الأحد، 28 أبريل 2024 02:24 م

الإفتاء: مليون و500 ألف فتوى خلال عام 2022 حول حماية الأسرة ومواجهة التطرف

الإفتاء: مليون و500 ألف فتوى خلال عام 2022 حول حماية الأسرة ومواجهة التطرف
الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 12:00 م
كتب لؤى على

أصدرت دار الافتاء بيانا، بحصادها لعام 2022، وذلك فى إطار دَورها الريادى فى الجانب الإفتائى والفقهي، وبيان ما الْتبس على المسلمين من أمور دينهم ودنياهم وكل ما استجدَّ على ساحة الحياة المعاصرة،حيث شهد عام 2022 جهودًا كبيرة لدار الإفتاء المصرية، إذ برهنت تلك الجهود على حِرفية الدار باعتبارها بيت خبرة فى مجال صناعة الفتوى وإبراز تفاصيل العملية الذهنية التى تدور فى عقل المفتى ليصل فى نهايتها إلى الحكم الشرعى الصحيح فى مسألة مخصوصة أو واقعة معينة. وقد تنوَّعت فتاوى الدار ما بين شفوية وهاتفية ومكتوبة وإلكترونية وردت لمقرها الرئيسى أو الفروع المنتشرة حول الجمهورية، وعبر تطبيق الدار والبث المباشر وصفحات التواصل الاجتماعى فى موضوعات مختلفة.

 

وتابع البيان: كذلك مثَّل تنوُّع فتاوى الدار خلال العام رصانةَ المنهج الذى أحدث علامة فارقة بين الفتاوى الشرعية المؤصلة والكلام المرسل على عواهنه، إضافة إلى التعمُّق والبُعد عن التعميم والسطحية، والجمع بين الأصالة والتجديد، والتصدى بقوة وحكمة للقضايا المثارة.

 
وقيامًا بالدَّور المنوط بدار الإفتاء المصرية فى نشر الإسلام الوسطى المعتدل، جاءت فتاوى الدار خلال عام 2022 نموذجًا لما تصدره دار الإفتاء المصرية من فتاوى تمثل منهج الدار فى الفتوى كما تعبِّر عن اختياراتها الشرعية فى كثير من المسائل المطروحة على الساحة الإفتائية.
 
63 % نسبة فتاوى الأسرة:
وقال الدكتور شوقى علام -مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم- أن فتاوى دار الإفتاء خلال عام 2022 مثَّلت حتى شهر ديسمبر الجاري، أكثر من مليون وخمسمائة وثلاثة وستين ألف فتوى (1,563,250)، أجابت عنها إدارات الدار المتنوعة لجمهور المستفتين، فكانت الأولوية الإفتائية لدار الإفتاء المصرية خلال عام 2022 مرتكزة حول حماية الأسرة وتنميتها وتفكيك فكر التطرف، وقد جاءت بنسبة (63%). أما بالنسبة لقضايا الأسرة فهى تعدُّ اللبنة لاستقرار المجتمع؛ لذا خرجت الفتاوى المرتبطة بها على جانب كبير من التنوع والشمول لكل القضايا المستجدة التى تهمُّ جميع أفراد الأسرة المصرية، خاصة القضايا المتعلقة بمختلف شئون المرأة بدايةً من فتاوى العبادات.
 
وأضاف مفتى الجمهورية أنَّ عددًا من الفتاوى المرتبطة بالقضايا الاجتماعية المستجدة قد تصدَّت لمجموعة من الظواهر السلبية التى تدقُّ ناقوس الخطر حول ضرورة الاهتمام بتحسين أوضاع المرأة، مثل: العنف الأسري، أو حقوق المرأة العاملة، أو حقوق الزوجة وواجباتها... إلخ.
 
وأشار إلى أنَّ دار الإفتاء ركَّزت أيضًا على فتاوى الزواج والطلاق، وإشكاليات كلٍّ منهما التى تواجه كافة أطراف الفتوى، من مفتٍ ومستفتٍ وموقع ناقل للفتوى ووسيط بين المفتى والمستفتي، كناقل فتوى الزواج أو الطلاق للمفتى فى البثِّ المباشر للمؤسسة الإفتائية، أو الإعلامى والإذاعى الناقل للفتوى للمفتى عبر برنامج تلفزيونى أو إذاعي.
هذا فضلًا عن الاهتمام بقضايا الطفل والشباب، والفتاوى الخاصة بالقضايا التكنولوجية، خاصة الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف، ومواجهة بعض الظواهر السلبية الغريبة على المجتمع مثل الابتزاز الإلكتروني، وإساءة استعمال التكنولوجيا الحديثة.
 
