الجمعة، 12 ديسمبر 2025 11:53 م

صحح مفاهيمك.. التعصب الكروى آفة تحول التسلية إلى مصدر شقاق وعنف.. الإسلام نهى عن التعصب بكل أشكاله وأمر بمحاربته.. وقيم الدين الحنيف تحث على التسامح وتدعو لنبذ الفرقة والمساواة بلا تفاخر إلا بالعمل الصالح

صحح مفاهيمك.. التعصب الكروى آفة تحول التسلية إلى مصدر شقاق وعنف.. الإسلام نهى عن التعصب بكل أشكاله وأمر بمحاربته.. وقيم الدين الحنيف تحث على التسامح وتدعو لنبذ الفرقة والمساواة بلا تفاخر إلا بالعمل الصالح صحح مفاهيمك
الجمعة، 12 ديسمبر 2025 06:00 م
كتب لؤى على
كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في العالم، فهي تجمع الملايين أمام الشاشات والمدرجات وتُعد مصدر فرحة للناس، لكن أحيانًا، حب كرة القدم يتحول لتعصب كروي شديد، فيوصل الجماهير للغضب والخلافات، وقد يتحول الخلاف إلى شجار أو اعتداء. قال الإمام الحسن البصري: "المؤمن لينٌ هين، لا يحب الشقاق بين الناس" [حلية الأولياء]
 
تعريف التعصب الكروي:
هو مصطلح يستخدم لوصف سلوك غير منضبط في تشجيع نادٍ رياضي معين، أو فريق معين، ويتسبب في العديد من المشكلات ربما تصل للتخريب أو إحداث تصرفات عدوانية، وقد ينجم عن التعصب ظواهر سلبية كإتلاف ممتلكات عامة وخلافات أسرية ومشكلات صحية تصل إلى أزمات قلبية وحالات وفاة.
 
خطورة الظاهرة:
التعصب الكروي يُفقد الرياضة معناها الأصلي وهو المتعة والتسلية.
يؤدي إلى خلافات بين الأصدقاء والعائلات.
قد يتسبب الشغب في الملاعب أو الإساءة للأندية على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب التعصب.
 
الإحصائيات:
تقرير الفيفا (2022): 30% من المباريات الدولية شهدت سلوكيات متعصبة من الجماهير.
وزارة الرياضة المصرية (2022): تسجيل أكثر من 120 حالة شغب رياضي في عام واحد.
قال الإمام الغزالي: "الهوى إذا غلب على العقل أفسده". [إحياء علوم الدين].
 
أشكال الظاهرة
استخدام ألفاظ مسيئة ضد الفرق المنافسة.
انتشار الشائعات والتجريح على مواقع التواصل الاجتماعي.
شجار بين الجماهير بعد المباريات.
إتلاف ممتلكات الملاعب في حالات الهزيمة.
قال الإمام القشيري: "من لم يملك غضبه، ملكه غضبه" [الرسالة القشيرية].
 
أسباب الظاهرة
أسباب مُرتكزة على الأساليب المُستخدمة في تنشئة الفرد الخاطئة والعوامل النفسية المؤثرة فيه، ومن الأمثلة عليها تأثير الوالدين على رغبات وميول الأبناء وزيادة تعلقهم بأحد الأندية أو تشجعيهم لشخص محدد، وعدم ترك مساحة مناسبة لهم لممارسة رغباتهم المُرادة، بالإضافة إلى تأثير مؤسسات التنشئة الاجتماعية المُختلفة مثل التعليم، والأصدقاء، والعائلة والتي قد يتكسب الفرد منها شعور التعصب؛ مما يؤثّر على نمط حياته المُكتسب، وسلوكياتهِ الظاهرة بشكلٍ سلبي.
 
التأثير الوقعي والمباشر لوسائل الإعلام على الأفراد، والتي عادةً ما تُعنى بتقديم التحليلات الرياضية بأنواعها؛ مما يزيد من تهويل المشاهد، ويوجد الفروقات بسبب الآراء المطروحة، ويشكّل جوًا مشحونًا للمتابعين، ويزيد تعصبهم تجاه الفريق الخاسر، إضافةً إلى غياب الدور الإعلامي في عملية الثقيف الجماهيري بما يتعلق بالسلوكيات المستخدمة لتشجيع فريق معين، واستخدام طريقة التشجيع المناسبة والتي تعزز من العلاقات الاجتماعية بين الأفراد.
 
