السبت، 20 أبريل 2024 06:51 ص

مدير أمن الأقصر: آثار مدن إسنا وأرمنت الأكثر سرقة من قبل المنقبين.. 7 قضايا تنقيب وراء القبض على 19 متهما.. ونطارد سارقى التاريخ الفرعونى يوميًا.. ونائب يطالب بتغليظ العقوبة لتصل إلى المؤبد

لصوص الحضارة الفرعونية "تحت القبة"

لصوص الحضارة الفرعونية "تحت القبة"
الإثنين، 19 يونيو 2017 08:00 ص
كتب – السيد فلاح – أحمد مرعى

الأقصر هى المدينة الأولى فى العالم التى تحوى آثارا فرعونية تتمثل فى معابد ومقابر أثرية تعود لمختلف العصور الفرعونية القديمة فى البر الشرقى والبر الغربى، ورغم الاكتشافات اليومية التى تقوم بها وزارة الآثار المصرية بجانب مجهودات البعثات الأجنبية، إلا أنه ما زالت توجد الآلاف من الآثار التاريخية القديمة مدفونة أسفلها، وهو ما يظهر جليا فى عمليات الحفر والتنقيب العشوائية فى مختلف أنحاء المحافظة، والتى يطاردها رجال الشرطة لضبط لصوص التاريخ الفرعوني.

 

 

 

كشف عصام الحملى، مدير أمن الأقصر لـ"برلمانى"، أن رجال الشرطة نجحوا حتى الآن فى إحباط عدد كبير من المحاولات من قبل تجار الآثار والمنقبين عنها للوصول إلى الثراء السريع، بالتعاون مع رجال شرطة السياحة والآثار.

 

 

 

وأكد الحملى أنه تم ضبط 7 قضايا تنقيب عن الآثار أسفل المنازل وبالمواقع الأثرية، أسفرت عن مصرع مواطنين وإصابة 3 آخرين والقبض على 19 متهما لدى التنقيب حتى الآن، وما زالت الحملات مستمرة لمواجهة هذا الخطر الذى يهدد الحضارة والتاريخ المصرى القديم ويعرضه للبيع للصوص بصورة يومية.

 

 

وأوضح الحملى وقائع محاولات نهب وسرقة ثروات القدماء المصريين والفراعنة فى مختلف أنحاء محافظة الأقصر، ومنها الواقعة الأولى تمثلت فى مقتل مواطنين وإصابة 3 آخرين وذلك لدى انهيار سرداب كانوا يحفرون داخله للتنقيب عن الآثار بمدينة أرمنت غربى محافظة الأقصر.

 

 

وأشار الحملى إلى أنه من المعاينة تبين أن مواطنين جلبوا 5 عمال للتنقيب عن الآثار فى قطعة أرض يحيط بها سور بين منزليهما، وأن أكوام الأتربة انهارت والعمال الخمسة داخل السرداب الذى يتم الحفر داخله، مما تسبب فى مصرع كل من "ربيع فاروق حسين"، و"ممدوح محمد عبد الرحيم"، وإصابة الـ3 الآخرين، فتم على الفور انتشال جثمان المتوفين والمصابين من داخل الحفرة.

 

 

 

