الجمعة، 12 ديسمبر 2025 03:03 م

رئيس فنزويلا يحارب ترامب بالرقص والأغانى.. تصاعد المواجهة بين كاراكاس وواشنطن.. اتهامات للولايات المتحدة بالقرصنة بعد مصادرة ناقلة تفط قرب سواحلها واتباع خطة للاستيلاء على النفط.. وعودة المعارضة للمشهد السياسى

رئيس فنزويلا يحارب ترامب بالرقص والأغانى.. تصاعد المواجهة بين كاراكاس وواشنطن.. اتهامات للولايات المتحدة بالقرصنة بعد مصادرة ناقلة تفط قرب سواحلها واتباع خطة للاستيلاء على النفط.. وعودة المعارضة للمشهد السياسى فنزويلا
الجمعة، 12 ديسمبر 2025 10:00 ص
فاطمة شوقى
تعيش فنزويلا أكثر مراحلها الحساسة منذ بجاية الأزمة السياسة التى تعيشها قبل أكثر من عقد، فى ظل تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة، وعودة المعارضة إلى الواجهة بحرأة غير مسبوقة، وتدهور اقتصادى مستمر، تبدو البلاد على مفترق طرق قد يعيد رسم مشهدها السياسى والعسكرى فى أى لحظة.
 
مادورو يحارب ترامب بالغناء
أثار ظهور الرئيس نيكولاس مادورو وهو يغنى أغنية Don’t Worry, Be Happy موجها رسالته للأمريكيين الرافضين للحرب موجة واسعة من الجدل، فبينما يرى مؤيدوه أنها رسالة سلام وتحدى، يراها منتقدوه محاولة لتخفيف التوتر الداخلى بعد أشهر من الاحتقان الشعبي.
 
رغم ذلك، يبقى مادورو مسيطرًا على مؤسسات الدولة، ومستندًا إلى الجيش، وإلى علاقات قوية مع روسيا وإيران والصين، لكن شرعيته الداخلية تتعرض لاختبارات متكررة.


 
ولم تكن هذه المرة الأولى التى تيبع مادورو هذا الأسلوب فى الرد على واشنطن، حيث أنه قام من قبل بالرقص والغناء وسط مؤيديه.
 
اتهامات لأمريكا بالقرصنة الدولية
واتهمت الحكومة الفنزويلية الولايات المتحدة بارتكاب عمل من أعمال القرصنة الدولية، بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحلها، معتبرة أن واشنطن تنفذ خطة متعمدة للاستيلاء على مواردها النفطية، حسبما قالت صحيفة الاونيبرسال.
 
وترى كاراكاس أن هدف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، كان دائما الاستحواذ على النفط الفنزويلى دون دفع أى تعويض وأعلنت أنها ستلجأ إلى جميع الهيئات الدولية للدفاع عن سيادتها وموادرتها الطبيعية.
 
تصعيد فنزويلي: قرصنة دولية وخطة للسيطرة على النفط
ورفعت فنزويلا من حدة خطابها تجاه الولايات المتحدة، ووصفت عملية المصادرة بأنها قرصنة دولية صريحة، واتهمت الحكومة الفنزويلية واشنطن بتنفيذ خطة تهدف إلى نهب مواردها الطاقية، معتبرة أن حجج الولايات المتحدة المتعلقة بالهجرة أو المخدرات أو حقوق الإنسان ليست سوى ذرائع سياسية.
 
وجاء فى نص التصريح الرسمي: لأمر لا يتعلق بالهجرة، ولا بالمخدرات، ولا بالديمقراطية أو حقوق الإنسان. الأمر كان دائمًا يتعلق بمواردنا الطبيعية، نفطنا، طاقتنا، الموارد التى تعود حصريًا للشعب الفنزويلي.
 
اتهامات مباشرة لترامب.. يريد النفط بلا مقابل
تتهم كاراكاس الرئيس الأمريكى ترامب بشكل مباشر بالسعى المستمر إلى الاستيلاء على النفط الفنزويلى دون دفع ثمنه، فى إطار ما تعتبره حملة طويلة من العقوبات والضغوط والدوافع الجيوسياسية.
 
وتأتى مصادرة الناقلة فى ظل توتر متصاعد بين البلدين، يشمل عقوبات اقتصادية، قيودًا على تجارة النفط، واتهامات أمريكية لفنزويلا بالارتباط بشبكات تهريب المخدرات. لكن فنزويلا ترى أن هذه الرواية مجرد غطاء لصراع طاقة ونفوذ.
 
