما أن يدركا أن التعاون والتفاوض هو الحل الأمثل فى التعامل مع ملف سد النهضة حتى تتحقق التنمية دون الإضرار بمصالح أى طرف.