الجمعة، 03 مايو 2024 09:28 ص

دراسة: دمج المؤسسات الإعلامية مع تقنيات الذكاء الاصطناعى طوق نجاة للمهنة

دراسة: دمج المؤسسات الإعلامية مع تقنيات الذكاء الاصطناعى طوق نجاة للمهنة دراسة علمية - صورة أرشيفية
الجمعة، 15 ديسمبر 2023 03:00 م
أوصت أحدث دراسة علمية بضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية وتطويرها بما يتماشى مع تقنيات الذكاء الاصطناعي باعتبارها طوق نجاة للصناعة والمهنة ولاستمرار هذه المؤسسات في المستقبل. 
 
طالبت الدراسة العلمية التي نشرت بالمجلة المصرية لبحوث الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأجراها الدكتور محمد رضا حبيب خبير الإعلام السياسي والدولي، بعنوان إشكاليات استخدام صحافة الذكاء الاصطناعي من منظور الصحفيين المصريين وتأثيرها على جودة الأخبار والتغطية الإعلامية في المؤسسات الصحفية، بضرورة صياغة استراتيجية فعالة لتبني توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي والصحفي وتوفير برامج التدريب المتخصصة للصحفيين والإعلاميين لرفع مستوياتهم والقيام بتأهيلهم للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة وتنمية مهاراتهم الصحفية الإعلامية وتطوير المحتويات الصحفية والإعلامية بشكل عام.
 
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها:
 
1. أن (78%) من الصحفيين عينة الدراسة يرون أن استخدام صحافة الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية المصرية لن تؤثر علي مهنة وصناعة الصحافة" تلتها بفارض ضئيل في المرتبة الثانية "حسب استراتيجية كل مؤسسة للاستخدام والتدريب وتعظيم الاستفادة" بنسبة (76%)، ثم أنها "تواجه تحديات كثيرة في مجتمعنا بسبب الأمية" في المرتبة الثالثة بنسبة (68%)، يليها "ستتسبب في مشاكل كثيرة لها علاقة بحقوق الملكية الفكرية والخصوصية" في المرتبة الرابعة بنسبة (44%)، وأخيراً جاءت ""ستكون بديلاً عن الصحفيين في المستقبل" بنسبة (36%)
 
2. هناك حالة من التفاؤل الحذر  بين الصحفيين من أن تلك التقنيات الجديدة لن تؤثر علي مهنة وصناعة الصحافة، وفي الوقت ذاته تشير إلى الدافعية لدى الصحفيين المصريين نحو مواكبة التطورات التقنية للذكاء الاصطناعي في ممارسة مهامهم الصحفية، فعملية تطوير وتنمية المهارات الفردية والقدرات الإبداعية للصحفيين عن طريق تفعيل البرامج التدريبية وتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاصطناعي كل ذلك يؤثر ايجابيا في عملهم الصحفي، في المقابل حذر الصحفيين المصريين عينة الدراسة من تداعيات وخطورة صحافة الذكاء الاصطناعي على الضوابط المهنية والأخلاقية.غالبية عينة الدراسة من الصحفيين يرون أهمية توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي  ويوافقون علي استخدامها ولكن لا يعتمدون عليها بشكل كامل.
 
3. غالبية الصحفيين عينة الدراسة أظهروا موافقتهم على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي في مجالات جمع المادة الصحفية وتحريرها، وتحليل البيانات، وإنتاج الرسوم والتحقق من الصور والفيديوهات.ويرى الباحث أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي قد طورت التقنيات الخاصة بالعمل الصحفي في كافة خطوات الجمع والتحرير والتحليل والكتابة الصحفية ، وهو ما يؤكد على ضرورة العمل على تطوير استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الصحفية المصرية لتحقيق الاستفادة المثلى من هذه التقنيات التي من شأنها المساهمة في تطوير العمل الصحفي بشكل كبير.
 
4. ضرورة  اعتماد المؤسسات الصحفية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي،وأهمية استخدام تلك التطبيقات في كافة مراحل العمل الصحفي، وجاء "التنوع في إنتاج محتوى صحفي متميز" في مقدمة تلك الأسباب، يليها "السرعة الفائقة التي تتميز بها المؤسسة في نشر الأخبار"، ثم "المساعدة في إعادة صياغة المحتويات الصحفية بما يتلاءم مع طبيعة القراء وباللغة التي تناسبهم"، يليها "رغبة الصحفيين في تطوير مؤسساتهم الصحفية وتحقيق السبق الصحفي.
 
5. غالبية الصحفيين المصريين-عينة الدراسة- أكدوا على استفادتهم من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، وإن تنوعت درجة الاستفادة حيث جاءت "بدرجة كبيرة" في المرتبة الأولى بنسبة (52%)، تلتها " بدرجة متوسطة" في المرتبة الثانية بنسبة (30%)، ثم " بدرجة ضعيفة" بنسبة (14%)، وأخيراً جاءت عبارة "لم استفد منها على الإطلاق" بنسبة (4%).
 
