أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، اتسمت بخصوصية وأهمية استثنائية للغاية؛ في ضوء التطورات الميدانية الأخيرة في مسار المعارك العسكرية في الحرب الدائرة التي دخلت عامها الثالث منذ منتصف أبريل 2023، والتي تسببت في أزمة إنسانية حادة.
ورسخت زيارة البرهان إلى القاهرة مكانة مصر كشريك استراتيجي للسودان، وداعم أساسي لاستقراره، في ظل مرحلة دقيقة تتطلب تنسيقًا سياسيًا وأمنيًا رفيع المستوى لوقف الحرب، ودفع جهود الإعمار، وضمان أمن المنطقة.
وتعد هذه الزيارة أول زيارة “للبرهان” بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على العاصمة الخرطوم نهاية شهر مارس الماضي، بجانب ذلك، اكتسبت الزيارة طابعًا استراتيجيًا في مسار تعميق العلاقات الثنائية بين مصر والسودان.
وتتمثل دلالات توقيت وأهمية زيارة البرهان إلى مصر، في:
1– زخم الانتصارات الميدانية للجيش السوداني:
جاءت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة بالتزامن مع تقدم ميداني ملحوظ للجيش في العاصمة الخرطوم وولايات الوسط (الجزيرة وسنار)، إلى جانب تحركه غربًا لفك الحصار عن مدينة الفاشر.
2– ثبات الموقف المصري الثابت للسودان:
أكدت الزيارة ثبات المقاربة المصرية تجاه السودان، القائمة على دعم وحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية ورفض التدخلات الخارجية.
وشددت مصر على رؤيتها التي تشمل وقف إطلاق النار، والتوصل لحل شامل، ورفض تشكيل حكومة موازية.
كما جسّدت مصر هذا التوجه من خلال استضافتها لقمة دول جوار السودان، ومؤتمرات لدعم القضايا الإنسانية والسياسية، فضلًا عن استقبال أكبر عدد من اللاجئين السودانيين وتسهيل عودة أكثر من 165 ألف شخص.
3– تعزيز التعاون الثنائي وإعادة الإعمار:
أثمرت الزيارة عن اتفاقات لدعم جهود إعادة الإعمار، خاصة في ما يخص الجسور ومحطات الطاقة المتضررة، مع استعداد الشركات المصرية للمساهمة بفعالية في التعافي السريع.
4– تنسيق المواقف في القضايا الإقليمية:
أبرزت الزيارة أهمية تنسيق المواقف تجاه تحديات البحر الأحمر والقرن الأفريقي، في ظل تصاعد المخاطر البحرية ونشاط الجماعات المسلحة، رفض الإجراءات الأحادية في ملف سد النهضة، والتأكيد على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم يراعي مصالح دول حوض النيل.