كتب إسماعيل رفعت
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، إن العملية الإرهابية الخسيسة التى تمت فى مدينة نيس الفرنسية فجر أمس الجمعة، والتى قام فيها شاب فرنسى من أصول تونسية، بمهاجمة تجمع للفرنسيين يحتفلون بالعيد الوطنى باستخدام شاحنة تبريد، والتى أسفرت عن مقتل نحو 84 شخصًا، وإصابة العشرات، لتؤكد بوضوح أن التدابير والاحترازات الأمنية وحدها لا تكفل تحقيق الأمن والتصدى للأعمال الإرهابية، بل يجب أن يتم التعامل ومعالجة ظاهرة العنف والتطرف بشكل كلى وشامل، وإيلاء المواجهة الفكرية للفكر المتطرف والعنيف الأهمية الكافية لمنع الأشخاص من الانزلاق نحو تبنى أفكار العنف والإرهاب التى تروج لها جماعات العنف هنا وهناك.
وأكد المرصد،فى بيان له اليوم، أن الإجراءات الأمنية المشددة وإعلان حالة الطوارئ يمكن أن تحد من الهجمات الإرهابية واستخدام الأسلحة فى قتل المدنيين، ولكنها لا تمنعها بالكلية، فلا يمكن بحال أن تمنع الإجراءات الأمنية المشددة شخصا ما من دهس الأفراد عبر شاحنة أو سيارة إذا ما قرر ذلك، خاصة إذا اعتبر هذا الشخص أن هذا العمل جهاد فى سبيل الله، وهو أمر تدركه جيدًا الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم "داعش" الإرهابي، والذى دعا فيه المتحدث الإعلامى "أبو محمد العدناني" إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة لقتل الأوربيين والأمريكان، بما فى ذلك الدهس بالمركبات والطعن بالسكين.
وأضاف المرصد، أن مواجهة الأفكار المتطرفة وملاحقتها وتغيير المفاهيم المغلوطة التى تروج لها جماعات العنف، ومنع الأفراد من تبنى تلك الأفراد، وخاصة الشباب وحديثى السن، لهو السبيل الأمثل لمنع تلك الأعمال الإرهابية، ووقف نزيف الدم الذى تسيله تنظيمات العنف فى مختلف المجتمعات، فبلا شك لو علم منفذ هجوم "نيس" أن ما يقوم به من قتل للنفس التى حرم الله ودهس للآمنيين ليس من الجهاد فى شيء، وإنما هو إفساد فى الأرض وإرجاف منهى عنه، لما أقدم على تلك الجريمة، ولما قبل أن ينهى حياته وحياة العشرات نتيجة تبنى الفكر المتطرف المبنى على الأفكار المشوهة والمغلوطة عن الإسلام.
ودعا المرصد السلطات الغربية فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية – باعتبارها هدف عمليات التنظيمات الإرهابية مؤخرًا – إلى التعاون مع المؤسسات والشخصيات الإسلامية البارزة فى تصحيح المفاهيم المغلوطة وأفكار العنف التى تروج لها التنظيمات الإرهابية، وحماية الأفراد والجاليات المسلمة من تبنى تلك الأفكار، خاصة أن المؤسسات الإسلامية العريقة والشخصيات الإسلامية البارزة تتمتع بقدر كبير من الثقة والقبول لدى مسلمى الغرب، وهو أمر يمكن استثماره فى تصحيح المفاهيم ووقف العنف.