كتبت أمنية جلال
كشف تقرير متابعة ميدانية صادر عن الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية لمراقبة انتخابات مجلس الشيوخ 2025، عن ظاهرة لافتة تمثلت في حضور شبابي واسع من "جيل Z" (دون سن الثلاثين) أمام لجان الاقتراع في عدد من المحافظات، وذلك رغم عدم وجود أي مرشحين ينتمون لهذه الفئة العمرية بسبب شرط السن المحدد للترشح بـ 35 عامًا. وأشار التقرير، الذي حمل عنوان "جيل Z في قلب المشهد الانتخابي"، إلى أن هذه المشاركة الكثيفة تعد مؤشرًا مهمًا على تنامي الوعي السياسي لدى الشباب ورغبتهم في التعبير عن صوتهم.
وأرجع تقرير الائتلاف هذا الحضور الشبابي الملحوظ إلى عدة عوامل متكاملة، أبرزها التأثير الكبير للحملات الرقمية المكثفة التي استهدفت الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي، واستمرار حالة الزخم والتفاعل السياسي التي تكونت منذ الانتخابات الرئاسية لعام 2024. وأضاف التقرير أن برامج المحاكاة والتأهيل القيادي التي استهدفت الشباب مؤخرًا كان لها أثر إيجابي في تشجيعهم على المشاركة، بالإضافة إلى وجود مرشحين من أجيال أقرب في الفكر والتطلعات لجيل "Z"، مما خلق جسرًا من التواصل معهم.
ورصد التقرير، الذي صدر في تمام الساعة الثالثة عصرًا، هذه الظاهرة بشكل خاص في محافظات الصعيد، حيث وثق إقبالًا كبيرًا في محافظة المنيا في لجان متعددة بمراكز أبو قرقاص، والمنيا، وسمالوط، ومطاي، والعدوة، وبني مزار، ومنها لجان مدارس "أم الأبطال"، و"كفر المنصورة الرسمية للغات"، و"القطوشة"، و"متولي الشعراوي". كما امتد الرصد في صعيد مصر ليشمل محافظة سوهاج في لجان بقرى جزيرة شندويل وبندار الكرمانية، ومدينتي أخميم وطهطا، وفي محافظة أسيوط بقرية دير درنكة ومركز إدفو، بالإضافة إلى لجنة بمدرسة "عمار بن ياسر" بالبياضية في الأقصر.
ولم يقتصر المشهد على الصعيد فقط، حيث وثق التقرير نفس الإقبال في محافظات أخرى؛ ففي الإسكندرية، شوهد الحضور الشبابي في لجان بمدارس "الإقبال"، و"محمد كريم"، و"الخنساء"، و"ابن النفيس". وفي محافظة الجيزة، رُصد الإقبال في مدرسة "أبو الهول القومية". كما سجل التقرير حضورًا مماثلًا في محافظة بني سويف، وتحديدًا في لجنة مدرسة "أطواب" بمركز الواسطى. وفي محافظة قنا، لوحظت الظاهرة في لجان بالمعنا ونقادة، بينما في أسوان، تم توثيق الإقبال في لجان متعددة بمركزي إدفو وكوم أمبو، مما يؤكد أن مشاركة "جيل Z" لم تكن حدثًا معزولًا، بل ظاهرة عامة تحمل رسالة سياسية واضحة.
