يتابع "حزب الوعي" باهتمام بالغ وقائع مشاركة جمهورية مصر العربية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أعمال الدورة السابعة للقمة التنسيقية نصف السنوية للاتحاد الإفريقي، والمنعقدة في مالابو عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية، وذلك في إطار حرص الدولة المصرية المستمر على تعزيز حضورها الفاعل في القارة، وترسيخ موقعها الريادي في قلب العمل الإفريقي المشترك.
ويؤكد "حزب الوعي" أن هذه المشاركة الرئاسية رفيعة المستوى تعكس إدراك مصر العميق للتحديات والفرص التي تواجه القارة الإفريقية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، كما تمثل استمرارًا طبيعيًا لنهج القيادة السياسية المصرية والإدارة المصرية بصفة عامة، التي جعلت من العمق الإفريقي أولوية استراتيجية في سياستها الخارجية، ومركز ارتكاز لرؤية مصر نحو التنمية المتبادلة والأمن الجماعي المستدام.
هذا ولقد جاءت هذه القمة التنسيقية لتؤكد على جملة من المبادئ والأهداف الاستراتيجية، وعلى رأسها دعم التكامل القاري، وتعزيز التنسيق المؤسسي بين الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الثماني، بما يُرسّخ من هيكل الحوكمة القارية ويعزز فعالية اتخاذ القرار في مواجهة الأزمات الممتدة والتحديات المتشابكة.
ويشيد "حزب الوعي" بالمستوى الرفيع للقاءات الثنائية التي عقدها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش القمة، مع عدد من القادة والزعماء الأفارقة، والتي تجسّد روح التعاون الأخوي، وتكرّس لمبدأ "الحلول الإفريقية للمشكلات الإفريقية"، وتعكس الثقة الواسعة التي تحظى بها الدولة المصرية في محيطها الإفريقي.
وفي هذا السياق، يثمّن الحزب نجاح مصر في قيادة لجنة التوجيه الرئاسية لمبادرة "نيباد" للتنمية في إفريقيا، حيث تم تجديد رئاسة مصر للجنة لعام إضافي، وهو ما يعكس التقدير العميق للدور القيادي المصري في الدفع بمشروعات البنية التحتية العابرة للحدود، وتعبئة الموارد التنموية لصالح الدول الإفريقية، وبلورة آليات فعالة لمواجهة تحديات التمويل، خاصة في مجالات الطاقة والنقل والتكامل التجاري.
كما يرحب حزب الوعي بالرئاسة المصرية الحالية لمجموعة "قدرة شمال إفريقيا" بما يعكس الثقة في كفاءة وقدرة مصر على الإسهام في ملف التحول الطاقي، والربط الكهربائي، وتعزيز أمن الطاقة في القارة الإفريقية، وهي ملفات محورية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأولويات "أجندة إفريقيا 2063"، وبالحق الأصيل لشعوب القارة في التنمية الشاملة.
"حزب الوعي"، إذ يثمن المشاركة المصرية المتقدمة في هذه القمة، فإنه:
يؤكد على ما يلي:
. دعم الحزب الكامل لتحركات الدولة المصرية على الساحة الإفريقية، واعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ومصدرًا حيويًا للمصالح العليا للدولة في محيطها الحيوي.
. الدعوة الي ضرورة البناء على نجاح مصر في رئاسة اللجان والمجموعات الإفريقية، من خلال تعزيز الشراكات التنموية، وتحفيز استثمارات القطاع الخاص المصري في عمق القارة، ودعم تواجد مصر الفني والإداري والاستشاري في المشروعات القارية الكبرى.
. التاكيد علي أهمية تطوير أدوات التنسيق بين الأحزاب المصرية الفاعلة والمؤسسات الإفريقية، لتعزيز الدور السياسي الشعبي والدبلوماسي الموازي في ترسيخ الشراكات المستدامة وتعميق العلاقات مع الشعوب الإفريقية.
. التأكيد على دعم "حزب الوعي" لأجندة الاتحاد الإفريقي وأهدافه في التكامل والتنمية، ومطالبته المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته تجاه قضايا التمويل والعدالة المناخية وتحقيق التنمية المستدامة في القارة.
ختامًا، يدعو "حزب الوعي" جميع الأحزاب الوطنية ومكونات العمل المدني إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية المصرية في مشروعها القاري الطموح، والانخراط الجاد في الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الحضور المصري في إفريقيا، باعتبار ذلك ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة وطنية واستراتيجية لمستقبل مصر وقارتها.