الانتخابات البرلمانية - صورة أرشيفية
أكدت الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، أن مشاركة المرأة في الاستحقاقات الانتخابية لمجلسي النواب والشيوخ تمثل محطة فارقة في مسار تمكينها سياسيًا، وتعكس ما وصلت إليه من وعي وقدرة حقيقية على خوض السباق الانتخابي بكفاءة لا تقل عن الرجل، بل وتتفوق في كثير من النماذج التي فرضت نفسها على الساحة السياسية خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت العبسي، أن المرأة المصرية لم تعد تكتفي بدور الناخبة أو الداعمة، بل أصبحت فاعلًا رئيسيًا ومرشحًا قويًا، خاصة على نظام المقاعد الفردية، الذي يتطلب جهدًا مضاعفًا وقدرة على النزول إلى الشارع، والاحتكاك المباشر بالمواطنين، وبناء جسور الثقة معهم، وهو ما أثبتت المرأة قدرتها عليه بجدارة من خلال التواصل اليومي مع الناخبين وفهم مشكلاتهم الحقيقية والانحياز لقضاياهم.
وأضافت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر أن التجارب الانتخابية السابقة أكدت أن المرأة المرشحة استطاعت أن تخوض معركة الإقناع بوعي وبرامج مدروسة، معتمدة على رؤى برلمانية ثاقبة تستند إلى احتياجات المجتمع، سواء في ملفات التشريع أو الرقابة أو قضايا التعليم والصحة والحماية الاجتماعية وتمكين الفئات الأكثر احتياجًا، وهو ما انعكس على زيادة القبول الشعبي للمرأة داخل الدوائر الانتخابية.
وشددت العبسي على أن المرأة المصرية تمتلك من الخبرات المجتمعية والعملية ما يؤهلها للقيام بدور برلماني مؤثر، لافتة إلى أن الاحتكاك المباشر مع المواطنين أكسبها قدرة خاصة على الاستماع والحوار وطرح حلول واقعية، بعيدًا عن الشعارات، وهو ما جعل كثيرًا من الناخبين يلتفون حول المرشحات النساء باعتبارهن الأقرب إلى نبض الشارع.
وأشارت العبسي، إلى أن دعم الدولة لملف تمكين المرأة، ووجود إرادة سياسية حقيقية لفتح المجال أمامها للمشاركة في صنع القرار، شجع المزيد من السيدات على خوض التجربة الانتخابية بثقة، مؤكدة أن المرحلة المقبلة تتطلب استمرار هذا الدعم المجتمعي والمؤسسي، وترسيخ ثقافة المساواة في الفرص داخل العمل السياسي.
