الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 02:22 م

أوروبا تتحدى ضغوط واشنطن.. تدعم فولوديمير زيلنيسكى وتحذر من حرب مع روسيا فى 2030.. دول تشكك فى خطة ترامب وتتمسك بوحدة الأراضى الأوكرانية.. والمواجهة العسكرية مع موسكو تغير موازين الأمن الأوروبى

أوروبا تتحدى ضغوط واشنطن.. تدعم فولوديمير زيلنيسكى وتحذر من حرب مع روسيا فى 2030.. دول تشكك فى خطة ترامب وتتمسك بوحدة الأراضى الأوكرانية.. والمواجهة العسكرية مع موسكو تغير موازين الأمن الأوروبى الحرب فى أوكرانيا
الأربعاء، 10 ديسمبر 2025 12:00 م
فاطمة شوقى
تشهد أوروبا واحدة من أكثر اللحظات توترًا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما اجتمع قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا في لندن لدعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في الوقت الذي صعّد فيه رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان من خطابه، محذرًا من أن الاتحاد الأوروبي يستعد لخوض حربا مباشرة مع روسيا بحلول عام 2030،  وبين دعم كييف والشكوك في خطة السلام الأمريكية وتصعيد الخطاب المجرى، تجد أوروبا نفسها أمام مفترق طرق مصيري يحدد شكل الأمن الإقليمي خلال السنوات المقبلة.
 

توحيد الموقف الأوروبى أبرز الأهداف

وترى صحيفة لاراثون الإسبانية إلى أن القمة التي استضافها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في وجمعت المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في لقاء هدفه توحيد الموقف الأوروبي قبل اتخاذ قرارات حساسة بشأن مستقبل الحرب، أنها جاءت بعد مفاوضات ماراثونية بين ممثلي الولايات المتحدة وأوكرانيا في ميامي،ولكن  لم تسفر عن تقدم ملموس، خصوصًا مع إصرار واشنطن على بنود تقترح تنازل أوكرانيا عن جزء من أراضيها في دونباس.
 
 
 
وشدد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمام نظرائه الأوروبيين على أن بلاده لا تمتلك أي حق قانوني أو أخلاقي للتنازل عن أراضٍ، معتبرًا أن ذلك يتعارض مع الدستور الأوكراني ومع القانون الدولي.، وجاءت تصريحاته ردًا على الخطة الأمريكية التي وصفها مسؤولون أوروبيون بأنها تميل بشكل مقلق لصالح روسيا، ولم يتردد ميرتس  في الإعلان عن شكوكه الصريحة بشأن بعض تفاصيل المقترح الأمريكي، مؤكدًا أن أوروبا بحاجة لمناقشة هذه النقاط قبل اتخاذ أي موقف رسمي.
 
 
 
أما ماكرون، فركز في تصريحاته على ضرورة خلق تقارب حقيقي بين مواقف الحلفاء الأوروبيين والولايات المتحدة وأوكرانيا، محذرًا من أن أي تسوية سريعة قد تأتي على حساب الأمن الأوروبي طويل المدى.، وفي السياق ذاته، ناقش القادة مشروع المفوضية الأوروبية لاستغلال الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لتمويل دعم أوكرانيا، وسط اعتراضات بلجيكية تخشى من تداعيات قانونية ومالية على مؤسساتها.
 

التحذير من حرب مع روسيا فى 2030

وبينما كانت أوروبا تحاول توحيد صفوفها حول مستقبل الحرب، فجّر رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان جدلًا جديدًا عندما أعلن أن الاتحاد الأوروبي يستعد لحرب مع روسيا في عام 2030. أوربان كتب: غيوم مظلمة تتجمع فوق أوروبا، بروكسل تستعد للحرب مع روسيا، وهناك بالفعل تاريخ محدد لبدء الأعمال العدائية: 2030، و تصريحات الرجل المعروف بمواقفه المخالفة للإجماع الأوروبي أثارت ردود فعل واسعة داخل القارة.
 

الاستعداد لمواجهة عسكرية

وادعى أوربان  أن برنامج إعادة التسلح الذي أطلقته بروكسل يهدف إلى التحضير لمواجهة عسكرية، وربط ذلك بخطة انضمام أوكرانيا المسرعة إلى الاتحاد الأوروبي، معتبرًا أن دخول دولة في حالة حرب إلى الاتحاد سيجر التكتل مباشرة إلى صراع مع روسيا وفقًا لبنود الدفاع المشترك. تصريحات كهذه تضغط أكثر على الاتحاد الذي يحاول الموازنة بين دعم كييف وتجنب الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع موسكو.
ولم تتوقف تحذيرات أوربان عند هذا الحد، بل قال إن الانتخابات البرلمانية المجرية  في 2026 قد تكون الفرصة الأخيرة لاتخاذ القرار الصحيح بشأن الحرب والسلام، مضيفًا: إذا أخطأنا في انتخابات 2026، فسيكون قد فات الأوان لتصحيح الخطأ في 2030.
 

أوربان يزيد من تعقد المشهد الأوروبى

وأشارت الصحيفة إلى أن إدراج تصريحات أوربان في هذا السياق يزيد من تعقيد المشهد الأوروبي، إذ تكشف الخلافات الداخلية حول كيفية التعامل مع الحرب في أوكرانيا ومع مستقبل العلاقة مع روسيا،  ففي حين تتبنى بريطانيا وفرنسا وألمانيا موقفًا داعمًا دون قيد لأوكرانيا، تسعى المجر إلى تبني خط سياسي يرى أن أوروبا يجب أن تتجه نحو وقف الحرب لا نحو الاستعداد لتوسعتها.
 
 
وبينما ينتقل زيلينسكي بين العواصم الأوروبية لبناء موقف موحد، تستعد كييف لتقديم نسخة معدلة من الخطة الأمريكية إلى واشنطن، في محاولة أخيرة لإيجاد نقاط توافق قبل اتخاذ قرارات مصيرية ستحدد شكل المرحلة المقبلة من الحرب وربما مستقبل الأمن الأوروبي ذاته.
 

الأكثر قراءة



print