أحمد الشرع الرئيس السوري
تحل الذكري الأولى للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد على يد الجماعات المسلحة، وتشكيل حكومة انتقالية في البلاد، وسط احتفالات في الساحات السورية، وبينما قدمت الدول الأوروبية وواشنطن مساعدات عديدة للحكم الجديد في سوريا منها رفع العقوبات الاقتصادية وإزالة اسم الرئيس السوري الجديد وبعض مسئوليه من قوائم الإرهاب، إلا أن دمشق لازالت تعاني من أزمات خاصة مع إسرائيل.
وخلال كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للإطاحة بحكم الأسد، دعا الرئيس الانتقالي أحمد الشرع الإثنين إلى توحيد جهود السوريين لبناء "سوريا قوية" وتحقيق مستقبل "يليق بتضحيات شعبها"، وأكد في كلمة ألقاها فجر الاثنين من المسجد الأموي في دمشق، أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة من البناء واستعادة قوتها ووحدتها، مشدّدًا على أن إرادة الشعب ستتجاوز كل التحديات.
وكان الشرع قد أدى صلاة الفجر إمامًا للمصلّين مرتدياً زيه العسكرى الذي ظهر به لأول مره بعد الاستيلاء على الحكم في سوريا، وألقي خطبة عبّر فيها عن ثقته بقدرة السوريين على استكمال مسار إعادة الإعمار وترسيخ الاستقرار في جميع أنحاء البلاد، وقال :"أيّها السوريون أطيعوني ما أطعتُ الله فيكم، فلن يقف في وجهنا أي أحد مهما كبر أو عظم، ولن تقف في وجهنا العقبات، وسنواجه جميعاً كل التحديات بإذن الله".
وأضاف مؤكدًا على وحدة البلاد ومستقبلها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وأضاف :"بإذن الله سنعيد سوريا قوية ببناء يليق بحاضرها وماضيها. ببناء يليق بحضارة سوريا العريقة، وسنعيد بناءها بطاعة الله عز وجل، ونصرة المستضعفين، والعدالة بين الناس بإذن الله تعالى".
وتحيي السلطات السورية ذكرى إزاحتها للأسد، بسلسلة احتفالات يتخللها عرض عسكري مركزي في دمشق وكلمة يوجهها الشرع للسوريين، في وقت يواجه تحديات كبرى في مقدمتها التوسع الشرس لإسرائيل في الجنوب السوري، حيث أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في اجتماع للسفراء الإسرائيليين إن إسرائيل تعتزم البقاء في منطقة عازلة في جنوب سوريا، وقال نتنياهو إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح من جنوب سوريا لكنه يريد البقاء في تلك المناطق.
وجاء ذلك بعد كلمة الشرع خلال مشاركته في منتدى الدوحة قبل يومين، التي أكد فيها إن "العالم اليوم يؤيد سوريا في مطالبها في إعادة الأوضاع إلى ما قبل الثامن من ديسمبر وانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الجنوب، كما تصر سوريا على ضرورة التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك عام 1974، الذي يحصل على إجماع دولي ومن مجلس الأمن".
وأضاف، "يتحدثون عن منطقة منزوعة السلاح، وإسرائيل دائماً ما تقول إنها تخشى أن تتعرض لهجمات من المنطقة الجنوبية في سوريا، فمن سيتولى حماية هذه المنطقة إن لم يكن هناك وجود للجيش السوري وقوات الأمن السورية؟"، وقال "سوريا هي التي تتعرض إلى هجمات إسرائيلية وليست سوريا من تقوم بالهجمات على إسرائيل، فمَن الأولى أن يطالب بمنطقة عازلة وانسحاب؟".
وأشار إلى أن سوريا أرسلت "رسائل إيجابية تجاه السلام والاستقرار الإقليمي وأعلنت صراحة أنها ستكون بلد الاستقرار وأنها غير معنية في أن تكون مصدرة للنزاعات، ولكن إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة حتى اليوم ونفذت أكثر من 400 توغل ...".
وبعد سقوط حكم الرئيس السابق بشار الأسد، شنت إسرائيل عشرات الغارات على سوريا استهدفت بشكل رئيسي مواقع عسكرية في البلاد، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السوري السابق.
واستهدفت الغارات حينها أسلحة بينها استراتيجية يُعتقد أنها "أسلحة كيميائية متبقية أو صواريخ بعيدة مدى وقذائف، حتى لا تقع في أيدي متشددين" وفق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر وقتها، واستمرت إسرائيل بتنفيذ غارات متقطعة في سوريا منذ ذلك الحين تخللها عمليات توغل.
وبعد الإطاحة بالأسد، توغّل الجيش الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل من الهضبة السورية، كما شنت إسرائيل غارات بعد اشتباكات دامية وقعت في جرمانا وصحنايا في ريف دمشق وأخرى في السويداء في جنوب سوريا، في إطار ما قالت إسرائيل إنه سعي لحماية الأقلية الدرزية.