انتشرت الصراعات حول العالم بشكل كبير خلال عام 2025، وأصبح المدنيون هدفا واضحا، حيث يتم استهدافهم بشكل كبير ويجبر الملايين منهم علي النزوح القسري، فيما يعيش أخرين دون مأوي أو خدمات بالكاد تبقيهم علي قيد الحياة بسبب تلك الصراعات، وتأتي كلا من غزة والسودان من الأكثر الأمثلة الحاحا لمنع الابادة الجماعية .
تحذيرات أممية من ارتكاب الفظائع ضد المدنيين
مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية تشالوكا بياني، حذر في تقرير له من أن العالم يشهد تراجعا مقلقا في احترام القانون الدولي، مع استهداف الصراعات للمدنيين بشكل متزايد وزيادة خطر وقوع جرائم فظائع لافتا الي ان العالم يشهد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهجمات مباشرة على المدنيين، وعدم امتثال صارخ للقانون الدولي الإنساني و إن خطر وقوع الفظائع، بل وقوعها بالفعل، مرتفع للغاية.
ووفق مركز اعلام الأمم المتحدة اكد المسؤول الأممي أن العنف تفاقم في السودان كأحد أكثر الأمثلة إلحاحا وإن صراع دارفور، لا يزال يتفاقم بعد عقود وقال بياني: بمجرد أن يدق مكتبنا ناقوس الخطر، يشير ذلك إلى أن العتبة على وشك أن يتم تجاوزها، وأكد أن دورنا ليس تحديد الإبادة الجماعية، بل منعها، مؤكدا أن مكتبه يحيل الأمر إلى المحاكم الدولية لتحديد ما إذا كانت الجريمة قد ارتكبت كما يعمل مكتب منع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية كنظام إنذار مبكر داخل الأمم المتحدة وينبه الأمين العام ومجلس الأمن ومنظومة الأمم المتحدة الأوسع وفقا لهذا الترتيب عند اكتشاف خطر وقوع جرائم فظيعة، بما فيها الإبادة الجماعية.
وشدد مستشار الأمم المتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية كذلك علي ماتشهده الأراضي المحتلة وإلى التدابير المؤقتة التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في قضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، مضيفا أنه من بين قضايا أخرى، ستنظر محكمة العدل الدولية العام المقبل في القضية الكاملة التي رفعتها جامبيا ضد ميانمار، والتي تتعلق أيضا بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأضاف: نشهد توترات قائمة على الموارد، من منطقة الساحل إلى الدول الجزرية الصغيرة المعرضة لخطر الغرق تغير المناخ في حد ذاته ليس سببا، ولكنه يفاقم عوامل الخطر الأخرىن مشيرا الي أن مجتمعات السكان الأصليين، التي غالبا ما تستهدف في النزاعات على الأراضي والموارد الطبيعية، هي من بين الفئات الأكثر حاجة إلى الحماية قائلا إن صناعات الاستخراج والإجراءات المتعمدة ضدهم تعرضهم لخطر هائل. إن هويتهم وأسلوب حياتهم يجعلهم عرضة للخطر بشكل خاصز
الأمم المتحدة ترصد المعلومات المضللة وخطاب الكراهية
وقال تقرير الأمم المتحدة أنه من بين التهديدات الناشئة التي يرصدها مكتب المستشار الخاص لمنع الإبادة الجماعية، المعلومات المضللة وخطاب الكراهية. ويعمل مكتبه مع شركات التكنولوجيا مثل ميتا (فيسبوك) وجوجل للتصدي للتحريض على الإنترنت، ومع القادة الدينيين والمجتمعيين لمواجهة خطابات الكراهية على المستوى المحلي لافتا الي أنه أصبح التدهور البيئي وتغير المناخ من العوامل المحفزة للصراع.
ماهو عمل مكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية
يذكر أنه بالاستناد إلى اتفاقية عام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها والآراء القانونية بشأن قضايا المحاكم المتعلقة بالإبادة الجماعية، يرصد مكتب المستشار الخاص لمنع الإبادة الجماعية ويحلل 14 عاملا، تتراوح بين النزاعات المسلحة التي تشمل جماعات عرقية أو دينية، وخطاب الكراهية، وانهيار سيادة القانون، من بين عوامل أخرى.
عندما تظهر هذه المخاطر نمطا عنيفا، يصدر المستشار الخاص تحذيرات وينسق الاستجابات مع مسؤولي الأمم المتحدة، ويحافظ على علاقات وثيقة مع المنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وغيرها من الآليات الدولية.
