يعد مشروع المكتبة الرقمية من أكبر مشروعات مكتبة الإسكندرية حديثا، حيث يعمل على إتاحة الثقافة والمعرفة لقطاع عريض من الاشخاص المهتمين بالمعرفة والباحثين سواء داخل مصر أو خارجها، حيث يمكنك الاطلاع على كل سبل المعرفة دون الانتقال إلى مكان المكتبة.
مستودع الأصول الرقمية.. إتاحة أكثر من 200 ألف كتاب و35 ألف صورة
وقد دشن المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية بمكتبة الإسكندرية مؤخرا ، مستودع الأصول الرقمية لإنشاء وصيانة مجموعة المكتبة الرقمية. ويعد المستودع أرشيفًا لجميع الوسائط من كتب وشرائح وأفلام نيجاتيف وخرائط ومواد سمعية وبصرية. وهو يوفر الوصول إلى هذه المجموعة الرقمية من خلال أدوات بحث وتصفح على الإنترنت.
ويتيح الموقع حاليًّا أكثر من 210 ألف كتاب و35 ألف صورة، و جميع الكتب غير الخاضعة لحقوق النشر متوفرة لمستخدمي الإنترنت كاملةً. أما الكتب الخاضعة لحقوق النشر، فيمكن لمستخدمي الإنترنت تصفح 5% من الكتاب، بينما يتاح الكتاب كاملاً من داخل المكتبة. كما تتوفر بعض النسخ الورقية أيضًا. ويمكن البحث في جميع الكتب بالموضوع أو المؤلف أو العنوان.
المكتبة الرقمية للنقوش والخطوط .. سجل رقمى كامل للنقوش بمختلف اللغات
تعد المكتبة الرقمية للنقوش سجلاً رقميًّا للكتابات الواردة على العمائر والتحف الأثرية عبر العصور. تُعرض هذه النقوش للمُستخدم في صورة رقمية تتضمن وصفًا لتلك النقوش الواردة بمختلف اللغات من مصرية قديمة، وعربية، وفارسية وتركية ويونانية، وغير ذلك من النقوش التي وردت بالخطوط النبطي، الثمودي، والمسند. ويستطيع المستخدم- من خلال المكتبة الرقمية للنقوش- الحصول على كافة المعلومات الخاصة بتلك النقوش من حيث مكان ظهورها على الآثار أو التحف ونوع الخط المنفذ به، ومكان العثور عليها وكذا مكان حفظها، كما تم تحديد الحقبة الزمنية التي يعود إليها كل نقش، وكذلك أبعاد الأثر التي وجد عليه النقش. كما يستطيع المستخدم الحصول على وصف كامل للنقش ومشاهدة مجموعة صور فوتوغرافية وصور مفرغة لمجموعة النقوش المتاحة. ووردت أيضًا ترجمة صوتيَّة ونصيَّة لكل من هذه النقوش. وقد تم توثيق جميع النقوش ونشر المرجع العلمي الذي تناولها، حتى يستطيع المستخدم الرجوع لهذا المرجع عند احتياجه.
رقمنة كتاب "وصف مصر" .. دمج تحفة رائعة في تكنولوجيا العصر
أخذت مكتبة الإسكندرية على عاتقها مبادرة رقمنة النسخة الأصلية من كتاب وصف مصر. وقد صدر الكتاب- الذي يقع في عشرين جزءًا خلال الحملة الفرنسية على مصر عام 1798. وصف مصر هو جهد مشترك لمائة وخمسين عالمًا، بالإضافة إلى ألفي فنان وتقني كان هدفهم نقل الثقافة والحضارة المصرية بعمق وتحليل ليس له مثيل ، ولدمج هذه التحفة الرائعة في تكنولوجيا العصر، قرر المعهد الدولي للدراسات المعلوماتية رقمنة المجموعة الكاملة بواجهة إلكترونية سهلة الاستخدام وبأدوات متعددة.
إعادة إصدار كتب التراث الإسلامي الحديث .. 50 كتابا على مجموعتين
ويهدف مشروع "إعادة إصدار كتب التراث الإسلامي في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريَّيْنِ/ التاسع عشر والعشرين الميلادِيَّيْن"، إلى تقديم مختارات من تراث الفكر الإسلامي الحديث، والتعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين - التاسع عشر والعشرين الميلاديين. ويتمثل السبب الرئيسي في اختيار هذه الفترة في وجود انطباع سائد غير صحيح بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة ولم تتجاوزها.
