فى غضون أيام قليلة، تتجه أنظار العالم إلى القاهرة حيث تستعد مصر لافتتاح المتحف المصرى الكبير مطلع نوفمبر المقبل، فى حدث يوصف بأنه أكبر افتتاح ثقافى على مستوى العالم خلال القرن الحادى والعشرين.
فالمتحف، الذى يقف شامخًا على أعتاب الأهرامات، لا يمثل مجرد مبنى أثرى ضخم، بل رمزًا لنهضة وطنية جديدة تؤكد قدرة الدولة المصرية على المزج بين أصالة الحضارة وابتكار الحاضر، وترسيخ مكانتها على خريطة السياحة الدولية.
وفى الوقت الذى تتسارع فيه الاستعدادات النهائية لهذا الحدث التاريخى، دعا عدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ إلى استثمار زخم الافتتاح العالمى عبر إطلاق خطة ترويجية شاملة للسياحة المصرية، بما يعيد لمصر مكانتها كوجهة أولى لعشاق التاريخ والحضارة.
فأكد الدكتور إيهاب رمزى، عضو مجلس النواب وأستاذ القانون الجنائى، أن افتتاح المتحف المصرى الكبير فى نوفمبر المقبل يُعد "حدثًا عالميًا فريدًا" يعيد رسم خريطة السياحة الثقافية فى مصر، مشيرًا إلى أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكومة بضرورة المتابعة الدقيقة لكافة التفاصيل التنفيذية تمثل خارطة طريق واضحة للعمل.
وطالب رمزى فى بيان له الوزارات المعنية بالتنسيق الكامل لاستثمار هذا الحدث غير المسبوق، من خلال إطلاق حملة ترويجية عالمية تربط المتحف بمسار الرحلات السياحية فى مختلف المحافظات، وتطوير منظومة النقل الذكى حول المتحف لتيسير وصول الزائرين. كما دعا إلى تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص فى مشروعات الخدمات السياحية والفندقية، وإعداد برامج تدريبية للعاملين فى القطاع السياحى لرفع مستوى الخدمة بما يليق بالحدث.
وأكد أن مصر تمتلك اليوم جميع المقومات الطبيعية والبشرية لتحقيق انطلاقة قوية فى الاستثمار السياحى، مطالبًا الحكومة بتقديم المزيد من الحوافز التشجيعية للمستثمرين فى هذا القطاع الحيوى.
من جانبها، وصفت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، افتتاح المتحف المصرى الكبير بأنه "ليس مجرد حدث ثقافى عالمى، بل نقطة تحول استراتيجية تعكس ريادة مصر الحضارية وتفتح آفاقًا واسعة لاستعادة مكانتها المرموقة على خريطة السياحة الدولية".
وأكدت درويش أن نجاح المشروع القومى العملاق يتطلب تبنى وسائل غير تقليدية للترويج السياحى والثقافى، مشيرة إلى أن حسن استغلال المتحف سيحول مصر إلى مركز جذب عالمى للسياحة الثقافية.
وطرحت النائبة ثمانى وسائل مبتكرة للترويج للسياحة عبر المتحف، منها:
1- تنظيم عروض ضوئية ثلاثية الأبعاد تحكى تاريخ مصر بشكل عصرى.
2- إطلاق جولات افتراضية بالواقع المعزز لزيارة المتحف رقميًا.
3- إنتاج أفلام وثائقية وسينمائية بالتعاون مع منصات عالمية.
4- إقامة شراكات مع نجوم كرة القدم العالميين للترويج للمتحف.
5- تنظيم مهرجانات ومسابقات دولية للشباب حول الفنون والحضارة المصرية.
6- استخدام الطائرات المسيّرة فى عروض دعائية عالمية.
7- إطلاق تطبيق إلكترونى تفاعلى بلغات متعددة.
8- تنظيم معارض متنقلة فى عواصم كبرى للترويج لزيارة مصر.
وطالبت النائبة الحكومة بتبنى خطة ترويج مستدامة تشمل تنظيم مهرجان عالمى سنوى للفنون أمام المتحف، وإطلاق حملة إعلامية دولية باللغات الأجنبية للتعريف بالمتحف وكنوزه.
فى السياق ذاته، قال الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، إن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيكون "لحظة استثنائية فى التاريخ المصرى الحديث"، تتجاوز حدود الثقافة لتجسد معنى الدولة الحديثة القادرة على صون ماضيها وبناء مستقبلها.
وأضاف أن المتحف، الذى يعد أكبر متحف أثرى فى العالم مخصص لحضارة واحدة، هو ثمرة أكثر من عشر سنوات من العمل الجاد والتخطيط المتكامل الذى رعاه الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن كل ركن فيه يحمل توقيع أيادٍ مصرية عملت فى صمت وإصرار.
وأكد محسب أن المتحف سيحول منطقة الأهرامات إلى أكبر متحف مفتوح فى العالم، ما يعزز مكانة مصر كعاصمة للحضارة الإنسانية، فضلًا عن مساهمته فى توفير آلاف فرص العمل وتنشيط قطاعات النقل والفندقة والحرف اليدوية.
أما المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، فأكد أن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل "ميلاد عصر جديد من التفاعل بين الحضارة والتكنولوجيا"، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس نموذجًا فريدًا لدمج التراث بالتقنيات الحديثة مثل الواقع المعزز والافتراضى فى العرض المتحفى.
وأوضح صبور أن المتحف لن يكون فقط وجهة ثقافية، بل منصة اقتصادية وتكنولوجية تعيد تعريف العلاقة بين الثقافة والتنمية، عبر خلق فرص استثمار جديدة فى الصناعات الإبداعية والسياحة الرقمية.
وشدد النائب على أن الافتتاح المرتقب يحمل رسائل سياسية واقتصادية قوية للعالم، مفادها أن مصر قادرة على البناء والاستقرار رغم الأزمات، مؤكداً أن المتحف المصرى الكبير سيكون العنوان الأبرز للجمهورية الجديدة، حيث تتكامل فيه الرؤية الثقافية مع الاقتصادية، والتاريخ مع المستقبل.