السبت، 13 ديسمبر 2025 12:55 ص

عقوبات أمريكية - بريطانية ضد قيادات الدعم السريع لارتكاب جرائم في السودان.. الأمم المتحدة تتهم «الجنجويد» بتنفيذ «فظائع» ضد المدنيين بالمدن السودانية.. وشبكة أطباء السودان تعلن احتجاز 19 ألف شخص في سجون دارفور

عقوبات أمريكية - بريطانية ضد قيادات الدعم السريع لارتكاب جرائم في السودان.. الأمم المتحدة تتهم «الجنجويد» بتنفيذ «فظائع» ضد المدنيين بالمدن السودانية.. وشبكة أطباء السودان تعلن احتجاز 19 ألف شخص في سجون دارفور قوات الدعم السريع
الجمعة، 12 ديسمبر 2025 09:00 م
كتب عبد الوهاب الجندى
تستمر مليشيات الدعم السريع في ارتكاب الجرائم والفظائع بحق المدنيين السودانيين، منذ اندلع الحرب في أبريل 2023، وسط اتهامات أممية بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، لذلك فرضت الحكومة البريطانية، عقوبات على قادة مسؤولين عن ارتكاب فظائع في الفاشر بالسودان، مشيرة إلى أنه من المستهدفين بعقوباتنا عبد الرحيم حمدان دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع و3 قادة آخرون.
 
ودعت الحكومة البريطانية ندعو إلى حماية المدنيين في السودان ووضع حد فوري للفظائع والسماح بوصول المساعدات، مؤكدة أن تلك الجرائم لن تمر دون عقاب المسئولين عنها.
 
اتهامات أممية ضد الدعم السريع
 
واتهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع في السودان، في تصريحات تلفزيونية.
 
وكشف جوتيريش أن طرفي النزاع في السودان – الجيش وقوات الدعم السريع – سيعقدان اجتماعًا في جنيف، دون أن يحدد موعدًا لهذا اللقاء المرتقب، الذي يأتي في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف القتال وفتح مسار سياسي جديد، وقال: "سنعقد اجتماعات في جنيف مع كلا الجانبين"، وذلك في إطار الجهود الهادفة إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في هذا البلد العربي، ووصف معاناة السودانيين بغير المسبوقة.
 
عقوبات أمريكية ضد جهات كولومبية تساعد قوات الدعم السريع
 
من ناحية أخرى، أعلنت الخارجية الأمريكية فرض عقوبات على جهات كولومبية قالت إنها تساعد قوات الدعم السريع، والتي لعبت دوراً في السيطرة على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت فظائع هناك.
 
بدورها، أكدت وزارة الخزانة الأمريكية أن قوات الدعم السريع وحلفاءها اعتدوا على نساء وفتيات بالاغتصاب والعنف الجنسي، وما زالوا يرتكبون فظائع في الفاشر.
 
الدعم السريع يحتجز 19 ألف سواني في السجون
 
في السياق ذاته قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع تحتجز 19 ألف شخص في سجون بدارفور، بينهم أكثر من 5 آلاف مدني، في ظروف احتجاز قاسية.
 
وأَسرت قوات الدعم السريع منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 أعدادًا كبيرة من القوات النظامية، كما اعتقلت مدنيين وتجارًا ورجال أعمال وسياسيين.
 
وتتهم مليشيات الدعم السريع، التي قامت بنقل عشرات الأسرى والمعتقلين لإقليم دارفور بعد هزيمتها في الخرطوم والجزيرة وسنار، بارتكاب انتهاكات مروعة ضد المعتقلين والأسرى، تتمثل في الاحتجاز وسط بيئة تفتقر إلى الشروط الإنسانية والقانونية، وحرمان المحتجزين من حقوقهم الأساسية.
 
وقالت شبكة أطباء السودان، في بيان، إن “الدعم السريع تحتجز أكثر من 19 ألفًا في سجني دقريس وكوبر في نيالا ومعتقلات أخرى في دارفور”.
 
وأفادت أن من بين المحتجزين نحو 4270 من الأسرى الذين يتبعون للشرطة الموحدة، و544 من جهاز الأمن، إضافة إلى 3795 من القوات المسلحة، و5000 من معتقلي الفاشر، إلى جانب مجموعات من القوات المساندة للجيش دون إحصاءات دقيقة.
 
ووثق التقرير وجود نحو 5434 معتقلاً من مختلف المهن المدنية والسياسيين والإعلاميين، جرى اعتقال معظمهم من الخرطوم ودارفور، بينهم 73 كادرًا طبيًا.
 
وفي 11 نوفمبر الماضي، كشفت مجموعة محامو الطوارئ عن وفاة معتقلين بسبب الجوع وسوء المعاملة ونقص الرعاية الصحية في مدينة “الخير الإصلاحية”، التي يُطلق عليها سجن دقريس.
 
وتحوّل سجن دقريس، الواقع على بُعد 25 كيلومترًا غرب مدينة نيالا، إلى ساحة للرعب وفقًا لروايات شهود عيان، حيث ترتكب فيه الدعم السريع أقسى صنوف التنكيل وتمارس فيه انتهاكات واسعة.
 
وتحدث البيان عن تدهور البيئة الصحية داخل السجون، جراء انتشار عدد من الأمراض المعدية نتيجة الازدحام وسوء النظافة وغياب العزل الطبي، وانعدام الرعاية الطبية، ونقص مياه الشرب والغذاء.
 
وذكر أن هذه الأسباب أسهمت في تزايد الوفيات، حيث يتم تسجيل أكثر من أربع وفيات أسبوعيًا بسبب الإهمال الصحي، في ظل غياب الكوادر المؤهلة، وعدم توفر الإسعافات أو إمكانية نقل الحالات الحرجة للمستشفيات.
 
وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالضغط على قيادات الدعم السريع لإطلاق سراح المحتجزين المدنيين، وتقديم الرعاية اللازمة لهم، ونشر قوائم المعتقلين، وتمكين الأسر من معرفة أوضاع ذويهم، وإطلاق سراح من لم تُوجَّه إليهم تهمة.
 
وشدد على ضرورة وقف الاعتقالات التعسفية للمدنيين، وتحسين البيئة الصحية للسجون، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لحماية المحتجزين وضمان سلامتهم وفقًا للمعايير الإنسانية والقانونية.

الأكثر قراءة



print