عملات افتتاح المتحف المصرى الكبير
ونجد أن شعار المتحف المصري الكبير ليس مجرد تصميم، بل حكاية بصرية تربط الماضي بالحاضر، كل خط وزاوية مستوحاة من تصميم المتحف المعماري، لتعكس أفق هضبة الجيزة والهندسة الخالدة للأهرامات، فهو رمز يجسد الجسر بين ماضي مصر ومستقبلها.
على وجه العملة يلتقي شعار المتحف الذي يشبه شعاع الشمس في تصميم فني يختصر فكرة المتحف كلها، ليؤكد أن الحضارة المصرية لا تزال قادرة على أن تدهش العالم، وأن تعيد تعريف الجمال كل مرة بلغة مختلفة، ولهذا تحول الشعار من تصميم هندسي على الورق إلى رمز خالد محفور في المعدن الثمين، ومن مجرد هوية بصرية إلى أيقونة وطنية تجسد رؤية مصر لمستقبل الثقافة والتراث.

واجهة المتحف المصرى الكبير
اختيار واجهة المتحف المهيبة لتكون رمزًا على العملة لم يأت صدفة، بل لأنها تمثل وجه مصر الحضارى الجديد، وجسرًا بين مجد الأجداد وإبداع الأحفاد، لتصبح العملة فى حد ذاتها قطعة فنية تروى قصة صرح يليق بعظمة التاريخ المصرى.
فقبل أن يعبر الزائر بوابة المتحف متجهًا إلى البهو العظيم حيث يقبع تمثال الملك رمسيس الثاني، يتوقف أمام الواجهة المهيبة التي تخطف الأنظار بجمالها وبساطتها في آن واحد، وتبلغ واجهة المتحف 600 متر عرضًا و45 مترًا ارتفاعًا، وقد نفذت بأيادٍ مصرية وخامات محلية خالصة، في رسالة قوية للعالم أن الأحفاد يسيرون على خطى الأجداد.
وقد تم كسوتها بالرخام المصري المستخرج من محاجر سيناء، وهو الرخام ذاته الذي استخدمه المصري القديم في نحت تماثيله ومعابده، وكأن المتحف يواصل اللغة الجمالية نفسها التي تحدث بها الفراعنة منذ آلاف السنين.
أما أجناب المدخل الرئيسي، فهي تزدان بخراطيش ملوك مصر القديمة التى تفتح ذراعيها مرحبةً بزوار الحضارة.

أول مسلة معلقة في العالم
كما اختيرت المسلة المعلقة التى توجد فى الساحة الخارجية للصرح العملاق، لتكون وجها لإحدى العملات التذكارية، ولم يكن اختيار المسلة صدفة، بل لأنها التحية الأولى التي تقدمها الحضارة لزوارها، وأول ما يلمحه القادم إلى بوابة المتحف المهيبة، حيث تمتد المساحة الهائلة كصفحة مفتوحة من التاريخ، وتنهض المسلة المعلقة كأنها توقّع باسم مصر على أبواب المستقبل.
فحين تطأ أقدام الزائر ساحة الدخول الرئيسية للمتحف، التي تمتد على مساحة 27 ألف متر مربع، تسرق المسلة الأضواء قبل أي شيء، إنها مسلة الملك رمسيس الثاني، التي جاءت من قلب مدينة صان الحجر بعد رحلة طويلة من الترميم وإعادة الاكتشاف، لتصبح أول مسلة معلقة في التاريخ.
تظهر على سطحها خرطوشة الملك رمسيس الثاني بعد أن ظلت مخفية في باطن المسلة لأكثر من 3500 عام، وكأنها تعلن ولادتها من جديد أمام أعين العالم.

تمثال الملك رمسيس الثاني
ومن بين أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تنتظر لحظة ميلادها الثاني، يبرز تمثال الملك رمسيس الثاني شامخًا في بهو المتحف، كأنه يستعيد مكانته التي لم تبرح قلب التاريخ يومًا، ولأن رمزيته تتجاوز حدود الحجر، خلد التمثال مؤخرًا على عملة تذكارية من الذهب والفضة، في إشارة بليغة إلى أن الحضارة المصرية لا تعرض فقط في القاعات، بل تسك في وجدان العالم.
واختيار صورة تمثال رمسيس الثاني لتتوسط العملة التذكارية لم يكن قرارًا شكليًا، بل تكريمًا لرحلته التي تجسد قصة مصر نفسها من مهد الحضارة في ممفيس إلى قلب العاصمة، ومن الميدان إلى المتحف.