وأضاف مدير الأمن أنه فى مدينة إسنا نجح رجال المباحث فى القبض على عصابتين للتنقيب عن الآثار بنجع أحمد سعيد، الأولى ضمت 8 متهمين يقومون بعمل حفرة داخل منزل بالنجع، والثانية ضمت 7 متهمين كانوا ينقبون عن الآثار بجبانة الأسماك الشهيرة بنفس النجع، بمنطقة الجهينات بنجع أحمد سعيد دائرة مركز إسنا، وتبين أن "س.س.س" 57 سنة عاطل، جلب 7 آخرين للتنقيب عن الآثار بمنزله بينهم مشعوذ ليدلهم على موقع الحفر والآثار المدفونة، وبتكثيف التحريات نجحت القوات فى القبض على المتهم بمنزله وبرفقته كل من "ب.ص.غ" 57 سنة تاجر أوهمهم بقدرته على تحديد موقع الكنز والحفر فيه داخل المنزل، و"ع.س" 47 سنة مزارع، و"ع.س" 51 سنة مزارع، و"م.ش" 17 سنة طالب، و"م.ج" 36 سنة عاطل، و"م.ع" 37 سنة عاطل، و"م.م" 39 سنة عاطل، وبتفتيش المنزل عثر بداخله على حفرة قطرها 2 متر وطولها 4 أمتار، تنتهى بسرداب بالناحية الشرقية بطول 50 مترا، وبمواجهة المتهمين اعترفوا بقيامهم بالتنقيب عن الآثار فى تلك الحفرة، وفى نجع أحمد سعيد تمثلت فى تمكن رجال المباحث من ضبط 7 متهمين لدى تواجدهم داخل سيارة نقل بمنطقة جبانة الأسماك الأثرية للاستعداد للتنقيب عن الآثار، وهم كل من "م.ج" 29 سنة عاطل، و"أ.ب" 27 سنة عاطل، و"ع.ا" 45 سنة عاطل، و"خ.ق" 46 سنة عاطل، و"ع.م" 34 سنة عاطل، و"خ.ح" 26 سنة خفير، و"ش.ق" 33 سنة عاطل، وبتفتيش المنطقة التى كانوا متواجدين بها عثر رجال المباحث على حفرة مستطيلة قطرها 2.5 × 3 أمتار وبعمق 2 متر يظهر منها جزء من جدار يتوسطه رسم باب مجوف ناحية الداخل به رسومات ونقوش أثرية تعود للعصر الروماني.

 

 

 

كما ألقى رجال مباحث شرطة السياحة والآثار القبض على حارس بمنطقة كومير الأثرية متلبسا بحفر 3 حفر داخلها للبحث عن الكنوز الفرعونية، ويدعى "أ.ب.م" 34 سنة مقيم بالدقيرة مركز إسنا ويعمل حارس للآثار بمنطقة حاجر كومير الأثرية، وبتفتيش ومعاينة النيابة لموقع الحفر تم العثور على 3 حفر، الأولى عمقها 10 أمتار وقطرها 2.5 متر تنتهى بسرداب بالناحية الغربية، والحفرة الثانية عمقها 15 مترا وقطرها 2 متر، والحفرة الثالثة عمقها 12 مترا وقطرها 2 متر وتنتهى بسرداب بالناحية الشرقية كما تم ضبط أدوات الحفر، فتم تحرير عن ذلك المحضر رقم 211 إدارى مركز إسنا.

 

 

 

وأيضا القبض على شخصين أثناء قيامهما بالتنقيب عن الآثار داخل منزل بمدينة إسنا، حيث تلقى عميد أبو الحجاج كمال، مفتش السياحة والآثار بمنطقة جنوب الصعيد، والعقيد محمد أبو عايد، رئيس مباحث سياحة وآثار الأقصر، إخطارا يفيد بقيام شخصين بالتنقيب عن الآثار بمنزل فى مدينة إسنا، فتم على الفور مداهمة المنزل وضبط المتهمان، وبإجراء عمليات البحث والتفتيش داخل المنزل تم العثور على حفرة بعمق 3 أمتار داخل إحدى غرف المنزل، قام المتهمان بحفرها بحثاً عن الآثار.

 

 

وفى نفس السياق عثر رجال الشرطة على كنز آثرى مكون من 14 قطعة أثرية تعود للعصور اليونانية والبطلمية وجدران متنوعة تعود للقدماء الفراعنة، والتى تم العثور عليها داخل منزل مواطن بقرية "درب الرواجح".

