قال النائب جلال القادري، عضو مجلس الشيوخ، إن موجة الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين من قبل عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، تشكل علامة فارقة في مسار القضية الفلسطينية، وتعكس تغيرًا حقيقيًا في المزاج السياسي الدولي تجاه حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأوضح القادري، أن خطوة الحكومة البريطانية بإدراج فلسطين لأول مرة على خرائطها الرسمية، تُعد إشارة رمزية وقانونية ذات وزن ثقيل، تُبرز فلسطين كدولة ذات سيادة وكيان سياسي مستقل، مضيفًا أن هذه الخطوة تفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الاعتراف الدولي وتوسيع شبكة الدعم الدبلوماسي لفلسطين.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن هذا التحول في مواقف الدول الغربية لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج جهد دبلوماسي عربي متماسك، تتصدره مصر التي لعبت دورًا محوريًا لا يمكن تجاهله في دفع عجلة الاعترافات الدولية.
وأكد أن قوة العلاقات المصرية، وموقع القاهرة الجيوسياسي الاستراتيجي، بالإضافة إلى مواقفها المتزنة والثابتة، كانت عوامل حاسمة في إقناع العديد من العواصم الغربية بإعادة النظر في مواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
وقال القادري: "القاهرة، بما تمثله من مركزية في المنطقة، استطاعت أن تجمع بين الحوار السياسي والمبادرات الدبلوماسية الفاعلة، مما خلق توازنًا صعبًا في ميزان القوى الدولي، وأعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة أولويات العالم، لا كقضية إنسانية فحسب، بل كحقيقة سياسية قائمة".
وأضاف أن الاعترافات الدولية المتزايدة تجعل إسرائيل أكثر عزلة، وتقلص من قدرتها على فرض سيطرتها الكاملة على الأراضي الفلسطينية، كما تُلقي ضغوطًا متزايدة على السياسات الإسرائيلية العدوانية، مع احتمال تزايد العقوبات السياسية والاقتصادية من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى.