الأحد، 02 نوفمبر 2025 04:20 ص

المتحف المصرى الكبير يبهر العالم.. اندبندنت: فخر أفريقيا الثقافى.. أسوشيتيد برس: مشروع ضخم يعزز السياحة والاقتصاد.. دويتشه فيله: رمزٌ جديدٌ للهوية الوطنية المصرية.. ومؤرخ لـBBC: يحدث ثورة فى علم المتاحف

المتحف المصرى الكبير يبهر العالم.. اندبندنت: فخر أفريقيا الثقافى.. أسوشيتيد برس: مشروع ضخم يعزز السياحة والاقتصاد.. دويتشه فيله: رمزٌ جديدٌ للهوية الوطنية المصرية.. ومؤرخ لـBBC: يحدث ثورة فى علم المتاحف
السبت، 01 نوفمبر 2025 09:00 م
اهتمت الصحف العالمية الصادرة اليوم بتسليط الضوء على افتتاح المتحف المصرى الكبير، وصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية فى تقرير أعده مراسل السفر الشهير لديها سيمون كالدر تحت عنوان "المتحف المصري الكبير يُفتتح أخيرًا" ، المتحف الكبير بأنه فخر أفريقيا الثقافي واعتزازها، وقالت إن هذا البناء الجديد المبهر بالقرب من أهرامات الجيزة، يعكس هندستها الخالدة. ومن المتوقع ان يجذب الآلاف خاصة وإنه اجتذب بالفعل العديد من السياح حتى قبل افتتاحه.
 
وقال معد التقرير إنه كان واحد من بين هؤلاء الذين زاروه قبل افتتاحه بعامين، ووصف أن التجربة كانت تستحق لاسيما وأنه استمتع بضخامة المكان والتأمل في تمثال رمسيس الثاني، الذي يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا، والذي أُنقذ من موقعه السابق خارج محطة قطار القاهرة.
 
وأضاف الكاتب أنه أخيرًا، سيُكشف النقاب عن التسلسل الزمني المُذهل لآلاف السنين في مصر تحت حكم الفراعنة في محيطٍ خلاب. يُطلق عليه وزير الطيران والسياحة السابق، شريف فتحي، اسم "هدية مصر للعالم". أما هو فأُطلق عليه اسم فخر أفريقيا الثقافي واعتزازها.
 
وقالت الصحيفة إن المتحف المصري الكبير يُعدّ أكبر متحف في العالم. ومساحته تتجاوز مساحة مدينة الفاتيكان، لافتة إلى أن عدد القطع الأثرية المُذهل مُذهل - يتجاوز بكثير إجمالي القطع في متحف اللوفر (الذي استُنزف قليلاً الآن بعد السرقة المؤسفة الأخيرة من القصر الباريسي).
 
وحول ساعات العمل، فوصفتها الصحيفة بالسخية إذ يفتح أبوابه من التاسعة صباحًا حتى السادسة مساءً يوميًا، وتُمدَّد يومي السبت والأربعاء حتى التاسعة مساءً. ومن حسن الحظ: لو خصصتَ دقيقة واحدة لتأمل كل قطعة من القطع الخمسين ألفًا المعروضة، لاستغرقت 12 أسبوعًا لمشاهدتها.
 
وسيركز معظم الزوار، بالطبع، على القطع الأثرية المهمة - بدءًا من مجموعة توت عنخ آمون. بعد عطلة نهاية أسبوع حافلة بالساسة من مختلف أنحاء العالم والاستعراضات، وسيُفتتح المتحف للجمهور يوم الثلاثاء، 4 نوفمبر. ويصادف هذا اليوم الذكرى السنوية الثالثة بعد المائة لافتتاح عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر لمقبرة الفرعون المفقودة عام 1922 في الأقصر.
مشروع ضخم يهدف لتعزيز صناعة السياحة فى مصر
 
ومن ناحية أخرى، قالت وكالة "الأسوشيتيد برس" الأمريكية إن مصر تفتح اليوم السبت المتحف المصرى الكبير الذي طال انتظاره، وهو أكبر متحفٍ في العالم مُخصّصٍ لحضارةٍ قديمة، وهو مشروعٌ ضخمٌ يهدف أيضًا إلى تعزيز صناعة السياحة في البلاد واقتصادها.
 
وبعد عقدين من العمل، تضيف الوكالة، يُعرض المتحف، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة وأبو الهول، أكثر من 50 ألف قطعةٍ أثريةٍ تُفصّل الحياة في مصر القديمة. وسيعرض المتحف المجموعة الكاملة من كنوز مقبرة الملك توت عنخ آمون الشهيرة لأول مرة منذ اكتشافها عام 1922.
 
وقالت الوكالة إن المتحف، المعروف باسم  GEMأو الجوهرة يُعد واحدًا من عدة مشاريع ضخمة تبناها الرئيس السيسي منذ توليه منصبه ، حيث شرع في استثمارات ضخمة في البنية التحتية بهدف إنعاش اقتصاد تضرر بشدة من الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة الربيع العربي عام 2011.
 
