الإثنين، 17 نوفمبر 2025 10:23 م

أزمة الغاز فى أوروبا تزداد عمقا مع دخول شتاء قارس البرودة.. هل تكفى الاحتياطيات المتوفرة بعد تقليص الاعتماد على الغاز الروسي؟.. وتساؤلات حول تمكن الاتحاد الأوروبى من تأمين احتياجاته وسط تحديات الطاقة

أزمة الغاز فى أوروبا تزداد عمقا مع دخول شتاء قارس البرودة.. هل تكفى الاحتياطيات المتوفرة بعد تقليص الاعتماد على الغاز الروسي؟.. وتساؤلات حول تمكن الاتحاد الأوروبى من تأمين احتياجاته وسط تحديات الطاقة الغاز الطبيعى
الإثنين، 17 نوفمبر 2025 05:00 م
فاطمة شوقى
مع اقتراب فصل الشتاء في أوروبا، تزداد التساؤلات حول مدى قدرة القارة على تأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي، خاصة في ظل التوترات المستمرة جراء الحرب في أوكرانيا وتراجع الاعتماد على  الغاز الروسى. بعد سنوات من الاعتماد شبه الكامل على الإمدادات الروسية، تبدو أوروبا الآن أمام تحدي تأمين بدائل مستدامة.
 
وفي هذا السياق، تُعد احتياطيات الغاز والتوسع في استيراد الغاز الطبيعي المسال (GNL) من أبرز الحلول المطروحة لمواجهة فصل الشتاء القاسي. فهل ستكون الاحتياطيات المتوافرة كافية لضمان استمرارية الإمدادات خلال الأشهر الباردة المقبلة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير.
 
ومع دخول الاتحاد الأوروبي رابع شتاء على التوالي منذ بداية الحرب في أوكرانيا، يعيش القارة تحديات جديدة تتعلق بتأمين إمدادات الطاقة. ففي خطوة حاسمة لتقليص الاعتماد على الغاز الروسي، قرر الاتحاد الأوروبي إنهاء استيراد الغاز الروسي بشكل تدريجي. وعلى الرغم من ذلك، لا يزال العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الإمدادات الغازية لضمان تلبية احتياجاتها خلال فصل الشتاء، الذي يعتبر الأكثر صعوبة في ظل موجات البرد الشديدة.
 
وبحسب آخر تقرير صدر عن الشبكة الأوروبية لمشغلي شبكات الغاز (ENTSOG)، فإن احتياطيات الغاز في أوروبا لموسم الشتاء المقبل تصل إلى 86 مليار متر مكعب، أي أقل قليلاً من الاحتياطيات التي تم تخزينها في الشتاء الماضي والتي كانت تصل إلى 98 مليار متر مكعب. ورغم أن نسبة تخزين الغاز بلغت 83% من السعة الإجمالية، إلا أن العديد من الخبراء يحذرون من أن هذه الاحتياطيات قد تكون غير كافية إذا تعرضت أوروبا لشتاء قارس أو شهدت تقلبات شديدة في درجات الحرارة.
 
 
 
احتياطيات الغاز والسيناريوهات المستقبلية:
يُظهر التقرير أن الاحتياطيات المخزنة في الأنابيب والمستودعات تحت الأرض ستلعب دورًا أساسيًا في تأمين الإمدادات في الشتاء المقبل. ففي حال كانت درجات الحرارة ضمن المعدلات الطبيعية، من المتوقع أن تظل الاحتياطيات عند أكثر من 30% حتى نهاية الشتاء. أما في حال تم قطع الإمدادات الروسية بشكل كامل، مع توقعات لدرجات حرارة معتدلة، فإن الاحتياطيات ستظل فوق الـ30% حتى نهاية الموسم الشتوي.
 
لكن التحدي الأكبر سيظهر في حال حدوث شتاء قارس، حيث يُتوقع أن تنخفض إمدادات الغاز الطبيعي المسال (GNL) بسبب زيادة الطلب العالمي، مما سيجبر أوروبا على الاعتماد بشكل أكبر على الاحتياطيات المخزنة. في هذا السيناريو، قد تنخفض الاحتياطيات إلى حوالي 11% بحلول نهاية الشتاء، وهو ما يُثير القلق بشأن استدامة الإمدادات وضرورة استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال لتعويض الفاقد.
 
 
 
الغاز الطبيعي المسال (GNL) وتحديات الإمدادات:
مع تراجع الإمدادات الروسية، أصبح الغاز الطبيعي المسال (GNL) هو الخيار البديل الأكثر أهمية بالنسبة لأوروبا. لكن تزايد الاعتماد على GNL يحمل تحديات كبيرة، أبرزها ضرورة ضمان الإمدادات الكافية لتفادي نفاد الاحتياطيات بنهاية الشتاء. حيث يعاني سوق الغاز الطبيعي المسال من تقلبات كبيرة في الأسعار، بالإضافة إلى تحديات لوجستية مرتبطة بنقل الغاز عبر المحطات البحرية.
 
يتعين على الدول الأوروبية زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال لضمان تلبية الطلب المتزايد، خاصة في ظل التنافس العالمي على هذه الإمدادات. فحتى مع استثمارات ضخمة في بنية تحتية لاستقبال الغاز المسال، قد تواجه بعض الدول تحديات في تأمين كميات كافية من الغاز، مما يهدد استقرار الطاقة في المنطقة.
 
 
 
الحلول والسيناريوهات الممكنة:
في مواجهة هذا التحدي، تعمل الدول الأوروبية على تعزيز التعاون في مجال الطاقة، من خلال تنويع مصادر الإمداد، وزيادة استثمارات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى توسيع شبكة الغاز في القارة لضمان التنوع في المصادر. كما تسعى بعض الدول إلى توقيع اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من دول أخرى، مثل الولايات المتحدة ، لتفادي الاعتماد على الإمدادات الروسية.

 


الأكثر قراءة



print