الصورة السلبية التي يعكسها بعض الجماهير، إذ يستخدمون بعض السلوكيات التي تعكس العدوانية وتقليل قدر الآخرين خاصةً في حين عدم تقبلهم الخسارة، وتجنب الاستماع للآراء المنتقدة اتجاه الفريق الذي يشجعونه وعدم التحلي بالروح الرياضية، والذي بدوره يزيد من الفجوات بين الأندية ومشجعيهم.
 
سير المباريات بمجرى غير مناسب ومخالف لتوقعات الجماهير، مثل أن يكون الحكم غير قادر على التحكيم بعدالة ومساواة، وأن يكون ضعيف الشخصية مما يصعب عليه توجيه الأوامر والقرارات خوفًا من الفريق المقابل والناجم عنه تقليل احترامه بين اللاعبين، مما يؤدي إلى إثارة غضب الجماهير اتجاه الحكام وزيادة التعصب الرياضي.
 
وجود العوائق الإدارية الخاصة بالأندية، والتي من شأنها أن تهتم في مختلف متطلبات الفريق من تكاليف مالية وتنظيم آليات اتخاذ القرارات وتوضيح كيفية الالتزام بالقوانين واللوائح والإجراءات اللازمة خلال ممارسة اللعبة.
 
الرأي الشرعي والأخلاقي
من خلال الرؤية الدينية، يعالج التعصب الكروي بغرس قيم التسامح، والمساواة، والمحبة، والوحدة، ونبذ الفرقة والتفاخر بأسس التقوى والعمل الصالح بدلاً من التعصب الجاهلي، كما يتضمن توجيه النشء نحو التشجيع الإيجابي، وتكاتف جهود التربية والإعلام والأسرة والمجتمع للحد من هذه الظاهرة السلبية التي تتعارض مع تعاليم الإسلام السمحة، وتجاوزها لتصبح وسيلة للتناحر، وأمر الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بإتباع ما جاء في الكتاب والسنة النبوية الصحيحة، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على ذلك كثيرة، فالإسلام بريء من کل أشكال التعصب المذموم ونهى عنه وذمه وحاربه، فقال تعالى: {وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ} [الأنفال: ٤٦]، قال تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ}، [الحجرات: ١٠]، وقال تعالى {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ} [آل عمران: ١٠٣]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليْسَ مِنّا مَن دَعا إلى عَصَبِيَّةٍ»، [أبو داود ٥١٢١]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمِنُ مرآةُ أخيهِ» [أبو داود (٤٩١٨)]، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التباغض والتدابر فقال «لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا». [صحيح البخاري (٦٠٦٥)].
 
وقال الدكتور أسامة الأزهرى: "إن علاج التعصب الكروي المؤلم الذي نشاهده الآن هو اتباع الرقى في التعامل فيما بيننا كمصريين، وتابع: "خليك ذوق ومحمدي وراقى زى ما قال الشيخ على المنصراوى".
 
وقالت دار الإفتاء المصرية إن التعصب الكروي الذي يؤدي للشقاق والعداوة وإيذاء الآخرين محرم شرعًا، وقالت في بيان رسمي (٢٠٢٢):"الرياضة تهدف إلى التنافس الشريف وتربية النفوس على ضبط الانفعالات، أما التعصب الأعمى فهو فساد في الأرض ومنافٍ لأخلاق الإسلام، كما شددت على ضرورة الالتزام بالروح الرياضية وضبط اللسان، وعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة الفتن أو الشتائم".
 
الحلول والعلاج
التوعية الإعلامية: الدولة بالفعل بتقدم برامج إعلامية هادفة تدعو إلى الروح الرياضية، وتعمل على خلق جو منافس جميل بدون تعصب، هذه البرامج في القنوات والملاعب لها دور كبير في توصيل الرسالة لكل الناس.
 
