الإثنين، 03 نوفمبر 2025 12:08 م

مفتى الجمهورية: الأديان في جوهرها لم تكن يومًا سببًا للفرقة بل عاملًا للوحدة

مفتى الجمهورية: الأديان في جوهرها لم تكن يومًا سببًا للفرقة بل عاملًا للوحدة
الأحد، 02 نوفمبر 2025 08:00 م
لؤي علي
أكد الدكتور نظير محمد عياد مفتي جمهورية مصر العربية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن الدعوة الإسلامية تواجه في العصر الحديث تحديات فكرية جسيمة تتنوع بين الفكر الاستشراقي المتعصب الذي يسعى إلى تشويه صورة الإسلام والفكر اللاديني الذي يدفع إلى الإلحاد والطعن في الوحي والرسالات فضلًا عن الفكر المتطرف الذي أفرز جماعات العنف والإرهاب، فأساء إلى الدين وشوه صورته أمام العالم، مشيرًا إلى أن هذه التحديات أفرزت ظواهر سلبية مؤلمة من أبرزها تصاعد موجات الإسلاموفوبيا وخطابات الكراهية والعنف العنصري بما يهدد قيم العيش المشترك والأمن الإنساني العالمي ويجعل من الضروري اتخاذ موقف علمي راسخ يقوم على بيان الحقائق وكشف الزيف وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام في المحافل الدولية
 
جاء ذلك خلال كلمة في الندوة العلمية التي نظمتها كلية أصول الدين بجامعة الأزهر تحت عنوان "منهجية عرض صحيح الإسلام في المحافل الدولية – تجربة ذاتية" موضحًا أن المؤسسات الدينية الرسمية مطالبة بأن يكون لها حضور فاعل ومؤثر في المؤتمرات والمنتديات العالمية لتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام ومواجهة ما يُلصق بالأمة من تهم باطلة، مؤكدا أن المنهجية التي تتبعها المؤسسات الدينية في هذا الإطار ترتكز على مجموعة من الأسس الفكرية والعلمية يأتي في مقدمتها ترسيخ ثقافة الحوار الديني والثقافي باعتبارها الأساس الحقيقي لبناء الحضارات الإنساني.
 
وفي سياق متصل تناول أهمية الحوار الديني في عصرنا الراهن، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الكون وجعل من الحوار وسيلة للعمران والبنيان والتفاهم بين الناس، إلا أن الواقع المعاصر يشهد تراجعًا واضحًا في ممارسة الحوار النزيه القائم على البحث عن الحق، بعدما صار حكرًا على فئة قليلة تنتمي إلى توجهات فكرية أو خلفيات أيديولوجية محددة، فاختفى بذلك الحوار الذي يُعبَّر من خلاله عن الحقيقة بروح الإنصاف والاحترام المتبادل، موضحًا أن التاريخ أثبت أن الحوار الصحيح كان ولا يزال هو البيئة العلمية الحقيقية التي تنضج فيها العقول وتتلاقى فيها الرؤى للوصول إلى الصواب،
 
وأكد أن الأديان في جوهرها لم تكن يومًا سببًا للفرقة بل قوة للوحدة الإنسانية لأنها تلتقي جميعًا على قيم العدل والرحمة والصدق موضحًا أن الحوار ليس ترفًا فكريًا وإنما ضرورة وجودية لضمان بقاء الإنسانية وتحقيق السلام العالمي وأن تعزيز قيم التفاهم والتعايش هو السبيل لتصحيح الصورة المشوهة عن الأديان في مواجهة حملات التشويه المغرضة التي تسعى إلى بث الفرقة والكراهية كما نبه إلى أن التحديات التي تواجه الحوار جسيمة تبدأ من التطرف والغلو وتمتد إلى إساءة استخدام التقنية وقطع الصلة بين الأجيال ومحاولات إعادة تشكيل المجتمعات على أسس مادية بحتة تخلو من الروابط الروحية والإنسانية.
 
وأوضح المفتي أن المؤسسات الدينية الإسلامية الرسمية حريصة على دعم كل المبادرات التي تهدف إلى بناء الجسور الحضارية بين الشعوب والثقافات وإحياء القيم الأخلاقية والروحية التي شكلت جوهر الحضارات عبر التاريخ مشيرًا إلى أن من أهم مرتكزات عرض صحيح الإسلام في المحافل الدولية التأكيد على القيم الإنسانية في الرسالة المحمدية التي تجلت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وعملًا مصداقًا لقوله تعالى ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ حيث كانت بعثته رحمة عامة للبشرية ورأفة بالمؤمنين وقد قامت شريعته على الصدق والعدل كما قال تعالى ﴿وتمت كلمت ربك صدقًا وعدلًا﴾ لتكون مقاصدها قائمة على جلب المصالح ودرء المفاسد وصيانة الضروريات الخمس التي تحفظ للإنسان حياته وكرامته واستقراره.

الأكثر قراءة



print