12 % نسبة فتاوى التطرف
وفيما يتعلَّق بقضايا التطرف أشار مفتى الجمهورية إلى أنها جاءت بنسبة (12%) من الفتاوى التى تناولتها الدار خلال العام 2022؛ فكان اهتمام دار الإفتاء مكثفًا فى التصدى لمختلف التوجهات المتطرفة سواء المتشددة أو المتساهلة؛ وذلك إيمانًا منها بأنَّ الشباب يواجه تحديين فى نفس درجة الخطورة وهما: الدعاة المتطرفون الذين يتحدثون باسم الدين ويشوهون سماحته وينحون بالشباب نحو الهدم وتدمير النفس والمجتمع؛ ومتطرفو اللادينية الذين ينبذون كل القيم الدينية وينفِّرون الشباب من الدين ويعدُّونه نوعًا من الجهل والرجعية. وفى النهاية، فإن كلا الخطابين يوجِّه خطابًا محبطًا ويائسًا ينعكس على الشباب.
 
كذلك توزَّعت باقى نسب الفتاوى حول قضايا: العبادات بنسبة (9%)، ثم المعاملات المالية بنسبة (7%)، ثم الشئون والعادات بنسبة (3%)، ثم فتاوى المستجدات والنوازل بنسبة (3%)، وأخيرًا فتاوى الآداب والأخلاق بنسبة (2%).
 
إطلاق تطبيق فتوى برو
كما أعلنت دار الإفتاء المصرية، فى سياق مواكبتها للتطورات التكنولوجية لخدمة المسلمين شرقًا وغربًا، تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، خلال فعاليات مؤتمرها العالمى السابع "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة" الذى عُقد فى النصف الثانى من عام 2022، بدءَ التشغيل الكامل لتطبيق Fatwa Pro للناطقين باللغتين الإنجليزية والفرنسية.
 
 
وتطبيق "Fatwa Pro"، هو تطبيقٌ إلكترونى متعدد اللغات أُنشئ للتواصل مع الجاليات المسلمة -خاصة فى الغرب- الناطقة باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى ليكون بمثابةِ المفتى المعتدلِ والمعين لهم على الحصول على الفتوى الرشيدة المرتبطة بالأصل والمتصلة بالعصر دون إفراط أو تفريط.
 
ويسعى التطبيق إلى التركيز على وضع أقسام ثابتة تتضمَّن الإرشاد الدينى والاجتماعى والنفسى للمسلم بشكل يجعله قادرًا على مواجهة مختلف المشكلات والأزمات، وتدعم دَورة عمل التطبيق مجموعة الخبراء والعلماء والمتخصصين والمترجمين؛ لضمان تقديم أعلى جودة من الخدمات الشرعية.
 
وتسعى الأمانة العامة فى المستقبل القريب أن يكون "Fatwa Pro" الساحةَ الإلكترونية الآمنةَ والمرجعيةَ المنضبطةَ للمعرفة الدينية التى يُهْرَع المسلمونَ إليها فِى الغربِ، ومظَلَّتَهم للنجاةِ منْ موجاتِ التطرفِ والانحرافِ والإلحادِ.
 
 
2022 إشعاع إفتائى على مستوى العالم
وحرصت دار الإفتاء خلال عام 2022 على أن تكون مصدرًا للإشعاع الإفتائى على مستوى العالم، فكانت لها نشاطات ملحوظة فى مجال الفتوى على المستوى الخارجى أيضًا، فضلًا عن جهودها فى ملف تدريب الطلاب والأئمة من العاملين بالحقل الإفتائى وتأهيلهم لمواجهة الآراء المتطرفة والشاذة، حيث أَوْلَتِ اهتمامًا كبيرًا بالعلوم الحديثة للتدريب على الإفتاء وزادت من عدد ساعات التدريب، كما حرصت الدار أيضًا على تطوير العمل الإفتائى من خلال التوسع فى إنشاء الكثير من الإدارات المختصة بشئون الفتوى، والاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة بهدف إثراء العمل الإفتائى ومواكبة التطورات الحادثة على مستوى العالم، بالإضافة إلى التوسع فى فروع الدار بمختلف محافظات الجمهورية لخدمة الجمهور.

الأكثر قراءة



print