السبت، 04 مايو 2024 05:50 م

مُنظر السلفية الجهادية مهاجمًا الجميع: الإسلاميين إقصائيون والجهاديون فشلوا.. وباحثون: هزيمة داعش فى العراق وسوريا وراء الهجوم.. ويؤكدون: الحرب بين "البغدادى والظواهرى" تتصاعد

انقلابات داخل التنظيمات الإرهابية

انقلابات داخل التنظيمات الإرهابية انقلابات داخل التنظيمات الإرهابية
الجمعة، 03 مارس 2017 04:20 م
كتب كامل كامل - محمد صبحى
وسط الهزائم التى تلاحق التنظيمات الإرهابية مؤخرًا فى العراق وسوريا، ظهرت هزيمة جديدة لهم، ولكن هذه المرة من الداخل، حيث شن منظرون للفكر المتطرف هجومًا على هذه التيارات، واصفين إياهم بالفشل، فيما اعتبر باحثون فى حركات التيار الإسلامى أن هذا الهجوم بمثابة انقلابات داخلية للتيارات التكفيرية.

داعش71

بداية القصة عندما شن عمر محمود، المعروف باسم أبو قتادة الفلسطينى، أحد أبرز رموز السلفية الجهادية، هجومًا عنيفًا على ما سماهم الجهاديين وجميع التيار الإسلامى، واصفًا إياهم بالإقصائى المصلحى.

كما انتقد "أبو قتادة"، فى بيان تداوله تلاميذه المقربين منه، منتقدًا الجهاديين: "التيار الجهادى راوح زمانا طويلا بين الانفتاح الجزئى الصغير وبين الانغلاق المفروض حينا من الخارج أو من دخله نفسه،وتطابق هذا مع خطاب التميز عن الأمة بفعل مدرسة خاصة، فاستخدم لفظ الموحدين مثلا، وهو لفظ إقصائى بامتياز".

7018073-10738078

وطال هجوم "أبو قتادة"، الذى قضى ما يقرب 12 عامًا فى السجون البريطانية، جموع التيارات الإسلامية، قائلاً: "التيارات الإسلامية كذلك هربت بذاتها من هذا التيار لاعتبارات كثيرة، أكثرها "مصلحى إقصائى"، مضيفًا: "دخول التيار الجهادى على الخط السلفى جعله نهبًا لتيارات حملت هذا الشعار، منها ما هو غال فى أحكامه، ومثاله دخول سيد إمام مثلاً على الحركة الجهادية، فصنع منها نخبة منعزلة تمارس الغلو بغطاء تنظيمى".

وارجع المُنظر السلفى هجومه على الجهاديين بقوله: "التيارات الجهادية لأخذ الشرعية رفعت شعار هذه عقيدتنا، وأرادت التستر بشعار السلفية مثلا، مع أن هذا ليس من مهماتها كفعل جهادى"، مضيفًا: "المهم أن التيار الجهادى نجح بامتياز فى عزل نفسه، ولو حاكمنا التيار الجهادى لحكمنا عليه بالفشل فى تثوير الأمة مع قضيته، و:" "كل دوائر الردة التى استهدفها التيار الجهادى نجحت فى القضاء على فاعليته وقضت عليه بالتحجيم"، مشيرًا إلى أنه سيدخل على التيار الجهادى الكثير من فيروسات.

33f52f2646e2ccad780848f437e7f764

"هناك حالة من الانقلابات داخل التيارات الجهادية بسبب الهزائم التى منى بها تنظيم داعش فى سوريا والعراق".. هكذا لخص هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، مشيرًا إلى وجود حالة من التجاذبات داخل الحالة الجهادية على خلفية هذه الهزائم حيث إن تنظيم القاعدة يحاول استغلال هذه الهزائم لصالحه وجذب القيادات الجهادية له.