موارد الطاقة فى قلب الصراع
ويشدد البيان الفنزويلى على أن جوهر الخلاف ليست الهجرة أو الأمن أو الديمقراطية بل الثروات النفطية، التى تمتلكها فنزويلا والتى تمثل واحدة من أكبر الاحتياطات فى العالم.
 
وتسعى كاراكاس لترسيخ تصور أن الضغوط الأمريكية جزء من تاريخ طويل من التدخلات فى الدول الغنية بالطاقة.
 
كاراكاس تلجأ للهيئات الدولية
أعلت الحكومة الفنزويلية أنها ستلجأ إلى جميع الهيئات الدولية القائمة للدفاع عن سيادتها، مثل الأمم المتحدة، منظمة الدول الأمريكية، أو المحاكم الدولية المتخصصة فى القضايا البحرية، وأكدت أنها ستحمى سيادتها ومواردها وكرامتها الوطنية، بكل حزم، فى معركة لا تقتصر على الدبلوماسية بل تشمل أيضا الرأى العام الدولى.
 
تعد أزمة الناقلة حلقة جديدة فى سلسلة طويلة من العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الفنزويلى، والتى شملت تجميد الأصول وفرض قيود مالية وتجارية.
 
وفى المقابل تبرر واشنطن ضغوطها بضرورة مواجهة الفساد والاستبداد وما تعتبره تعاونًا حكوميًا مع الجريمة المنظمة.
 
تصعيد عسكرى غير مسبوق فى الكاريبي
دخلت التوترات بين واشنطن وكاراكاس مرحلة جديدة بعد إرسال الولايات المتحدة مقاتلات F/A-18 Super Hornet إلى مناطق حساسة بالقرب من المجال الجوى الفنزويلى، بالإضافة إلى مصادرة ناقلة نفط ضخمة قبالة السواحل.
 
هذه التحركات، الأكبر منذ سنوات، ليست مجرد عروض قوة، بل تحمل رسائل مباشرة لنظام مادورو بأن الضغط الأمريكى لن يقتصر على العقوبات الاقتصادية.
 
وترى مراكز بحثية أمريكية، أن واشنطن تجمع بين:استعراض القوة لردع أى تحرك فنزويلى، وجمع بيانات استخباراتية عبر التحليق قرب الرادارات العسكرية، واختبار مستوى جاهزية الدفاع الجوى الفنزويلي.
 
تصف الحكومة الفنزويلية هذه الخطوات بأنها استفزازات غير مقبولة، بينما يؤكد مادورو أن بلاده جاهزة للدفاع عن سيادتها.
 
المعارضة تعود بقوة بعد سنوات
شكّلت عودة ماريا كورينا ماتشادو إلى المشهد السياسى العالمى، وحصولها على جائزة نوبل للسلام 2025، نقطة تحول مفاجئة.
 
وظهرت ماتشادو فى أوسلو وسط استقبال شعبى حافل من أبناء الجالية الفنزويلية، وهو الظهور الذى رفع معنويات المعارضة التى تتعرض لضغوط واعتقالات منذ سنوات، ودفع بعواصم أوروبية للمطالبة بإعادة تقييم موقفها من كاراكاس، لكن عدم تمكنها من الوصول إلى حفل استلام الجائزة بسبب التضييق الأمنى يسلط الضوء على استمرار القبضة القوية للنظام.
 
الاقتصاد.. الجرح المفتوح
على الرغم من الوعود الحكومية بتحسين الوضع، لا تزال فنزويلا تعيش إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية فى تاريخها:
 
1- تراجع القدرة الشرائية إلى أدنى مستوياتها
 
2- استمرار الهجرة الواسعة لكولومبيا والبرازيل وإسبانيا
 
3- نقص الوقود فى بلد يملك اكبر احتياطى فى العالم
 
4- توسع السوق السوداء فى الغذاء والأدوية والعملات الرقمية
 
إلى أين تتجه فنزويلا؟
ويشير المشهد الحالى إلى ثلاث سيناريوهات:
1- تصعيد عسكرى أكبر بين واشنطن وكاراكاس مع استمرار الاستفزازات الجوية والبحرية
 
2- ضغط دولى يقود إلى تفاوض سياسى رغم صعوبته
 
3- انفجار داخلى نتيجة التدهور الاقتصادى وفشل النظام فى امتصاص الغضب الشعبى

الأكثر قراءة



print