حظى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التنفيذي الذى يوجه كبار المسئولين فى إدارته إلى دراسة ما إذا كان ينبغي تصنيف بعض فروع جماعة الإخوان كمنظمات إرهابية أجنبية وفرض عقوبات عليها ككيانات إرهابية عالمية، باهتمام واسع فى وسائل الإعلام الأمريكية.
يمهد لقيود سفر وقيود اقتصادية واسعة على المستهدفين
صحيفة نيويورك تايمز قالت إن قرار ترامب الذى من شأنه أن يفرض قيوداً واسعة على السفر وقيود اقتصادية أخرى هو استئناف لمساعى بدأها الرئيس الأمريكى خلال فترته الرئاسية الأولى.
ورغم أن القرار لا يتخذ إجراءً فورياً ضد فروع التنظيم المستهدفة، إلا أ أن ترامب وجه مسئوليه بتقديم تقرير قم اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة ضد فروع التنظيم المذكورة.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه إذا مضت إدارة ترامب قدمًا في تصنيفاتها الإرهابية مستخدمةً تصنيف «منظمة إرهابية أجنبية»، فسيتم فرض عقوبات مالية كبيرة على هذه الجماعات وشركائها. وسيتم تجميد أي أصول أو ممتلكات قد تكون لديهم في الولايات المتحدة، وسيُجرّم هذا التصنيف تقديم الدعم المادي لهم، ما يمنع المواطنين والشركات والمؤسسات الأمريكية من التعامل معهم.
من جانبها قالت صحيفة واشنطن بوست إن هذا التصنيف سيسمح للولايات المتحدة باستهداف التمويلات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها لهذه الجماعات، وجمع المعلومات العسكرية عنها، وملاحقة الأفراد الذين يُعتقد أنهم قدموا "دعماً مادياً" لفروع الإخوان التي تحمل التصنيف الإرهابي.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار ترامب الصادر يوم الاثنين، وبخلاف الجهود المبذولة في ولايته الأولى، يدعو إلى تصنيف فروع محددة من جماعة الإخوان كتنظيمات إرهابية، حيث تتشارك فروع الجماعة الأساس الأيديولوجي، وإن كانت تفتقر إلى وحدة تنظيمية دولية، بحسب الصحيفة.
دعم ديمقراطى لجهود تصنيف الإخوان جماعة إرهابية
من ناحية أخرى، توقعت مجلة نيوزويك أن يحظى قرار ترامب بدعم بعض الديمقراطيين، مشيرة إلى أن العديد منهم شارك فى رعاية تشريع لتصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا فى الكونجرس. ووقع خمسة ديمقراطيون على مشروع قانون " التصنيف الإرهابى للإخوان المسلمين لعام 2025" الذى قدمه الجمهوريان السيناتور تيد كروز والنائبة ماريو دياز بالارت.
وكان الديمقراطيون الخمسة هم: سيناتور بنسلفانيا جون فيترمان، والنائب جوش جوتيمير، والنائب توم سوزى والنائب جاريد موسكويتر والنائب جريج لاندسمان.
وكان موسكويتز قد حث ترامب فى خطاب أرسله إلى إدارته، فى يونيو الماضى، على إجراء تحقيق شامل لتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا، موضحاً أن هذه الخطوة ستعزز قدرة وكالات الأمن والاستخبارات الأمريكية على تعطيل شبكات التمويل وأنشطة التجنيد المرتبطة بفروع الجماعة.
وأشار النائب إلى أن جماعة الإخوان لها تاريخٌ موثّق في الترويج للأيديولوجيات المتطرفة ودعم الأنشطة الإرهابية من خلال فروعها المختلفة،، مشيراً إلى تنصيفها منظمة إرهابية فى منطقة الشرق الأوسط فى ظل التهديد الخطير الذى تشكله.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة ناشيونال إنترست تعليقاً على جهود إدارة ترامب لملاحقة جماعة الإخوان، إن تصنيفها منظمة إرهابية يجب أن يكون ركيزةً أساسيةً في البنية الأمنية الناشئة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن السؤال المطروح فى ظل الجهود الأمريكية الراهنة، لا يكمن فيما إذا كان هذا التصنيف ضرورةً ملحةً في الشرق الأوسط، بل هل سيؤدى تطبيقه مع شركاء الولايات المتحدة الإقليميين إلى فوائد أمنية ويقلل من اضطراب السياسة الداخلية.
الإخوان شبكة عالمية مترابطة ذات روابط راسخة بالتطرف العنيف
وأشار التقرير إلى أن جماعة الإخوان ليست مجرد حركة سياسية، بل هي شبكة عالمية مترابطة ذات روابط راسخة بالتطرف العنيف، ولفتت إلى تأكيد مدير FBI الأسبق روبرت مولر أمام الكونجرس من قبل أن عناصر من جماعة الإخوان، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها قد دعمت الإرهاب
ورغم تحذير بعض المنتقدين للجهود الامريكية من أن الحظر قد يزعزع استقرار السياسة الإقليمية، لكن الواقع أكثر تعقيدًا، وفقاً للمجلة. فقد صنفت مصر السعودية والإمارات والبحرين وروسيا جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وهذه الدول لا تتحرك بمعزل عن غيرها؛ بل تستجيب لتاريخ الإخوان الموثّق في دعم العنف عند الضرورة السياسية، مع الحفاظ على واجهة اللاعنف وسياسات المعارضة السلمية.
ورأى تقرير ناشيونال إنترست إن مفتاح التنفيذ الناجح للخطط الأمريكية ليس في العمل الأحادي، بل في استراتيجية منسقة مع الشركاء الإقليميين الذين يشاركون الولايات المتحدة مخاوفها الأمنية.