وأوضح "النجار" أن تنظيم القاعدة برئاسة "أيمن الظواهرى" يسعى خلال الفترة الحالية لاستثمار الهزائم التى يواجها "داعش" بجذب كل الكيانات التى بايعت أبو بكر البغدادى.

وعن سر هجوم أبو قتادة الفلسطينى مُنظر السلفية الجهادية، على التيارات الجهادية والتكفيرية فى الوقت الحالى، قال "النجار"، معظم التيارات الجهادية تمر بفخ فى الوقت الحالى لنظرًا لافتقادها الكثير من عناصرها وقيادات بسبب الهزائم، فالتيار الجهادى حاليًا فى مأزق لذلك توجد بداخله حالة من الانقلابات".

وأوضح "النجار" أن هناك أصواتا عالية حاليًا داخل التيارات الجهادية تحمل القيادات مسؤولية ما يحدث والوضع المتأزم الذى وصلوا له، ويطالبون بإجراء مراجعات شاملة.

واتفق مع هذا الرأى أحمد عطا، الباحث فى شؤون حركات التيار الإسلامى، حيث "هجوم عمر أبو قتادة على التيارات الاسلامية، رفع الغطاء عن حالة الضعف والتراجع للتيار الجهادى الذى خرج منه جميع التنظيمات المختلفة خلال الست سنوات الماضية ، ولم يبق من هذا التيار سوى رمزه وهو تنظيم القاعدة الذى أصبح مثل الراجل العجوز يقضى أيامه الأخيرة".

albagdaiabu

وأضاف "عطا": فى نفس السياق أشار أبو قتادة إلى الأسلوب البراجماتى الذى اتبعه كل تنظيم، لتحقيق منافع شخصية ومن هذة التنظيمات - جبهة النصرة التى تحولت لفتح الشام وهى الجناح العسكرى لتنظيم القاعدة فى سوريا وقد صارت تقاتل فى أطار ما يعرف بالتقية البرجماتية وتتحرك بانتظام مع جميع أطراف الصراع فى سوريا ، الشيخ سيد إمام، الذى قاد مراجعات تنظيم الجهاد وكتب نهاية تنظيم الجهاد فى مصر ايام حكم الرئيس مبارك ، وقد كان الشيخ سيد إمام فى يوم من الأيام قد لقب بشيخ مشايخ الجهادية على مستوى العالم، والذى زاد من غضب أبو قتادة، هو تراجع السلفية الجهادية فى فلسطين بعد ان كانت لها الكلمة والأخيرة فى تسعينيات القرن الماضى ، وأصبحت تتحرك فى أطار مصالح وأملأت قيادات حركة حماس حتى أصبحت الجهادية السلفية فى غزة تاريخ - وهذا يقودنا الى أن أبو قتادة، قد أكد بما لا يضع للشك ان التنظيمات والحركات الإسلامية فقدت المشروع والحلم الجهادى لصالح ما يعرف الحروب بالوكالة فى أطار صراع سياسى دولى".


أسامة أبو المجد: الانقلابات داخل التنظيمات الإرهابية نتيجة للوضع الراهن داخل أمريكا


قال اللواء أسامة أبو المجد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، إن ما تشهده التنظيمات الإرهابية من انقلابات داخلية فى الوقت الحالى، نتيجة طبيعية للظروف المحيطة بالوضع الأمريكى، ووجود توجه بأنها تحارب الإرهاب وضد داعش والإخوان وجميع التنظيمات الإرهابية.

وأضاف أبو المجد فى تصريح لـ" برلمانى" أنه حدث انقلاب فى الإدارة الأمريكية بعد تولى ترامب، خاصة أنه كان يتبنى الهجوم على كلينتون فى برنامجه الانتخابى، بأنها راعية للإرهاب، وبالتالى بدأت الدولة تفكك تلك التنظيمات، متابعا: أن كل ما هو صناعة أجهزة استخباراتية يتم تشكيله فى الوقت الذى يريدونه وكذلك تفكيكه فى الوقت الذى يرونه.

print