بين عبق التاريخ ونبض الحاضر، تستعد مصر لإرسال رسالة سلام جديدة إلى العالم، مع اقتراب موعد الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير، الحدث الثقافي والحضاري الأبرز في القرن الحادي والعشرين.
العالم كله يترقب هذه اللحظة الفارقة التي ستشهد حضور ملوك وأمراء ورؤساء دول من مختلف القارات، جاؤوا ليشاركوا مصر لحظة استثنائية، تمتزج فيها الحضارة بالأمن، والمجد بالسلام.
إن افتتاح المتحف المصري الكبير ليس مجرد احتفال أثري، بل هو مناسبة وطنية ودولية تحمل في طياتها دلالات سياسية وأمنية عميقة، تؤكد أن مصر، التي احتضنت التاريخ منذ آلاف السنين، ما زالت قادرة على أن تكون منارة استقرار في زمن يموج بالاضطرابات، فالحدث يمثل نافذة يطل منها العالم على الوجه الحقيقي لمصر، تلك الدولة التي عرفت الأمن منذ فجر الإنسانية، وأعادت ترسيخ مكانتها كرمز للأمان فى منطقة لا تهدأ.
اليوم، عندما تستضيف مصر قادة العالم على أرضها للاحتفال بميلاد المتحف الأكبر في تاريخ البشرية، فإنها لا تقدم فقط عرضًا مهيبًا لحضارتها، بل تقدم برهانًا واقعيًا على قدرتها على توفير أجواء آمنة ومستقرة، جعلت منها وجهة سياحية واستثمارية مطمئنة، فمصر التي تستقبل ملايين الزوار سنويًا، أثبتت أن الأمن لم يعد شعارًا يقال، بل واقعًا يُعاش، يلمسه كل من تطأ قدماه أرضها.
من القاهرة إلى الأقصر، ومن الإسكندرية إلى شرم الشيخ، يعيش المصريون وضيوفهم أجواءً من الطمأنينة التي قلّ نظيرها، يستطيع الزائر أن يتجول في شوارع العاصمة أو المدن السياحية في أي وقت من اليوم، ليشعر بنفسه أن مصر باتت واحدة من أكثر دول المنطقة أمنًا.
هذا ما أكده كثير من الزوار والسياح والخبراء الدوليين، وكان من أبرزهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال خلال قمة شرم الشيخ للسلام إن "مصر تتمتع بأمان واستقرار كبيرين يجعلها مثالًا يُحتذى في المنطقة"، وهي شهادة دولية تحمل ثقلها، وتؤكد ما يراه الجميع على أرض الواقع.
المتابع للشأن الداخلي يدرك أن ما تحقق في الملف الأمني لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهد متواصل وتخطيط استراتيجي محكم، قادته وزارة الداخلية التي نجحت في السنوات الأخيرة في تحقيق أعلى معدلات الضبط، مع تراجع واضح في نسب الجرائم على مستوى الجمهورية.
هذا النجاح جاء نتيجة اعتماد الدولة على كفاءات أمنية رفيعة، وتطبيق أحدث تقنيات التأمين والمراقبة والتحليل الإلكتروني، إلى جانب تطوير شامل في بنية العمل الشرطي، ما جعل من المنظومة الأمنية المصرية نموذجًا يُدرّس في المنطقة.
وتنتهج الأجهزة الأمنية سياسة الضربات الاستباقية، التي نجحت في وأد العديد من الجرائم قبل وقوعها، مستفيدة من شبكة معلومات قوية وقدرات ميدانية عالية، جعلت الأمن في مصر حاضرًا في كل شارع وزاوية، دون أن يشعر المواطن بوجوده المرهق أو المزعج، إنها معادلة التوازن بين الصرامة والإنسانية التي أتقنها رجل الأمن المصري عبر خبرته الطويلة.
وفي هذا السياق، أشاد عدد من الخبراء الأمنيين في تصريحات لـ«اليوم السابع» بجودة المنظومة الأمنية وفاعليتها في تحقيق الانضباط المجتمعي وتراجع معدلات الجريمة، حيث أكد اللواء الدكتور علاء الدين عبد المجيد، الخبير الأمني، أن مصر باتت نموذجًا يحتذى به في استخدام التكنولوجيا الأمنية الحديثة، مشيرًا إلى أن اعتماد وزارة الداخلية على تقنيات المراقبة الذكية والتحليل الفوري للبيانات ساهم في سرعة كشف ملابسات القضايا والقبض على الجناة في وقت قياسي.
بينما أوضح اللواء خالد الشاذلي، الخبير الأمني، أن ما تحقق من أمن واستقرار في مصر خلال السنوات الأخيرة يعكس تخطيطًا استراتيجيًا دقيقًا ورؤية متكاملة تعتمد على عنصرين أساسيين: الكفاءة البشرية والتطور التقني.
وأضاف أن شعور المواطنين بالأمان في كل أنحاء الجمهورية هو أبلغ رد على أي محاولات للتشكيك في قدرة الدولة على حفظ أمنها الداخلي، مشيرًا إلى أن نجاح الأجهزة الأمنية في السيطرة على معدلات الجريمة يعكس احترافية عالية في الأداء الميداني والاستخباراتي على حد سواء.
ومن قلب هذا الواقع، يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير كرسالة حضارية من مصر إلى العالم، مفادها أن الأمن والسلام لا ينفصلان عن الحضارة والتاريخ، فكما حفظت مصر آثار ملوكها منذ آلاف السنين، فإنها اليوم تحفظ حاضرها بنفس القدر من الوعي والمسؤولية.
المتحف الذي يضم كنوز توت عنخ آمون ومقتنيات لا تقدر بثمن، سيقف شاهدًا على قدرة المصريين على حماية تراثهم، وعلى إرادتهم في حماية حاضرهم ومستقبلهم.
إن مصر التي صنعت التاريخ قبل أن يكتب التاريخ نفسه، تواصل اليوم كتابة فصل جديد من فصول المجد، عنوانه الأمن والسلام، وبينما تنبض قاعات المتحف المصري الكبير بعبق الفراعنة، ستنطق جدرانه برسالة واحدة إلى العالم: أن مصر كانت وما زالت أرض الأمان، بلدًا يفتح ذراعيه للإنسانية جمعاء، يصون تاريخه، ويحمي حاضره، ويصنع غده بثقة واقتدار.