أكد حزب الوعي أن انعقاد منتدى أسوان الخامس للسلم والتنمية المستدامة تحت عنوان «عالم في تغير، وقارة في حراك: مسيرة تقدم أفريقيا في ظل التحولات العالمية»، يؤكد أن مصر لا تكتفي بدورها التاريخي في القارة، بل تواصل أداء رسالتها بوصفها الجسر الذي يعبر عليه الوعي الإفريقي نحو المستقبل المشرق المنشود.
ولفت حزب الوعي، إلى أن هذا المنتدى يعد تظاهرة فكرية ومنصة للحوار تمثل مساحة متجددة لإعادة تعريف مفهوم الأمن في إفريقيا على نحو يجعله مرتبطًا بالتنمية لا بالسلاح، وبالاستثمار لا بالصراعات، وبالعقول لا بالحدود، معتبرا أن المعادلة الجديدة التي تطرحها مصر، من خلال هذا المنتدى ومن خلال منهجها الثابت في علاقاتها مع القارة الإفريقية، لا تنحاز إلى لغة القوة، بل إلى فعل البناء، ولا تكتفي بتشخيص الأزمات، بل تفتح نوافذ نحو حلول عملية يقودها الأفارقة أنفسهم.
وتابعت: "أسوان" التي اختارتها الجغرافيا لتكون بوابة الجنوب، تختارها الإرادة السياسية المصرية لتكون بوابة الحوار الإفريقي نحو العالم ونحو قارة أكثر أمنًا واستقرارًا وعدلًا في توزيع فرص التنمية، ومن بين الموضوعات التي سيناقشها المنتدى، تبرز قضايا إصلاح الحوكمة العالمية وإعادة بناء الثقة في النظام متعدد الأطراف، وهي قضايا تتجاوز حدود القارة لتطرح سؤال العدالة في النظام الدولي، حيث لم يعد مقبولًا أن تبقى إفريقيا مجرد متلقي للسياسات، بل ينبغي أن تكون صانعة لها وشريكة في صياغة مستقبلها.
وقال حزب الوعي، إن التحديات التي تواجه القارة ليست محض أرقام في تقارير، بل حقائق تمس حياة الشعوب، من أزمات الغذاء والمياه وتداعيات المناخ، إلى صراعات القرن الإفريقي والساحل والسودان، وفي المقابل، فإن الحلول لن تأتي من الخارج، بل من داخل القارة نفسها، من خلال مبادرات مثل "Aswan in Practice" التي تربط بين مخرجات النقاشات وبين التنفيذ الواقعي على الأرض، ومن خلال دعم القطاع الخاص والمجتمع المدني ليكونا رافعتين حقيقيتين للتنمية المستدامة والسلام الدائم.
وثمن حزب الوعي الدور المصري الرائد في تأسيس هذا المنتدى والإصرار على استمراره كمنصة قارية تقودها إفريقيا لا تُدار من خارجها، مؤكدا أن السياسة الخارجية المصرية، بتوجيهات قيادتها، لم تعد تكتفي بطرح الخطاب التنموي، بل صارت تصنع أدواته وتنسج تحالفاته وتدير مؤسساته، مشددا أن مصر التي تبنت منذ أكثر من عقد فلسفة الربط بين السلم والتنمية، تقدم اليوم نموذجا واقعيا يثبت أن الأمن لا يُبنى على أنقاض التنمية، بل في رحمها، وأن الاستثمار في الإنسان هو خط الدفاع الأول وسلاح الوعي الأصدق في مواجهة الفوضى والاضطراب.
ويؤمن الحزب بأن منتدى أسوان لا يعكس فقط طموح الدولة المصرية في تعزيز حضورها القاري، بل يترجم كذلك نضج الوعي الإفريقي الجماعي، الذي بدأ يدرك أن الحلول المفروضة من الخارج لا تدوم، وأن بناء السلام الحقيقي لا يتم بالاتفاقات المؤقتة بل بالتنمية المستدامة التي تُرسخ الأمل وتضعف جذور الصراع، ومن هذا المنطلق، فإن منتدى أسوان الخامس يجيء كوثيقة نضج جديدة للمشروع الإفريقي المشترك نحو (إفريقيا التي نريدها) في إطار أجندة الاتحاد الإفريقي 2063.
وعبر "حزب الوعي" عن تقديره لهذا الجهد الوطني الذي يعكس إدراكا عميقا لتشابك قضايا الأمن والتنمية، يؤكد على ضرورة أن تتحول توصيات المنتدى إلى برامج تنفيذية تُترجم إلى مشروعات في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والمياه، والزراعة، والتعليم، والحوكمة الرشيدة، والرقمنة، بما يحقق الاندماج الاقتصادي بين دول القارة ويجعل من إفريقيا قارة الفرص لا قارة الأزمات.
كما دعا الحزب إلى تعزيز التنسيق بين الحكومات الإفريقية وهيئات المجتمع المدني والأحزاب للعمل المشترك نحو مجتمعات ما بعد الصراع، حتى لا يبقى السلام حبرًا على الورق، بل واقعا يُترجم في حياة الناس.
كما أن حزب الوعي يضع كامل دعمه السياسي والمعنوي وراء هذا الحدث، ويرى فيه امتدادا طبيعيا لرؤية الدولة المصرية في بناء شراكات إفريقية قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، ويعتبر المنتدى لحظة تذكير بأن التنمية ليست رفاهية بل حقا مقدسا، وأن السلام ليس غياب الحرب بل حضور العدل، وأن القارة الإفريقية، بما تملكه من موارد وشباب وإرادة، قادرة على أن تكتب سطور نهضتها بيدها.