لغز اختفاء "فكة مصر"

بعدما رفع عدد من سلاسل الهايبر ومحلات السوبر ماركت، لافتات مكتوب عليها "نأسف لعدم توافر الفكة"، وذلك منذ عدة أيام بحجة عدم توافر العملات المعدنية أو الورقية فئة الربع جنيه والنصف جنيه والجنيه، ما أصاب المتعاملون بحالة من الضيق، استطلع "برلمانى" آراء النواب حول هذه الأزمة، فتنوعت بين مؤيد ومعارض لوجود نقص.

إلهامى عجينة عن نقص "الفكة": "البائع بيجبر الزبون على شراء كبريت أو لبان بالباقى"

فى البداية قال إلهامى عجينة، عضو مجلس النواب، إن أزمة نقص "فكة الفلوس" فى محلات السوبر ماركت، معروفة وليست شائعة، مشيرًا إلى أن البائع يجبر المشترى على الحصول على "كبريت أو "لبان" أو بسكويت بباقى المبلغ.

وأضاف عجينة، فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى"، أن النصف جنيه موجود على استحياء واندثرت كل العملات الأخرى لأن ليس لها قيمة، ويعد عدم توافر هذه العملات المعدنية والورقية (ربع جنيه – نصف جنيه – جنيه) اعتراف من الدولة بارتفاع الأسعار.

وتابع عجينة: "أنا متأكد إن الحكومة بتضحك على الشعب، بل يمكن أكثر من ذلك، زى لما تضحك على ابنك الصغير وتقوله هجيب لك شيكولاته عشان تسكته عن حاجة تانية".

واستطرد: "إن اليوم أقل عملة موجودة فى الأسواق هى الجنيه، وهذا معناه اعتراف من الدولة وأنه لا يوجد شىء سيباع بأقل من الجنيه، وإحنا الجمهورية الوحيدة على مستوى العالم اللى فيها سلعة المواطن ماعهوش مقابل نقدى يشتريها فى جيبه، وهى رغيف العيش، فكيف تُباع سلعة ثمنها 5 قروش على الرغم من عدم وجود هذه العملة فى السوق؟.. ده تهريج".

وأوضح: "الحكومة تذل المواطن بأنها لا تزيد ثمن رغيف العيش عن شلن أى 5 قروش، ووزارة التموين كل شغلها الشاغل إنها تدّعى دعم المواطن، علمًا أن الدعم لا يصل للمستحقين".

محمود الصعيدى: الحكومة طبعت عملات ورقية لتفادى أزمة نقص "فكة الفلوس" المعدنية

قال محمود الصعيدى، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، إن الحديث عن وجود أزمة فى توافر "فكة الفلوس" فى السوق، أمر حقيقى، لذلك طبعت وزارة المالية عملات ورقية؛ لتفادى النقص فى المعروض من العملات المعدنية، مضيفًا أنه يظن أن الأزمة انتهت أو أوشكت على الانتهاء.

وحول أسباب الأزمة، أوضح الصعيدى فى تصريحاتٍ لـ"برلمانى": "محدش عارف السبب، لكن الدولة طبعت عملات بديلة لسرعة حل الأزمة"، مضيفًا أنه من المؤكد أن الدولة راعت عند طباعة المزيد من العملات الورقية من فئات (ربع جنيه – نصف جنيه – جنيه) عدم زيادة المعروض بالحد الذى يتسبب فى زيادة معدل التضخم لزيادة المعروض من العملات على معدلات الإنتاج الفعلية ما يرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه.

ولفت إلى أنه فى عهد وزير المالية السابق يوسف بطرس غالى تم استبدال العملات الورقية من الفئات الصغيرة، بعملات معدنية لأنها أقل من معدل الإهلاك كما أن سعر المعادن وقتها كان أقل من الوقت الحالى، وأن النقص فى الدولار يقف عقبة فى استيراد المعادن لصك عملات معدنية، وبالتالى فإن الطباعة تعد أرخص وأكثر عملية لتلبية الاحتياجات المحلية.

محمد خليفة: الشعب يعيش فى الغموض ولا يعرف يبدى رأيه

من ناحيته، طالب الدكتور محمد خليفة عضو مجلس النواب عن دائرة المحلة الكبرى، وزارة المالية بإصدار بيان لتوضيح حقيقة الأمر للمواطنين، وهل السبب فى نقص الفكة من المحلات هو ما أثير مؤخرًا عن وجود عملات معدنية مزيفة أم زيادة الطلب أو عملية استبدال للعملات المعدنية بأخرى معدنية.

وأكد خليفة، أن الشعب يعيش فى حالة من الغموض ولا يعرف ما يدور من حوله ومن أبسط حقوقه معرفة ما يدور ليبدى رأيه بعد ذلك من أجل خدمة الصالح العام، لأن أى قرار أو تحرك حكومى فى النهاية يجب أن يصب فى خدمة مصالح جموع المواطنين.

غادة عجمى: اشترى احتياجات منزلى ولا ألاحظ نقص الفكة

وفى السياق ذاته قالت النائبة غادة عجمى عضو مجلس النواب عن المصريين فى الخارج، إنها لم تلحظ وجود أى عجز من العملات من السوق وأنها تقوم بشراء احتياجات منزلها، مطالبة بعدم إثارة الشائعات.

وأضافت أن أى تطور فى العملات من المؤكد أن وزارة المالية أو البنك المركزى سيقومان بمصارحة المواطنين والبرلمان احترامًا للدستور وإعمالًا بمبدأ الشفافية، وهو ما يحدث عادة لذلك لا داعى من التشكيك فى مصداقية الحكومة بدون أدلة.

وكيل لجنة الصناعة: التجار والصناع لم يسمعوا أو يشعروا بنقص

ومن جانبه قال محمد الزينى وكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب، إن ما يتردد عن وجود أزمة فى "فكة الفلوس" أمر غير حقيقى، مؤكدًا أنه لا أساس لها فى محافظة دمياط.

كما استبعد النائب محمد الزينى فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، وجود أساس من الصحة لهذا الأمر، لافتًا أن التجار والصناع لم يسمعوا أو يشعروا بنقص.