الأحد، 12 أكتوبر 2025 05:49 م

أرض السلام.. شرم الشيخ رمز للسياسة الهادئة والدبلوماسية النشطة.. تحولت من موقع تتقاطع فيه المدافع إلى منصة تُصاغ فيها الاتفاقيات.. وتحتضن قمة وقف الحرب على غزة لتمثل بوابة جديدة للسلام

أرض السلام.. شرم الشيخ رمز للسياسة الهادئة والدبلوماسية النشطة.. تحولت من موقع تتقاطع فيه المدافع إلى منصة تُصاغ فيها الاتفاقيات.. وتحتضن قمة وقف الحرب على غزة لتمثل بوابة جديدة للسلام مطار شرم الشيخ
الأحد، 12 أكتوبر 2025 12:00 م
فى أقصى جنوب شبه جزيرة سيناء، تقف مدينة شرم الشيخ كواحدة من أكثر المدن المصرية رمزية فى تاريخ التحول من الصراع إلى السلام، فما بين عامى الحرب والانتصار، والاتفاقيات والدبلوماسية، عاشت المدينة تحولات عميقة جعلت منها عنوانًا للاستقرار بعد عقود من التوتر.
 
قبل نصف قرن، كانت شرم الشيخ موقعًا استراتيجيًا تتنازع عليه الجيوش، وتُذكر في التقارير العسكرية كأحد أهم النقاط على البحر الأحمر.
 
 
 
شهدت المدينة معارك حامية خلال حربَي 1967 و1973، حين كانت السيطرة عليها تعني امتلاك منفذ بحري بالغ الأهمية لمصر وإسرائيل على حد سواء.
 
 
لكن عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، بدأت مرحلة جديدة؛ إذ استردت مصر سيناء كاملة، وبدأت الدولة في إعادة إعمار المنطقة وتحويلها من ساحة عسكرية إلى وجهة مدنية سياحية.
 
ومع منتصف الثمانينيات، تحولت شرم الشيخ تدريجيًا إلى مدينة نابضة بالحياة، تضم منتجعات عالمية وبنية تحتية سياحية متطورة، لكن هذا التطور لم يكن سياحيًا فقط؛ بل سياسيًا أيضًا.
 
فقد اختارتها الدولة المصرية لتكون مقرًا رئيسيًا لاستضافة المؤتمرات الدولية وقمم السلام، لتصبح مع الوقت رمزًا للسياسة الهادئة والدبلوماسية النشطة.
 
واستضافت المدينة قممًا بارزة جمعت بين قادة عرب وغربيين، أبرزها قمة شرم الشيخ للسلام عام 1996، ومؤتمر دعم السلام عام 2005، بالإضافة إلى عشرات الاجتماعات الإقليمية رفيعة المستوى.
 
لم يكن اللقب الذى أُطلق عليها — “مدينة السلام” — مجرد شعار، بل نتاج مسار طويل من التحول البنّاء.
 
فبينما كانت تتهيأ لاستقبال السياح والغواصين من كل أنحاء العالم، كانت أيضًا تجهّز قاعاتها ومراكزها لاستقبال رؤساء الدول وصنّاع القرار، لتصبح جسرًا بين الشرق والغرب.
 
وفى السنوات الأخيرة، برز اسم شرم الشيخ مجددًا على الساحة العالمية مع استضافة قمة المناخ COP27 عام 2022، حيث اجتمع قادة العالم لبحث قضايا البيئة والمناخ، ما عزز مكانتها كمدينة تجمع بين التنمية المستدامة والسلام الدولى.
 
وتزامن ذلك مع جهود مصرية لتعزيز البنية التحتية في المدينة، من مطار دولى حديث، وشبكات طرق ومرافق سياحية صديقة للبيئة.
 
اليوم، حين يُذكر اسم شرم الشيخ، لا يُستدعى مشهد الحرب، بل تُستحضر صورة مدينة مضيئة تستقبل الزوار بابتسامتها الدافئة وهدوئها الدبلوماسى، فقد تحولت المدينة من موقع تتقاطع فيه المدافع إلى منصة تُصاغ فيها الاتفاقيات، ومن منطقة حدودية إلى رمز وطني للسلام والاستقرار.
 
وهكذا، تبقى شرم الشيخ شاهدًا حيًا على قدرة الشعوب على تحويل صفحات الصراع إلى فصول من التعايش، وعلى أن السلام — مهما بدا بعيدًا — يمكن أن يولد من قلب الحرب.
 
وتعود مدينة شرم الشيخ المصرية مجددًا إلى واجهة الأحداث الإقليمية والدولية، بعدما اختارتها القاهرة لاستضافة قمة وقف إطلاق النار في غزة، في مشهد يُعيد إلى الأذهان دور المدينة التاريخي كمنصة للحوار وصناعة السلام فى الشرق الأوسط.

الأكثر قراءة



print