قال النائب أحمد سمير زكريا، عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشيوخ، إن الاستثمار في البورصة يمثل فرصة حقيقية لتحقيق عوائد جيدة وتنمية المدخرات، لكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى وعي وفهم مسبق بقواعد السوق، وليس مجرد مغامرة مالية غير محسوبة. وأضاف أن أولى قواعد الاستثمار في البورصة هي أن تكون الأموال مخصصة لهذا الغرض، وليست جزءًا من النفقات الحياتية أو الخطط المستقبلية الأساسية، مثل الزواج أو التعليم أو العلاج، مشددًا على أن "الاستثمار لا يتم من فلوس الجواز ولا الأكل والشرب".
وأوضح زكريا أن الدخول إلى سوق المال لا يجب أن يكون استجابة لإغراءات أو وعود بالربح السريع، بل يجب أن يكون مقرونًا بالتعليم والتحليل وفهم أدوات السوق، مؤكدًا على ضرورة أن يكون المستثمر قادرًا على تتبع تطور استثماراته، وأن يضع حدودًا واضحة للمكسب والخسارة. وقال:
"أي مستثمر لازم يكون فاهم هو بيستثمر إزاي، بيكسب إزاي، ويوقف الخسارة عند أي نقطة، ومين هو مدير حسابه وهل هو شخص أمين أم لا".
وأشار إلى أن الصورة الذهنية السلبية التي ارتبطت بالبورصة لدى الكثير من المصريين ترجع في الأساس إلى تجارب خاطئة أو سوء فهم لطبيعة الاستثمار في السوق، فضلًا عن دور بعض وسائل الإعلام في تشويه صورة هذا القطاع الحيوي، وهو ما يستدعي ضرورة إعادة تقديم البورصة للناس بشكل شفاف وعملي، باعتبارها من أبرز أدوات دعم الاقتصاد.
وتحدث زكريا عن فلسفة تقسيم المدخرات، مشيرًا إلى أنه لا يمكن اعتبار البورصة الملاذ الوحيد أو الأمثل دائمًا، بل يجب على الأفراد تنويع استثماراتهم وفقًا لنسب المخاطرة والعائد. وقال إن شهادات البنوك تناسب أصحاب "زيرو مخاطرة"، فيما يمثل الذهب ملاذًا آمنًا أثناء الاضطرابات السياسية، بينما تبقى البورصة الأنسب لمن يرغب في استثمار سائل وقابل للتحرك السريع.
واختتم تصريحاته بتوجيه نصيحة مهمة للشباب بضرورة بدء التعلم الاقتصادي من سن مبكرة، داعيًا إلى إدراج الثقافة المالية كمادة أساسية في المدارس والجامعات، وقال:"نحتاج جيل فاهم يعني إيه فلوس، يعني إيه يحوش، ويعني إيه يكبر الفلوس دي. الاستثمار يبدأ من الفهم، وليس من وجود المال فقط".