الإثنين، 27 أكتوبر 2025 06:19 م

انهيار الخدمات وانتشار المجاعة فى السودان بعد 900 يوم من الدمار.. الأمم المتحدة: معاناة هائلة تعد من أشد حالات الطوارئ عالميا.. وتؤكد: الأهالى يكافحون للبقاء على قيد الحياة و30 مليونا يحتاجون لمساعدات

انهيار الخدمات وانتشار المجاعة فى السودان بعد 900 يوم من الدمار.. الأمم المتحدة: معاناة هائلة تعد من أشد حالات الطوارئ عالميا.. وتؤكد: الأهالى يكافحون للبقاء على قيد الحياة و30 مليونا يحتاجون لمساعدات السودان
الإثنين، 27 أكتوبر 2025 02:00 م
كتبت هند المغربى
مازالت الحرب فى السودان تشكل أكبر أزمة نزوح فى العالم ومزيجا من المجاعة والوحشية والمعاناة التى تسبب فى انهيار الخدمات الأساسية ومقومات الحياة للملايين الذين يفرون يوما بعد يوم من مكان لأخر دون مأوى أو طعام أو مياه صالحة للشرب حاملين الأمراض المميتة دون فرصة للعلاج.
الأمم المتحدة قالت أن السودان إحدى أشد حالات الطوارئ فى العالم، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، منهم أكثر من 9.6 مليون نازح داخلى ونحو 15 مليون طفل، فيما تأكدت المجاعة فى أجزاء من السودان العام الماضى، ولا يزال وضع الجوع كارثيًا، والأطفال من بين الأكثر تضررًا. ارتفعت معدلات سوء التغذية بشكل حاد، ويواجه الآلاف خطر الموت الوشيك دون الحصول على مساعدات غذائية فورية.
وأضافت الأمم المتحدة أنه فى الفاشر يُحاصر أكثر من 260 ألف مدنى، بينهم 130 ألف طفل، منذ أكثر من 16 شهرًا، محرومين من الغذاء والماء والرعاية الصحية فيما انهارت المرافق الصحية، وآلاف الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم محرومون الآن من العلاج، ويواجهون خطر الموت الوشيك.
المنظمة الدولية للهجرة، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسيف، وبرنامج الأغذية العالمى أطلقوا نداء لإنقاذ الملايين فى السودان وذكروا التأثير المدمر للأزمة فى جميع أنحاء البلاد، بما فى ذلك فى دارفور والخرطوم وغيرها من المناطق المتضررة من الصراع.
وكالات الأمم المتحدة دعت بشكل عاجل إلى اهتمام دولى بالأزمة فى السودان، لمواجهة المعاناة الهائلة والمخاطر المتزايدة التى يتعرض لها السكان بعد أكثر من 900 يوم من القتال الوحشى، والانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، والمجاعة، وانهيار الخدمات الأساسية للحياة، دفعت الملايين إلى حافة البقاء على قيد الحياة، ولا سيما النساء والأطفال.
ووفق الأمم المتحدة فى عامه الثالث، دمر الصراع الوحشى خدمات أساسية كالرعاية الصحية والتعليم. 14 من أصل 17 مليون طفل فى سن الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة ونزحت مجتمعات بأكملها، وفرت عائلات لإنقاذ حياتها.
قال أوجوتشى دانيلز، نائب المدير العام للعمليات فى المنظمة الدولية للهجرة، لا يزال الوصول إلى معظم السكان المتضررين مقيدًا بشدة ويواجه العاملون فى المجال الإنسانى انعدام الأمن، والتحديات اللوجستية التى تجعل إيصال المساعدات المنقذة للحياة أمرًا بالغ الصعوبة مضيفا لا تزال الهجمات على المدنيين منتشرة على نطاق واسع، ولا تزال النساء والفتيات يواجهن مخاطر جسيمة من العنف الجنسى المرتبط بالنزاعات.
قالت كيلى ت. كليمنتس، نائبة المفوض السامى لشؤون اللاجئين، عقب زيارة لمواقع النزوح فى بورتسودان وخارج الخرطوم: السودان واحدة من أسوأ أزمات الحماية التى شهدناها منذ عقود مضيفا ملايين النازحين داخل البلاد وخارجها، والأسر العائدة لا تجد سوى القليل من الدعم فى ظل غياب الخيارات الأخرى.
وأضافت الوضع فى ولايتى دارفور وكردفان مقلق للغاية، مع تصاعد الاحتياجات الإنسانية فيما تزداد عزلة المجتمعات، ويترك انهيار الخدمات الأساسية ملايين الأشخاص فى وضع هش.
ومن جانبه قال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذى لليونيسف: "ما شهدته فى دارفور وأماكن أخرى هذا الأسبوع يُذكرنا بشدة بما هو على المحك: أطفال يواجهون الجوع والمرض وانهيار الخدمات الأساسية مضيفا أن هناك مجتمعات بأكملها تعيش فى ظروف تتنافى مع الكرامة ويعانى الأطفال من سوء التغذية، ويتعرضون للعنف، ويواجهون خطر الموت بأمراض يمكن الوقاية منها وتبذل الأسر كل ما فى وسعها للبقاء على قيد الحياة.
قالت فاليرى جوارنييرى، المديرة التنفيذية المساعدة لبرنامج الأغذية العالمي: رأيتُ مدينةً دمرتها الحرب، حيث تحتاج العائلات العائدة إلى الخرطوم إلى الغذاء والماء والخدمات الأساسية بشكل عاجل.

الأكثر قراءة



print