 

 

وقررت النيابة بسرعة التحفظ على المنزل بكامل محتوياته، وحضرت لجنتان من الهيئة العامة للآثار برئاسة صابر إبراهيم حسن كبير مفتشى آثار إسنا، ورجال شرطة السياحة والنيابة العامة ضمت النقيب محمد عبد العزيز رئيس مباحث شرطة السياحة والآثار بجنوب الأقصر، منزل الذى حرر بحقه المحضر رقم 8525 إدارى إسنا حفر وتنقيب عن الآثار، وأسفرت نتيجة المعاينة عن وجود 14 قطعة أثرية داخل منزل أحد المتهمين أثناء عملية الحفر، منهم 10 قطع أثرية خاصة بالعصور اليونانية و4 قطع أثرية خاصة بالعصر البطلمى، وكذلك وجود غرفتين أثريتين بها كتابات هيروغليفية ونقوش ملونة تعود لـ"نوت" إله السماء عند الفراعنة وخرطوشة للملك "بطليموس السادس"، وسرداب بين الغرفتين ممتد بمسافة طويلة لم يتم دخوله لكونه ممتد أسفل باقى المنازل المجاورة، وقررت النيابة التحفظ عليها لاستبيان مدى أثريتها من عدمه لحين تسليمها لوزارة الآثار.

 

 

 

وتمكن رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر من ضبط عامل أجرى بمنطقة الشغب دائرة مركز إسنا لحيازته قطع أثرية والاتجار بها بحثا عن الثراء السريع، ويدعى "سيد.أ.م" 55 سنة، وبحوزته 44 قطعة يشتبه فى أثريتها عبارة عن 4 قطع عبارة عن تماثيل كبيرة الحجم متكاملة و14 تمثالا صغير الحجم متكامل وعمود صغير و6 قطع عبارة عن رؤوس و3 أوان و3 أساور وتابوت صغير به 3 تماثيل والباقى عبارة عن قطع صغير غير متكاملة، وتم القبض على سيدة مسنة لقيامها بالحفر داخل منزلها بجوار معبد إسنا، وتدعى "أ.م.ح" 60 سنة ربة منزل ومقيمة بجوار معبد إسنا بحوالى 50 مترا، وبداخله منزلها حفرة عمقها 4 أمتار وقطرها 2.5 متر، وتنتهى بسرداب متجة للناحية الجنوبية الشرقية بارتفاع مترين وبعرض متر ونصف، كما عثر على قطع كسر من الفخار داخل الحفرة وخارجها وتشوينات ترابية وأدوات للتنقيب.

 

 

 

وفى هذا السياق يقول الدكتور محمد عبد العزيز مدير آثار مصر العليا، أن التاريخ الفرعونى لم يخرج كل آثاره ومعابده ومقابره الفرعونية من الأرض وما زالت آلاف القطع مدفونة أسفل الأرض فى الأقصر حتى يومنا هذا، فالتاريخ الفرعونى كان ثريا للغاية بالحضارة والتراث والفن والهندسة الفرعونية، ولكن الأزمة اليومية التى تعانى منها الوزارة هى محاولات التنقيب اليومية للصوص الآثار الفرعونية بمختلف أنحاء المحافظة.

 

 

 

ويضيف مدير آثار مصر العليا لـ"برلمانى"، أن الحملات تخرج بصورة مكثفة بالتنسيق بين رجال الآثار بالأقصر ورجال مديرية أمن الأقصر ورجال شرطة السياحة والآثار، الذين يقومون بمجهودات كبيرة لملاحقة هؤلاء اللصوص الذين يسعون للثراء السريع جراء بيع تاريخ مصر للخارج، وهو أمر يجرمه القانون ويؤدى إلى ضياع الحضارة الفرعونية بدلاً من الاستفادة منها فى جذب أكبر قدر من السياح.

