أشارت دراسة أجرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، إلى أن شبكة من المجموعات اليمينية المتطرفة على موقع فيسبوك الاجتماعي، تُعرّض مئات الآلاف من البريطانيين لمعلومات مضللة عنصرية ومتطرفة، وأصبحت "محركًا للتطرف".
وأوضحت الصحيفة، أن هذه المجموعات تُدار من قِبل أفراد عاديين من عامة الناس - وكثير منهم في سن التقاعد - وهي بؤرة للخطاب العنصري المتشدد المناهض للهجرة، حيث يبدو أن الكراهية على الإنترنت لا تخضع لأي رقابة.
وقال خبراء راجعوا مشروع البيانات الذي أجرته صحيفة الجارديان، والذي استمر لأشهر، إن مثل هذه المجموعات تُساهم في تهيئة بيئة إلكترونية يُمكن أن تُحفّز الناس على التطرف ودفعهم إلى اتخاذ إجراءات متطرفة، مثل أعمال الشغب التي شهدها صيف العام الماضي.
وتم الكشف عن هذه الشبكة بعد أسابيع فقط من توافد 150 ألف متظاهر من جميع أنحاء البلاد إلى لندن للمشاركة في احتجاج يميني متطرف، والذي فاقت شدته تقديرات الشرطة، والذي صدم السياسيين بحجمه وشدته.
وحدد فريق مشاريع البيانات في صحيفة "الجارديان" هذه المجموعات من خلال ملفات تعريف المشاركين في أعمال الشغب التي أعقبت مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت الصيف الماضي.
ومن هذه المجموعات، نشأت منظومة يُوصف فيها السياسيون الرئيسيون بـ"الخونة" و"الحثالة"، وتُمارس المحاكم والشرطة عدالة "مزدوجة"، وتُعتبر مؤسسة إنقاذ الحياة الملكية الوطنية (RNLI) بمثابة "خدمة سيارات أجرة".
وحللت صحيفة "الجارديان" أكثر من 51,000 منشور نصي من ثلاث من أكبر المجموعات العامة في الشبكة.
ووجدت الدراسة مئات المنشورات المثيرة للقلق، والتي قال الخبراء إنها مليئة بمعلومات مضللة ونظريات مؤامرة، وتحتوي على عبارات يمينية متطرفة، واستخدام عبارات عنصرية، وأدلة على النزعة القومية البيضاء.
ويُعدّ مديرو المجموعات عنصرًا أساسيًا في نجاح الشبكة، وهم فريق من مستخدمي فيسبوك في منتصف العمر، ومسئولون عن دعوات الانضمام إلى المجموعة، وضبط اللغة اليمينية المتطرفة في كثير من الأحيان، ونشر الشائعات والمعلومات المضللة، التي يُعيدون نشرها على مجموعات أخرى في الشبكة.
وأظهرت الأبحاث أنهم منتشرون في جميع أنحاء إنجلترا وويلز، ومعظمهم في جنوب شرق إنجلترا ومنطقة ميدلاندز. وينتمون إلى خلفيات اجتماعية وأنماط حياة مختلفة.
ويتعرض المهاجرون لأبشع الألفاظ، بما في ذلك الشتائم المُشينة واللاإنسانية: "مجرم"، "طفيليات"، "بدائي"، "قمل".
ويُوصف المسلمون بأوصاف مختلفة، مثل "همجيين وغير متسامحين"، "جيش"، "عتيقين"، "من القرون الوسطى"، و"غير متوافقين مع أسلوب الحياة في المملكة المتحدة".
وجاء في أحد المنشورات: "نحتاج إلى مشط ضخم لمواجهة القمل. لنكشط طول المملكة المتحدة ، ولنتخلص من كل القمل الماص للدماء في بلدنا نهائيًا!!"
وجاء في منشور آخر: "حكومتنا نفسها عرضتنا جميعًا للخطر بالسماح لهؤلاء الأشخاص ذوي العقول البدائية بدخول أرضنا".
وكتب مستخدم آخر: "إذا كنت تعتقد أن الهجرة سيئة، فانتظر حتى تمتلئ جميع بلداتنا ومدننا! وسيبدأون بالتسلل إلى قرانا الصغيرة الجميلة الهادئة، حاملين معهم كل جرائمهم وثقافة العالم الثالث".
ويُلقي تحقيق صحيفة "الجارديان" في هذه المنتديات واسعة الانتشار ضوءًا جديدًا على نطاق التضليل اليميني المتطرف، والذي يبدو أنه ينتشر على نطاق واسع في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي.
كما يُثير المحتوى المُشارك في هذه المجموعات مخاوف جديدة بشأن سياسات الإشراف، بعد أشهر من إعلان ميتا عن تغييرات شاملة في إدارة المحتوى.