وقود الفحم يهدد أهالى حلوان

منذ فترة أثيرت قضية استخدام الفحم كوقود، وهو ما واجه اعتراضات عديدة بسبب التأثيرات السلبية لاستخدام الفحم على صحة الإنسان، وتم تأسيس مبادرة "مصريون ضد الفحم" للتوعية من مخاطر تطبيق هذا القرار، كما أعلنت الدكتور ليلى إسكندر وزير البيئة وقتها الموافقة على هذا القرار لما يسببه من إضرار صحية للمواطنين.



وبالرغم من توقف المشروع وقتها، إلا أن أهالى منطقة حلوان وحدائق حلوان أكدوا أن عددًا من شركات الأسمنت بدأت فى التحضير لاستخدام الفحم بديلًا عن الغاز.



وتقدم النائب رضا البلتاجى، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بدائرة حلوان، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون البيئة ورئيس مجلس إدارة جهاز شؤون البيئة والرئيس التنفيذى للجهاز، حول بدء شركات الأسمنت فى حلوان التحضير لاستخدام الفحم أو النفايات كوقود بديل عن الغاز.

وأكد البلتاجى فى طلب الإحاطة، أن ذلك يتم بدون عمل دراسة تقييم أثر بيئى وما يرتبط بها من جلسات استماع عام مع المواطنين المتأثرين، وحتى قبل صدور تعديلات اللائحة التنفيذية لقانون البيئة والتى حددت شروط استخدام الفحم كوقود فى شركات الأسمنت، وأيضًا قبل صدور تعديلات العقوبات المرتبطة باستخدام الفحم كوقود فى شركات الأسمنت.



وأوضح البلتاجى، أن هذا يوضح أن هذه الشركات لم تهتم بتطبيق القانون، ولم تهتم بالإعلان عن دراسات تقييم الأثر البيئى أو محاضر جلسات الاستماع العام، وحتى أن مجموعة السويس للأسمنت وخاصة مصنع طرة أحد مصانعها الخمس، الموجود بمنطقة سكنية، بدأ بالفعل بالعمل بالفحم من خلال الفرن رقم 8 بالمصنع.



وأضاف البلتاجى، "نجد أن سلوك هذه الشركات وعدم التزامها بالقانون وتكرار تلويثها المتعمد للبيئة وعدم شفافيتها يؤدى إلى انتهاك العديد من الحقوق التى ينص عليها الدستور والتشريعات البيئية والمواثيق الدولية المرتبطة".

شيرين فراج: الشركات ملزمة بتقديم دراسة الأثر البيئى

قالت الدكتورة شيرين فراج، عضو لجنة الطاقة والبيئة بالبرلمان، إن استخدام أى شركة للفحم كوقود بديلا عن الغاز الطبيعى لابد أن يتم بعد عمل دراسة أثر بيئى.



وأضافت شيرين فراج، فى تصريح لـ"برلمانى" تعليقا على طلب الإحاطة، الذى تقدم به النائب رضا البلتاجى، بسبب استعداد عدد من شركات الأسمنت فى حلوان لاستخدام الفحم بدلا من الغاز، أن هذه الشركات ملزمة بتقديم دراسة الأثر البيئى، والموافقات التى حصلت عليها بشأن هذه الخطوة.

وأشارت عضو لجنة البيئة والطاقة، إلى أن دراسة الأثر البيئى ستحدد ما إذا كان الاستخدام للفحم بطريقة سليمة، ومع تطبيق اشتراطات الأمن اللازمة، مؤكدة أنه من حق الجمعيات البيئية فى المنطقة الاطلاع على هذه الدارسة، لافتة إلى أن دراسة الأثر البيئى من المفترض أن يتم حولها حوار مجتمعى، ولا تعد أمرًا اختياريًا.

وقال وليد فكرى، رئيس جمعية حدائق حلوان الجميلة، لـ"برلمانى"، إن لديهم معلومات مؤكدة من العمال أن فرن 8 فى مصنع طرة، بدأ فعليا فى استخدام الفحم كوقود، لافتا إلى أن الشركة حولت هذه المنطقة لثكنة عسكرية ولا تسمح بدخول أى شخص لها.

وأضاف فكرى، أنه من عامين تم فتح هذا الملف من قبل الحكومة، ولكن الدكتورة ليلى إسكندر تضامنت مع الأهالى والجمعية بشأن رفض استخدام الفحم.

وأشار إلى أنه تمت إقامة دعوى فى مجلس الدولة فى هذا الوقت لاتخاذ حكم برفض استخدامه، وتم تنظيم حملة توقيعات ووقفات احتجاجية، وتوقف الأمر وقتها إلا أنه حاليا تم تجديد القضية مرة أخرى.

وطالب "فكرى" بتدخل المسؤولين، من وزارة البيئة للرقابة على هذه الشركات، لافتا إلى أنه يتمنى أن يفتح مجلس النواب لهذا الملف حماية للأهالى، من الأضرار الصحية السيئة التى يسببها استخدام الفحم كوقود .

حملة "مصريون ضد الفحم": الشركات بدأت فعليا فى الاستخدام

أحمد الدروبى، منسق حملة "مصريون ضد الفحم"، أكد أن الشركات بدأت فعليا فى استخادم الفحم بدلا للغاز، لافتا إلى أن الأضرار الصحية للفحم جسيمة .

وأضاف الدروبى لـ"برلمانى"، أن جهاز شؤون البيئة قبل تولى الدكتور خالد فهمى منصبه، أعد دراسة عن أن تكلفة استخدام الفحم فى مصانع الأسمنت سيصل إلى 9,3 مليار دولار سنويًا تكلفة على صحة المواطينن، وهو ما 80% من ميزانية وزارة الصحة .

وأشار ألى أن التكلفة الحقيقية لاستخادم الفحم، سيدفع ثمنا المواطنين من صحتهم بسبب ما سيصيبهم من أمراض .

وأوضح أن الوزير خالد فهمى، عمل قبل توليه الوزارة على حملة لدعم استخدام شركات الأسمنت للفحم، ولكنه أكد وقتها أن ذلك لن يكون فى المناطق الصناعية السكنية وخص بالذكر محافظة حلوان ولكن هذا لم يحدث .



وتابع "الفحم بالفعل دخل فى مصانع الأسمنت وسيضر البيئة المصرية والاقتصاد المصرى وهيدمر صحة ملايين".

ولفت إلى أن الحملة طلبت من جهاز شؤون البيئة الإعلان عن قياسات الأتربة المنبعثة من هذه المصانع، لانه من حق أهل حلوان، أن يعرفوا ما يتعرضون له، إلا أن الوزارة رفضت .