وصرح رجل الأعمال المصري السير محمد منصور، عضو مجلس أمناء المتحف المصري الكبير، بأنه من المتوقع أن يجذب المتحف 5 ملايين زائر سنويًا. وهذا من شأنه أن يضعه في مصاف أكثر المتاحف شعبية في العالم. في عام 2024، على سبيل المقارنة، حقق متحف اللوفر في باريس 8.7 مليون زيارة، والمتحف البريطاني 6.5 مليون زيارة، ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك 5.7 مليون زيارة.
 
وقال منصور لوكالة أسوشيتد برس: "سيكون لهذا تأثير هائل" على الاقتصاد.
 
ورحبت الحكومة بالافتتاح الكبير باحتفالات مستلهمة من  الفراعنة. وفي ليلة الجمعة، صنعت مئات الطائرات بدون طيار عرضًا ضوئيًا في السماء لقناع الملك توت عنخ آمون وعربته الحربية، بالإضافة إلى قطع أخرى من أشهر مقتنيات المتحف. وبثت وسائل الإعلام أغاني شعبية مصرية مصحوبة بمقاطع فيديو تُظهر تماثيل فرعونية راقصة.
 
أُعلن يوم السبت عطلة رسمية، وشُددت الإجراءات الأمنية في القاهرة. وشُيّد مسرح في فناء المتحف حيث ستؤدي أوركسترا وموسيقيون لاحقًا ما وصفته وسائل الإعلام المصرية بأنه "سيمفونية عالمية للإنسانية".
 
وأُغلق المتحف، الذي كان مفتوحًا جزئيًا منذ العام الماضي، خلال الأسبوعين الماضيين للاستعدادت النهائية.
 
رمز جديد للهوية الوطنية المصرية
 
قالت شبكة دويتشه فيله الألمانية إن المتحف المصرى الكبير يعد رمزا جديد للهوية الوطنية المصرية، معتبرة فى تقرير مصور لها أنه يمثل علامة فارقة في النهضة الثقافية المصرية.
 
وفى التقرير المصور، قالت الشبكة إن المتحف المصري الكبير، يقع بجانب رمزا مميزا قديما لمصر وهو أهرامات الجيزة، وسيفتتح بالكامل في 4 نوفمبر.
 
ويضم المتحف، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك جميع كنوز مقبرة توت عنخ آمون البالغ عددها 5,600 قطعة، ويوفر مساحةً ومرافق بحثيةً ورعايةً عصرية. وقالت الشبكة الألمانية إن مصر تهدف إلى تعزيز السياحة بنسبة تصل إلى 20%، من خلال إبراز تراثها وقدراتها العلمية.
وأشارت الشبكة إلى أن قرابة 18 مليون سائح من المتوقع أن يزورا مصر خلال 2025، ونقلت عن أحد مدراء المتحف توقعه زيادة عدد السائحين بعد افتتاح المتحف.
 
وقال التقرير إنه يمكن العثور على كنوز مصر التاريخية في متاحف شهيرة حول العالم. ولكن  تلك التي حوزة مصر، أصبح لديها أخيرًا مؤسسة تتسع لها وتحفظها وتليق بها.
 
المتحف المصري الكبير ثورة في علم المتاحف
 
قال الدكتور بسام الشماع، المؤرخ والمحاضر ، في تصريحات لبي بي سي عربي، إن نظام العرض داخل المتحف المصري الكبير يمثل تطبيقاً عملياً لعلم حديث يعرف بـ "الميوزيولوجي" أو "علم المتاحف".
 
موضحاً: "لقد تجاوزنا المفهوم التقليدي للمتحف باعتباره مجرد مبنى تعرض فيه الآثار، ليصبح تجربة معرفية وإنسانية شاملة".
 
وأوضح المؤرخ أن طريقة العرض داخل المتحف تعتمد على الإضاءات غير المباشرة، مع توظيف الضوء الطبيعي لتسليط التركيز على قطع محددة، ما يخلق تجربة بصرية فريدة.
 
وضرب مثالاً بالمنظومة الفلكية التي تحاكي ظاهرة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل، حيث تتسلل الأشعة عبر فتحة صغيرة فوق المدخل لتضيء وجه تمثال رمسيس الثاني العملاق الذي يزن 83 طناً، في يومين محددين من كل عام، مؤكداً أن هذه الفتحة "ليست صدفة أو كسراً"، بل "تصميم هندسي عبقري مقصود".
 
وأضاف الشماع أن للمتحف الجديد بعداً اجتماعياً مهماً، إذ أصبح "وجهة جاذبة للأسرة بالكامل"، وقال "في السابق كانت زيارة المتحف تقتصر على الكبار، أما الآن فوجود متحف للأطفال يسمح للصغار بالتفاعل مع العجلات الحربية والمشاركة في تجارب تفاعلية تعليمية وترفيهية، تجعل الزيارة يوما متكاملاً للأسرة كلها".
 
كما طالب الدكتور الشماع، السلطات المصرية، باسترداد الكنوز الأثرية التي جرى تهريبها أو إهداؤها في حقب سابقة، وقال الشماع إن المتحف يمثل رسالة إلى العالم بأن "الآثار المصرية مكانها الأراضي المصرية".

print