برامج التثقيف الرياضي للشباب: في المدارس والجامعات، لتعزيز قيم التشجيع الإيجابي وتذويب الفوارق العصبية وتغيير الأفكار المغلوطة المتوارثة من الأجيال السابقة.
 
تشديد العقوبات: على من يرتكب أعمال شغب في الملاعب سواء عقوبات على الجماهير أو الأندية للالتزام بالقيم ورح المنافسة الشريفة.
تعزيز الانتماء الإيجابي: تشجيع الفرق بأسلوب حضاري من غير إساءة للآخرين فالكورة او الرياضة عمومًا مكسب وخسارة.
مساعدة أجهزة الأمن: على تأمين المباريات وتنظيم الملاعب، لأن وجود رجال الشرطة ينشر الطمأنينة بين الجماهير ويساعد في خروج المباريات في أجواء محترمة.
 
قال الإمام القشيري: "الإحسان أن تحسن حتى لمن أساء إليك". [الرسالة القشيرية].
 
التوصيات الواجبة لتغيير الظاهرة للأفضل

التعصب الكروي ظاهرة تهدد الروح الرياضية والمجتمع. المطلوب منا جميعًا نشر ثقافة التشجيع الحضاري.
 
التوصيات:
 
١. إدخال ثقافة الروح الرياضية في المناهج الدراسية لتصحيح السلوك عند الأطفال من الصغر.
 
٢. الإعلام يجب أن يبرز النماذج الإيجابية ويكثف البرامج الهادفة ضد التعصب ويساعد على تقليل الحدة في الخطاب الموجه للجماهير.
 
٣. تنظيم أنشطة بين جماهير الأندية المختلفة لتعزيز التفاهم ونشر ثقافة المحبة بين الجماهير جميعًا.
 
٤. مساعدة رجال الشرطة وأجهزة الأمن وشكرهم على دورهم في حفظ النظام بالمباريات ودعم البرامج التي تعزز الروح الرياضية والاكثار منها سواء على القنوات الفضائية الخاصة أو السوشيال ميديا.
 
قال الإمام الحسن البصري: "من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس" [حلية الأولياء].
 
التعصب الكروي ظاهرة سلبية تحول كرة القدم من متعة وتسلية إلى مصدر للشقاق والعنف وإتلاف الممتلكات، وهو يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية التي تدعو للتسامح ونبذ الفرقة. تنبع هذه الظاهرة من التنشئة الخاطئة والتأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام، وغياب الروح الرياضية.

وتهدف مبادرة صحح مفاهيمك لمعالجة هذه المشكلة، من خلال تفعيل التوعية الإعلامية، وتعزيز التربية على الروح الرياضية في المناهج، وتطبيق عقوبات مشددة لضمان عودة التشجيع إلى مساره الحضاري والإيجابي.

موضوعات متعلقة :

أوروبا على حافة الكارثة النووية.. هجوم روسى على تشيرنوبيل يعيد شبح الحرب العالمية الثالثة ويشعل الإنذارات الدولية.. الخطر الإشعاعى يهدد السلامة النووية بعد عقود من كارثة 1986.. وما توصيات وكالة الطاقة الذرية؟

رئيس فنزويلا يحارب ترامب بالرقص والأغانى.. تصاعد المواجهة بين كاراكاس وواشنطن.. اتهامات للولايات المتحدة بالقرصنة بعد مصادرة ناقلة تفط قرب سواحلها واتباع خطة للاستيلاء على النفط.. وعودة المعارضة للمشهد السياسى

افتتاح دولى رفيع المستوى لمعرض IRC EXPO 2025 برعاية الرئيس السيسى وحضور رئيس الوزراء.. مصر ترسخ ريادتها العلمية وتتحول إلى مركز إقليمى للابتكار واقتصاد المعرفة برعاية الرئيس السيسى وجهود وزير التعليم العالى

مدبولى يفتتح IRC EXPO 2025 ويشهد توقيع عقود 9 تحالفات لربط البحث العلمى بالصناعة.. مصر تجمع 80 دولة و140 أكاديمية فى أكبر حدث علمى.. رئيس الوزراء: نقترب من اقتصاد المعرفة.. ومصر ضمن أفضل 100 تجمع تكنولوجى2025


الأكثر قراءة



print