6. تؤكد النتائج تعدد أوجه استفادة الصحفيين -عينة الدراسة- من توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي والاستعانة بها في مختلف مراحل العمل الصحفي بدءاً من صناعة المحتوى وتحريره وإعادة صياغته، إلى صناعة وتحرير الفيديو وكذلك الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي والإعلانات كمصدر مالي هام للمؤسسات الصحفية. وأخيراً استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الصور وصناعة الأنيمي. 
 
7. على الرغم من إيجابية تأثير استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي على جوانب العمل الصحفي، إلا أن هناك تأثيرات سلبية عبر عنها بعض الصحفيين لعل أبرزها المخاوف من تقليص عدد المحررين الصحفيين، فضلاً عن تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على الفنون الصحفية التقليدية وما يقتضيه ذلك ظهور أساليب جديدة في الكتابة والقدرة على إنتاج محتوى متنوع قادر على مجاراة المحتوى الرائج عبر منصات التواصل الاجتماعي.
 
8. أظهرت النتائج تعدد الإشكاليات التي يثيرها استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، فمن الناحية المهنية أبرزها: صعوبة فهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمشاعر الإنسانية والقيم الاجتماعية، إلى جانب صعوبة تعامل وفهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع اللهجات المحلية والعامية، مما يؤدي إلى التشويش في المعنى وفقدان الموضوعية في التغطية الإخبارية. كما يصعب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحليل وفهم الأحداث والمناسبات الهامة التي تحدث في الوقت الحالي، مما يؤثر على جودة التغطية الإخبارية. فضلاً عن غياب التفاعل بين الصحفي والجمهور وصعوبة التأكد من استيعابه للمحتوى الذي يتم إنتاجه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ويؤثر كذلك على ثقة الجمهور في مصداقية المحتوى الصحفي. فليس بإمكان تطبيقات الذكاء الاصطناعي الوصول إلى المصادر الصحفية، وما زال توظيف الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى يفتقر إلى الإبداع والابتكار. 
 
9. أما على الصعيد الإشكاليات الأخلاقية التي يثيرها استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي جاء أبرزها: تحيز أنظمة الذكاء الاصطناعي وتأثرها بقيم مصمميها، وتشكيلها تحدياً أخلاقياً ومهنياً ويتطلب دمجها في صناعة المحتوى الصحفي إلى صياغة دليل أخلاقي. فضلاً عن تسببها في اختراق آمن وخصوصية البيانات للمؤسسات الصحفية ومستخدمي تلك التطبيقات ومن ثم عدم استعداد البعض من الجماهير لقبول فكرة الحصول على محتوى صحفي من تقنيات الذكاء الاصطناعي لارتباطه بمخاوف الخصوصية والأمان.
 
10. أما على صعيد الإشكاليات التي يثيرها استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي على المستوى التنظيمي والمؤسسي، فجاء أبرزها: عدم توافر الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتوظيف الذكاء الاصطناعي بالمؤسسة الصحفية، كما أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي يثير عدداً من التحديات الأخلاقية والقانونية بشأن (حقوق النشر- المسئولية القانونية عن المحتوى غير الدقيق)، وهو ما يتطلب من المجلس الاعلي لتنظيم الاعلام سرعة صياغة دليل أخلاقي ومهني لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي والإعلامي.

موضوعات متعلقة :

"الأعلى الإعلام" يكشف كواليس التغطية الإعلامية للانتخابات الرئاسية: جاءت مسايرة لكل المعايير الدولية والمصرية.. "العدالة" بين المرشحين كانت العنوان الأبرز.. ويؤكد: كانت محايدة بشكل كامل فى تقديم المرشحين الـ4

أساتذة وخبراء إعلام يشيدون بدور وسائل الإعلام فى زيادة نسب المشاركة بالانتخابات الرئاسية 2024: التزمت الحياد والإنصاف مع كافة المرشحين.. والمواقع الإخبارية جعلت حالة التفاعل مع الحدث فى أعلى مستوياتها

الأعلى للإعلام يطلب عدم الاستباق بنشر مؤشرات بنتائج الانتخابات الرئاسية

اهتمام إعلامى عالمى بانتخابات الرئاسة المصرية.. وكالة إيطالية: فرحة واضحة وإقبال فاق التوقعات.. فرانس24: أعداد كبيرة أمام مراكز الاقتراع..شينخوا: العملية تسير بسلاسة.. دون الباكستانية: مشاركة تعكس حرص المصريين

انتخابات الرئاسة 2024 فى عيون الإعلام العالمى.. وكالة إيطالية: فرحة واضحة وإقبال فاق التوقعات.. فرانس 24: أعداد كبيرة أمام مراكز الاقتراع.. شينخوا الصينية: العملية تسير بسلاسة


print