الأربعاء، 01 مايو 2024 10:57 ص

التضخم وأزمة الأغذية وانخفاض سعر النفط تلعب ضد الرئيس بعد محاولته تجريد المؤسسة التشريعية من صلاحياتها.. المعارضة تصمم على إزاحته بانتخابات مبكرة.. و"مادورو" إما يكون سريعا أو لا يكون

أحداث فنزويلا.. لعنة البرلمان تطارد النظام

أحداث فنزويلا.. لعنة البرلمان تطارد النظام أحداث فنزويلا.. لعنة البرلمان تطارد النظام
الأحد، 21 مايو 2017 11:10 م
كتب: خليل أبو شادى

نقطة التفجر فى أحداث فنزويلا التى تشمل مظاهرات عارمة بطول البلاد وعرضها، أسفرت عن عشرات القتلى، تتمثل فى قرار المحكمة العليا، بتقييد صلاحيات الجمعية الوطنية "البرلمان" الذى تسيطر عليه المعارضة.

 

صحيح أنه تم  إلغاء هذا القرار لاحقا، إلا أن الفرقاء فى فنزويلا أصبحوا لا يأمنون لبعضهم البعض بعد هذا القرار، فصممت المعارضة على أن "تتغدى بالرئيس نيكولاس مادورو قبل ما يتعشى بيها"، واتجهت إلى حسم خلافاتها مع الرئيس فى الشارع.

 

ولم تقتصر مطالب المعارضة التى احتلت الشوارع، على إقالة أعضاء المحكمة التى أصدرت القرار سالف الذكر، وإنما امتدت إلى المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، رافضة بشكل قاطع دعوة الرئيس إلى تشكيل جمعية تأسيسية، معتبرة أن دعوته ماهى إلا محاولة خبيثة لتغيير الدستور.

 

الأمر طبعا لم يتوقف عند هذا الحد، فقد امتدت الأذرع الدولية فى المسألة الفنزويلية، فأصدرت واشنطن "التى تعتبر فنزويلا حديقة خلفية لها"، قرارا يفرض عقوبات على القضاة الذين أصدروا القرار سالف الذكر ضد البرلمان.

ولم تعد المشكلة داخلية، بعدما اتفق الرئيس الأمريكى، مع رئيس كولومبيا، على العمل من أجل حل المسألة الفنزويلية، وبعدما دخلت موسكو على خط الأزمة، معارضة المشروع الأمريكى بعرض الأزمة الفنزويلية على مجلس الأمن الدولى.

 

ومن جانبه طالب خوليو بورغيس رئيس الجمعية الوطنية، المجتمع الدولى بعدم تقديم قروض أو دعم لـ"مادورو".

وفى رسائل بعثها خوليو بورغيس إلى رؤساء البنوك العالمية، طالب بحرمان نيكولاس مادورو من إصدار سندات دين"، معتبرا أن تقديم مساعدات لإنقاذ الحكومة في مثل هذه الظروف، دعمًا للديكتاتورية.

 

الرئيس الفنزويلى بدوره واصل اتهامه للمعارضة بأنها تريد تحويل فنزويلا إلى "سوريا" أخرى، لكن المراقبين يستبعدون ذلك، بسبب الاختلاف الواضح فى المحيط الإقليمى بين سوريا وفنزويلا، إلى جانب أن هناك قطاعات مهمة من الطبقات الفقيرة والمتوسطة مازالت توالى الرئيس، بالإضافة إلى ذلك فإن المؤسسة العسكرية فى فنزويلا تدين بالولاء لمؤسسة الرئاسة.

 

لكن ما يرشح الأزمة السياسية للتفاقم هو الخلفية الاقتصادية، والتى تتمثل فى انخفاض أسعار النفط، ونقص المواد الغذائية وزيادة معدلات التضخم، إلى جانب وجود أزمة في القطاع الطبي، كل ذلك يغذى تحركات المعارضة ويمنحها فرصة للتمدد واستمالة فئات وشرائح أخرى للاحتجاج.

 

الذى ينظر للأمر الآن، يجد أن الرئيس "مادورو"، رغم عمق أزمته مع المعارضة، ورغم خطورة تحركات الأخيرة، فإنه مازال يملك كروتا مهمة فى اللعبة السياسية، ويستطيع الرئيس تجاوز الأزمة بصعوبة إذا استخدم هذه الكروت بذكاء ومرونة.

 

إلا أن الرئيس عليه فعل ذلك فى زمن قياسى، يحرم المعارضة من إمكانية تمددها واستيلائها على فئات جديدة من الطبقات الفقيرة والمتوسطة، فالزمن فى هذه القضية يلعب ضد الرئيس، وكل يوم يمر يخسر الرئيس أعدادا من هؤلاء الذين مازالوا على الحياد، لكن الأزمة الاقتصادية تلح عليهم للانضمام إلى صفوف المعارضة، فالوقت يلعب لصالح المعارضة ضد "مادورو".


print