 

 

 

أما على جانب دور رجال الشرطة فى ردع لصوص الآثار وحل أزمة التنقيب اليومية عنها، فيقول اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، أن رجال المباحث بمختلف مدن وقرى الأقصر يرصدون كل محاولات التنقيب عن الآثار ويحبطونها بصورة جيدة للغاية، حيث أنه لا تمر أيام قليلة إلا ويتم ضبط منقبين عن الآثار بمختلف أقسام المديرية، وهو يدل على أن رجال الشرطة يقظين لتلك المحاولات لسرقة الحضارة الفرعونية القديمة.

 

نائب الأقصر يطالب بتغليظ عقوبة التنقيب عن الآثار لتصل إلى المؤبد

 

من ناحية أخرى قال النائب فيصل عبد الرحمن، عضو مجلس النواب، عضو ائتلاف دعم مصر بمحافظة الأقصر، أن ظاهرة التنقيب عن الآثار، انتشرت بشكل كبير للغاية فى كل محافظات مصر، خاصة محافظة الأقصر الشهيرة بالآثار، ونتج عن ذلك سقوط ضحايا عدة، بجانب سرقة الآثار المصرية والتاريخية.

 

وأضاف نائب محافظة الأقصر فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى"، أن الحل الوحيد لإنهاء  والتصدى لأزمة وظاهرة التنقيب عن الآثار، هو عمل مشروع قانون جديد يكون رادع، وعقوبة التنقيب عن الآثار تصل إلى المؤيد، مشيرًا إلى أنه لم يتم القضاء على الظاهرة بدون عقوبات رادعة وقوية ضد سارقى آثار مصر، مضيفًا أن المنقبين عن الآثار لا يتعاملون معها على أنها سرقة، مطالبًا المواطنين بالتوقف عن هذه الظاهرة التى تُسبب سرقة تاريخ أجدادنا العريق، كما تسبب حالات وفاة عدة.

 

أمين "إعلام البرلمان" يطالب بسن قوانين للتصدى للظاهرة

وبدوره طالب النائب نادر مصطفى، أمين لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، بسن قانون لوقف هوس التنقيب عن الآثار، بعد انتشاره بطريقة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وتسبب فى مصرع المنقبين، فضلا عن سقوط منازل وعمارات أثناء عملية التنقيب.

 

وأضاف أمين لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب، فى تصريحات خاصة لـ "برلمانى": بسبب عدم المحاكمات أو اهتمام الأمن بملف التنقيب عن الآثار، اعتقد المواطنون أن التنقيب أمر مباح، وغير إجرامى، وأصبح التنقيب عن الآثار هو الشغل الشاغل لمعظم المواطنين بسبب البحث عن الثراء السريع دون النظر إلى مصلحة البلد، وبيع وسرقة أعظم آثارنا، مشيرًا إلى أن دور شرطة الآثار غير مفعل سوى فى حماية المتاحف فقط، مطالبًا بتطوير دور شرطة الآثار فى عملية البحث والتحرى على من يقوم بعملية التنقيب.

 

النائب خالد مجاهد: المنقبون يبحثون عن الوهم

ومن جانبه قال خالد مجاهد، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة إسنا بالأقصر، أن ما يقوم بالتنقيب عن الآثار، يبحث عن وهم، لأن انتشار ظاهرة البحث عن الآثار، يوجد بها عمليات نصب كبرى، حيث يقوم عدد كبير من الجدالين والنصابين باستغلال هوس المواطنين بالبحث عن الآثار بالنصب عليهم، لاستنذاف أموالهم، بجانب حالات الوفاة الكثيرة الذى يقع نتيجة البحث عن الآثار، بمطالبًا بزيادة دور الشرطة فى التصدى لظاهرة التنقيب المنتشرة، موجهًا رسالة للمنقيب اتقوا الله فى مصر وفى أنفسكم، والزرق من عند الله.

لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (1)
لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (1)

 

لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (2)
لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (2)

 

لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (3)
لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (3)

 

لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (4)
لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (4)

 

لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (5)
لصوص الاثار والحضارة الفرعونية ازمة يومية في الاقصر (5)

 

 


print