ويسعى المشروع إلى تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة تضم هذه المختارات وإتاحتها ورقيًّا وإلكترونيًّا عبر الإنترنت. ويهدف أيضًا إلى الإسهام في تنقية صورة الإسلام من التشوهات التي تُلصق به من خلال ترجمة هذه المختارات إلى الإنجليزية والفرنسية في محاولة لسد الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي، وقد أصدرت مكتبة الإسكندرية 50 كتابًا على مجموعتين ضمن سلسلة "في الفكر النهضوي الإسلامي".
أرشيف الإنترنت:أول مركز من نوعه فى الشرق الاوسط
أما عن أرشيف الإنترنت، فهو بمثابة الذاكرة المسجلة لكلِّ صفحات المواقع الإلكترونية على شبكة الإنترنت منذ بدايتها عام 1996.
بدأ هذا المشروع في سان فرانسيسكو على يد بروستر كاهل، ثم وقع أرشيف الإنترنت اتفاقية في عام 2002ع مكتبة الإسكندرية، بموجبها تحوي المكتبة نسخة احتياطية من الأرشيف، ويتم صنع موقعين متماثلين لأرشيف الإنترنت. ونصت الاتفاقية على أن يهدي أرشيف الإنترنت الأصلي لمكتبة الإسكندرية الجيل الأول من الأجهزة التي تعمل على أرشفة المواقع الإلكترونية عام 2002، بما في ذلك نسخة من أرشيف الإنترنت الذي امتد من 1996 إلى 2001 في ذلك الوقت. وفي عام 2006، استبدلت مكتبة الإسكندرية البنية التحتية الأولية لأرشفة الإنترنت التي كانت تتسع إلى 100 تيرا بايت بتصميم أحدث تم الحصول عليه من أرشيف الإنترنت الأصلي حتى تتسع لتخزين بيانات تصل إلى 1.5يتا بايت (مليون ونصف جيجا بايتس) في 23 حاملاً؛ حيث شملت في ذلك الوقت عقدًا من المواد الأرشيفية بدءًا من عام 1996. وفي عام 2008، أضافت المكتبة سعة 4,1 بيتا بايت أخرى وفرتها عن طريق أجهزة صنعت وجمعت محليًّا. ومنذ ذلك الحين ازدادت السعة مرتين أخريين، فكان الاعتماد دائمًا على الأجهزة المجمعة محليًّا. ويتسع حاليًّا الأرشيف لتخزين 4.9 بيتا بايت من البيانات المتنوعة؛ حيث لا تستخدم لأرشفة الإنترنت فقط، بل لأرشفة مواد رقمية أخرى تتكون إلى حدٍّ كبير من المجموعة الهائلة من الكتب التي تم رقمنتها من قبل المكتبة.
يمكن الوصول إلى أرشيف الإنترنت في مكتبة الإسكندرية عن طريق جهاز (Wayback Machine) من خلال موقع (web.archive.bibalex.org)، ويتم تصفح المجموعة على نطاق واسع محليًّا وإقليميًّا دوليًّا؛ حيث يزيد عدد زيارات الموقع سنويًّا.
ويعتبر أرشيف الإنترنت بمكتبة الإسكندرية أول مركز من نوعه خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يتم تصميمه كنسخة إضافية للأرشيف الأم في سان فرانسيسكو فحسب؛ وإنما أيضًا كمركز لمنطقة إفريقيا والشرق الأوسط.
موقع ذاكرة الوطن العربى .. يحتوي على 600 كتابًا ودوريةً ومجلةً
في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على التراث ونقله للأجيال الجديدة في صورة رقمية، قامت مكتبة الإسكندرية، بالشراكة مع معهد العالم العربي، برقمنة مجموعة الكتب النادرة الخاصة بهذا الأخير والتي تحتوي على 600 كتابًا ودوريةً ومجلةً تعود إلى عام 1728 في مجالات عدة؛ من بينها الفنون والتاريخ والجغرافيا واللغويات والآداب والفلسفة والدين والعلوم التطبيقية والطب والنكنولوجيا.
وقد قامت المكتبة برقمنة تلك المجموعات باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، وإتاحتها كاملةً على شبكة الانترنت؛ حيث أدرجت بمستودع الأصول الرقمية الذي أنشأه قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع لمكتبة الإسكندرية،وتتمتع البوابة الإلكترونية للمشروع بإمكانيات للتصفح والبحث مما يسهل على المستخدم عملية الاطلاع على المجموعة.
