الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 01:08 ص

إسدال الستار.. إغلاق صناديق الاقتراع فى 13 محافظة بانتخابات مجلس النواب.. إشادة حقوقية بنزاهة الإجراءات ومشاركة حاشدة للمرأة وعمال المناطق الصناعية.. وبدء أعمال الفرز لرسم ملامح الغرفة التشريعية الجديدة

إسدال الستار.. إغلاق صناديق الاقتراع فى 13 محافظة بانتخابات مجلس النواب.. إشادة حقوقية بنزاهة الإجراءات ومشاركة حاشدة للمرأة وعمال المناطق الصناعية.. وبدء أعمال الفرز لرسم ملامح الغرفة التشريعية الجديدة انتخابات
الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025 09:00 م
أسدل الستار رسميًا على المشهد الأخير من انتخابات مجلس النواب 2025، حيث أغلقت 5287 لجنة فرعية موزعة على 13 محافظة أبوابها، معلنة انتهاء عمليات التصويت فى المرحلة الثانية والأخيرة، لتبدأ فورًا عمليات الفرز داخل اللجان الفرعية، وقد وثقت تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، وعلى رأسها "ائتلاف نزاهة" والائتلاف المصرى لحقوق الإنسان والتنمية، يومًا انتخابيًا حافلًا بالمتغيرات، بدأ بهدوء نسبى فى الصباح الباكر، وتصاعدت وتيرته مع انتصاف النهار بدخول كتل تصويتية ثقيلة من العمال والموظفين، لينتهى بمشهد ديمقراطى مستقر لم تعكره أى خروقات جسيمة، وسط إجراءات تأمينية ولوجستية محكمة ضمنت سلامة العملية الانتخابية حتى اللحظات الأخيرة.
 
وقد رسمت غرف عمليات المنظمات المتابعة للمشهد "بانوراما" متكاملة لسير اليوم الثانى، حيث أكد المراقبون أن مؤشر الإقبال اتخذ منحنى تصاعديًا لافتًا؛ فبعد بداية هادئة تصدرها كبار السن فى الريف والمدن، شهدت فترة الظهيرة وما بعدها "زحفًا عماليًا" غير مسبوق، رصده الائتلاف المصرى لحقوق الإنسان بوضوح فى محيط المناطق الصناعية الكبرى، مثل العاشر من رمضان بالشرقية، وقويسنا بالمنوفية، والمحلة الكبرى بالغربية، ومسطرد بالقليوبية، حيث توافد الآلاف من عمال المصانع للإدلاء بأصواتهم قبل أو بعد ورديات العمل، ما أنعش نسب المشاركة بشكل ملحوظ وغير المعادلة التصويتية فى تلك الدوائر الساخنة.
 
وكما بدأت الانتخابات بلمسة نسائية، انتهت بتصدر واضح للمرأة المصرية للمشهد، حيث أكدت غرفة عمليات المجلس القومى للمرأة، مدعومة بشهادات المتابعين الدوليين، أن السيدات كن "الحصان الرابح" فى الرهان على الكثافة التصويتية، خاصة فى محافظتى دمياط والشرقية، اللتين شهدتا طوابير نسائية ممتدة حتى ساعات المساء الأولى، ولم يقتصر المشهد على المرأة والعمال فحسب، بل سجل "المرصد التونسى لحقوق الإنسان" حضورًا لافتًا للشباب من الجنسين، معتبرًا أن مشاركة الفئات العمرية الصغيرة بهذه الأعداد تعكس نضجًا سياسيًا مبشرًا، وتؤكد أن الشباب باتوا يدركون دورهم المحورى فى تشكيل المجالس النيابية.
 
ومن الظواهر التنظيمية والمجتمعية التى استوقفت البعثة الدولية لـ "ائتلاف نزاهة" حتى الدقائق الأخيرة، ظاهرة "الاستعلام الرقمى الشعبي"، حيث تحول محيط اللجان فى المناطق المكتظة كدوائر القاهرة (المرج، السلام، عين شمس) إلى خلايا عمل تطوعية، قادها شباب متطوعون لمساعدة كبار السن والسيدات فى معرفة أرقام لجانهم عبر الهواتف المحمولة، للتغلب على التكدس وتسهيل انسيابية الحركة، وهو ما عكس حالة من التكاتف المجتمعى لإنجاح العرس الانتخابى، وقد تزامن ذلك مع إشادة واسعة من المنظمات بالاستجابة الفورية للهيئة الوطنية للانتخابات لكافة الملاحظات التى تم رصدها، سواء المتعلقة بالتجهيزات اللوجستية كالمظلات والكراسى المتحركة، أو التعامل الحازم مع محاولات خرق الصمت الانتخابى التى تلاشت تدريجيًا مع مرور ساعات اليوم.
 
وفيما يتعلق بالانضباط الأمنى والإجرائى، أجمعت تقارير مؤسسة "ماعت" و"مصر السلام" على أن العملية الانتخابية سارت فى "بيئة آمنة" بامتياز، حيث نجحت قوات التأمين فى فرض طوق أمنى هادئ حول اللجان سمح بمرور الناخبين بسلاسة، مع التصدى الحاسم لأى محاولات فردية للتأثير على الناخبين أو توجيههم خارج اللجان، وقد رصد المراقبون التزام القضاة ورؤساء اللجان بالمعايير القانونية الدقيقة، بدءًا من التحقق من الهويات، ومرورًا بضمان سرية الاقتراع خلف الستائر، ووصولًا إلى إجراءات الغلق الآمن للصناديق بالشمع الأحمر أو الأقفال البلاستيكية المرقمة، تمهيدًا لبدء عمليات الفرز بحضور مندوبى المرشحين والقوائم.
 
ومع إغلاق باب التصويت، ينتقل المشهد الآن من ساحات الاقتراع إلى غرف الفرز، حيث يعكف القضاة المشرفون على حصر الأصوات الصحيحة والباطلة، وتجميع النتائج فى اللجان العامة، تمهيدًا لإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات للنتائج النهائية، لتطوى مصر بذلك صفحة المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025، التى شهدت تنافسًا قويًا بين 1316 مرشحًا فرديًا والقوائم الانتخابية، فى عملية ديمقراطية أكدت المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية أنها اتسمت بقدر عالٍ من الشفافية والنزاهة، وعكست إرادة حقيقية لدى الناخبين فى اختيار ممثليهم تحت قبة البرلمان.

الأكثر قراءة



print