الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 07:23 م

كارثة صحية تهدد أوروبا.. إنفلونزا الطيور تفتك بالملايين وتدمر أسواق الدواجن.. إسبانيا تفرض حظر على حرية الدواجن لمنع انتشاره.. إعدام ملايين الطيور فى ألمانيا.. والحكومات تلجأ لتشديد الإجراءات والبحث عن لقاحات

كارثة صحية تهدد أوروبا.. إنفلونزا الطيور تفتك بالملايين وتدمر أسواق الدواجن.. إسبانيا تفرض حظر على حرية الدواجن لمنع انتشاره.. إعدام ملايين الطيور فى ألمانيا.. والحكومات تلجأ لتشديد الإجراءات والبحث عن لقاحات انفلونزا الطيور
الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 05:00 م
كتبت فاطمة شوقى
تعيش أوروبا حالة من الاستنفار الصحى غير المسبوق بعد تفشى فيروس إنفلونزا الطيور بشكل متسارع فى العديد من الدول، خاصة إسبانيا وألمانيا، حيث تزداد المخاوف من تأثيرات هذه الأزمة على قطاع الدواجن والأسواق الزراعية بشكل عام، وقد تضاعفت التحذيرات بشأن السلالة الحالية من الفيروس، التى تعتبر الأكثر فتكًا وانتشارًا منذ عقد من الزمن، ما يهدد باضطرابات كبيرة فى إنتاج الدواجن وارتفاع أسعار الغذاء.
 
 

إسبانيا تعلن إجراءات صارمة للحد من تفشى الفيروس

فى خطوة عاجلة لمكافحة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور فى مزارعها، أعلنت إسبانيا فرض حظر على حركة الدواجن فى 1199 بلدية عبر مختلف المناطق، بما فى ذلك الأندلس وكتالونيا وأراجون، وهى مناطق عالية الخطورة. وتستهدف الإجراءات الجديدة، التى تم إقرارها من قبل وزارة الزراعة الإسبانية، إبقاء الدواجن فى أقفاص مغلقة، مع تعزيز المراقبة والتوعية للحد من فرص انتقال الفيروس.
 
 
وأشار وزير الزراعة الإسبانى، لويس بلاناس، إلى ضرورة الحفاظ على الهدوء والمسؤولية خلال هذه الأزمة، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تهدف إلى السيطرة على التفشى السريع للفيروس، الذى أسفر عن إعدام نحو 2.5 مليون دجاجة حتى الآن فى عدة مناطق.
 
 

تداعيات اقتصادية خطيرة

تُظهر البيانات الأولية أن الأسواق فى إسبانيا بدأت تشهد ارتفاعًا ملحوظًا فى أسعار المنتجات الزراعية المشتقة من الدواجن، خاصة البيض، الذى ارتفع سعره بشكل لافت بسبب الإعدام الواسع للطائرات المصابة بالفيروس. وعلى الرغم من أن إنتاج اللحوم الداجنة فى المزارع المغلقة أقل تأثرًا بالفيروس، إلا أن المخاوف تزداد من ارتفاع الأسعار وتأثر العرض والطلب.
 
 
تتراوح تقديرات خسائر الإنتاج فى مزارع الدواجن الإسبانية بين الملايين من الطيور المذبوحة، ما يزيد من الضغط على الأسواق التى تواجه تحديات إضافية نتيجة لانتشار المرض.

تفشى الوباء فى أوروبا: أزمة صحية واقتصادية

لا تقتصر أزمة إنفلونزا الطيور على إسبانيا وحدها، إذ تعانى العديد من الدول الأوروبية من تفشيات مشابهة. فى المجر، تم الإعلان عن تفشٍ كبير فى إحدى مزارع البط بمدينة سولنوك، حيث تم إعدام جميع الطيور المصابة كإجراء احترازي. كما أعلنت كل من ألمانيا وفرنسا وهولندا عن إصابات متزايدة، وفرضت دول أخرى مثل النمسا وبولندا والدنمارك حالة تأهب فى مزارعها وأسواق الطيور.
 
 
وفى ألمانيا، اضطرت السلطات إلى إعدام أكثر من نصف مليون طائر بعد اكتشاف بؤر متعددة للفيروس فى مزارع الدجاج والبط، مما دفعها إلى فرض قيود على نقل الطيور والبيض فى عدة مناطق. هذه الإجراءات جاءت فى وقت حساس مع بداية فصل الخريف، حيث بدأت الطيور المهاجرة فى العودة إلى أوروبا، ما يزيد من احتمالات انتشار الفيروس.
 
 

السلالة الأكثر فتكًا: تهديد للصحة العامة

السلالة الحالية التى يسببها فيروس H5N1 تعتبر الأكثر عدوى والأشد فتكا، وتؤثر بشكل كبير على الطيور البرية والمائية. وفقًا لمنظمة الصحة الحيوانية العالمية، تتميز هذه السلالة بقدرتها العالية على التحور والتكيف مع الطيور البرية، ما يجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة. كما حذرت المنظمة من أن هناك خطرًا حقيقيًا من انتقال الفيروس إلى البشر، رغم أن الحالات البشرية لا تزال نادرة.
 
 

الجهود الأوروبية للتصدى للأزمة

تسعى المفوضية الأوروبية إلى التنسيق بين الدول الأعضاء عبر خطط طوارئ مشتركة تشمل تعزيز برامج التحصين فى المزارع، ومراقبة مسارات الطيور المهاجرة، وتشديد القيود على نقل الطيور ومنتجاتها. كما نصحت المنظمة الأوروبية لسلامة الغذاء (EFSA) المستهلكين بطهو الدواجن جيدًا واتباع معايير النظافة فى المطابخ لتجنب أى مخاطر محتملة.
 
 

التحديات المستقبلية

فى الوقت الذى تتسارع فيه الجهود للحد من تفشى إنفلونزا الطيور فى أوروبا، يبقى الشتاء المقبل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدول على احتواء الفيروس. مع استمرار حركة الطيور المهاجرة وارتفاع استهلاك الدواجن خلال موسم الأعياد، ستكون المزارع الأوروبية تحت ضغط كبير. كما أن الخبراء يدعون إلى ضرورة التعاون الدولى وتكثيف الاستثمارات فى البحث عن لقاحات وطرق أكثر فعالية للسيطرة على هذا المرض، لتفادى تكرار الأزمات الصحية والاقتصادية التى تعرضت لها أوروبا فى السنوات الماضية.

 


الأكثر قراءة



print