قالت الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، إن الارتفاع الملحوظ في معدلات الطلاق خلال السنوات الأخيرة لم يعد مجرد مؤشر اجتماعي عابر، بل أصبح ناقوس خطر يهدد استقرار الأسرة المصرية والعربية ويُنذر بتداعيات نفسية وإنسانية خطيرة على الأطفال والمجتمع بأكمله، مشيرة إلى أن الظاهرة باتت تستدعي تحركًا عاجلًا على كل المستويات.
وأشارت العبسي، إلى أن ما يزيد من خطورة هذه الظاهرة هو تفشيها في أوساط الشباب وحديثي الزواج، وهو ما يعكس وجود فجوة حقيقية في الوعي بأسس الحياة الزوجية، وغياب ثقافة الحوار والتفاهم، مؤكدة أن الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق لم تعد تقتصر على العنف أو الخيانة، بل امتدت إلى تفاصيل يومية بسيطة تنم عن ضعف في الوعي والإدراك لأهمية الحفاظ على كيان الأسرة.
وكشفت عن إطلاق الجمعية لمبادرة مجتمعية بعنوان "أنا وانت" تحت شعار "نُمكّن أطفالنا من العيش في أمان"، وتهدف المبادرة إلى تقليص معدلات الطلاق عبر نشر الوعي بين الأزواج بخطورة اتخاذ قرار الانفصال، خاصة في وجود أطفال، لما له من تداعيات نفسية خطيرة تطاردهم في مستقبلهم وتُهدد استقرارهم العاطفي والاجتماعي.
ونوهت إلى أن المبادرة ترتكز على عدة محاور رئيسية، أهمها تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للأزواج والمقبلين على الزواج، تتناول مهارات التواصل الإيجابي، وإدارة الخلافات الزوجية، ودور الأهل في دعم استقرار الأسرة، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاستشارات المجانية من خلال نخبة من الخبراء والمتخصصين في العلاقات الأسرية.
وشددت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، على أن بناء مجتمع سليم يبدأ من أسرة مستقرة، وأن مسؤولية الحفاظ على هذه المنظومة تقع على عاتق الجميع، مؤكدة أن الجمعية العمومية لنساء مصر ستظل تلعب دورًا رياديًا في مواجهة التحديات المجتمعية الراهنة، وتقديم مبادرات حقيقية تُسهم في حماية الأجيال القادمة من التفكك والضياع.