أكد النائب سامح الشيمي، عضو مجلس الشيوخ، أن خطاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تطورات العدوان على قطاع غزة، لم يكن مجرد إحاطة للرأي العام، بل جاء كاشفًا ومحددًا لمعادلة مصر الحقيقية في الإقليم، واضعًا خطوطًا واضحة للمجتمع الدولي، وموجهًا رسائل حاسمة بأن الدولة المصرية لا تساوم على مبادئها، ولا تفرّط في أمنها القومي تحت أي ظرف أو ضغط.
وقال الشيمي إن الرئيس تحدث بلغة القائد المسؤول، الذي يعرف حجم الكارثة الإنسانية والسياسية في غزة، ولكنه أيضًا يدرك تعقيدات الأمن القومي المصري في ظل محاولات إعادة رسم خرائط التهجير والتصفية تحت مسمى "المعالجة الإنسانية". وأضاف أن الإشارة الواضحة لرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، تمثل جوهر الثوابت المصرية، وتجسّد فهماً عميقاً بأن تفريغ الأرض هو تفريغ للقضية.
وأوضح النائب أن النقاط الثلاث التي حددها الرئيس (وقف العدوان، إدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن) تعبّر عن سياسة مصرية متوازنة تقوم على الكرامة الوطنية والالتزام الإنساني، لافتاً إلى أن الرسالة الموجهة للإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب حملت قدراً كبيراً من الجرأة السياسية، والدعوة للتحرك لا التفرج، للضغط على آلة الحرب التي تسببت في تدمير الحياة داخل القطاع المحاصر.
وذكر أن ما قاله الرئيس السيسي في دقائق معدودة، هو في جوهره استدعاء لمعادلة شرف غابت طويلاً عن المحافل الدولية. لم يكن يخاطب كاميرات أو مؤسسات، بل كان يُخاطب الوعي العربي، ويبعث برسالة من القاهرة إلى العواصم الكبرى: أن مصر لا تُرغم، ولا تُستدرج، ولا تسمح أن تُستخدم أراضيها كغطاء لجرائم الصمت أو سيناريوهات التصفية.