كتب محسن البديوي
أكد النائب مصطفى أبو زهرة، عضو مجلس الشيوخ، أن ما حققته مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر شرم الشيخ للسلام، يُعد تحولًا نوعيًا في مقاربة الشرق الأوسط تجاه الصراع، موضحًا أن القاهرة لم تكتفِ بالوساطة، بل أعادت صياغة لغة التفاهم بين القوى الكبرى والإقليمية، حتى باتت بوصلتها السياسية حاضرة في كل قرار يتعلق بمستقبل المنطقة.
وأضاف أبو زهرة أن مقترح ترامب للسلام لم يكن ليأخذ طريقه نحو التنفيذ العملي لولا الجهود المصرية المتواصلة، التي استطاعت أن تخلق أرضية تفاهم بين واشنطن والعواصم العربية، ثم بين تلك العواصم وتل أبيب، عبر منطق يقوم على الواقعية السياسية دون التفريط في الثوابت الوطنية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن قمة شرم الشيخ، التي جمعت قادة العالم، جاءت تتويجًا لموقف مصري ثابت يرى أن السلام ليس استسلامًا، بل هو قرار شجاع من دولة قوية تعرف متى تحارب ومتى تتفاوض، لافتًا إلى أن الاستقبال التاريخي للرئيس السيسي في الاتحاد الأوروبي لم يكن مجاملة بروتوكولية، بل تعبيرًا واضحًا عن احترام أوروبا والعالم للدور المصري الذي أوقف نزيف الحرب وفتح نافذة للأمل في مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة.
وقال أبو زهرة إن مصر أثبتت أن طريق السلام رغم صعوبته هو الخيار الأنجح، لأنها خاضت معركتها بالمنطق، واستطاعت أن توازن بين صوت القوة وصوت العقل، مشددًا على أن ما تحقق في شرم الشيخ سيُدرَّس كأنموذج لنجاح الدبلوماسية المصرية في تحويل الصراع إلى فرصة للبناء والتفاهم.
وتابع قائلًا إن العالم اليوم يرى في القاهرة عاصمة القرار العاقل، القادرة على أن تجمع المختلفين وتؤسس لحوار جديد يعيد الثقة في أن الشرق الأوسط ليس ساحة نزاعات فقط، بل منصة يمكن أن تُبنى عليها حلولٌ تنقذ أجيالًا قادمة من دوامة الدم والحصار.