على مدار عامين، لم تتوان الدولة المصرية عن دعم أبناء الشعب الفلسطينى عقب اندلاع أزمة غزة بشن الاحتلال الإسرائيلى لحرب إبادة جماعية وتجويع ضد النازحين فى القطاع، ما تسبب فى أزمة إنسانية وكارثة غير مسبوقة وسط دعم أمريكى وعجز أوروبى وعالمى عن وقف الجرائم الإسرائيلية.
تبذل الدولة المصرية جهودا مضنية لإدخال أكبر كمية من المساعدات الإنسانية إلى النازحين فى قطاع غزة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلى فى حصار القطاع واحتلال كل المعابر الحدودية، وعدم السماح بإدخال المساعدات من خلال مسارات محددة وضعتها إسرائيل، باعتبارها قوة الاحتلال القائمة على الأرض فى غزة، وتمكنت مصر عبر الهلال الأحمر من إدخال أكثر من نصف المليون طن من المساعدات العاجلة إلى سكان غزة.
فتحت مصر معبر رفح البرى على مصرعيه من الجانب المصرى خلال السنوات الماضية، وذلك للتخفيف عن أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين من إسرائيل منذ سنوات، ولجأت إسرائيل خلال العامين الماضيين إلى سياسة التجويع والتعطيش داخل القطاع بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين من غزة.
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الحرب الدائرة حاليًا فى غزة لم تعد حربًا لتحقيق أهداف سياسية أو إطلاق سراح رهائن، بل أصبحت حربًا للتجويع والإبادة الجماعية وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن القطاع يربطه بالعالم الخارجى خمسة منافذ، منهم منفذ معبر رفح، والباقى يدار من خلال الجانب الإسرائيلى، واصفا الادعاءات التى يرددها البعض بأن مصر تشارك فى حصار الشعب الفلسطينى فى غزة والمساهمة فى تجويعه بـ«الإفلاس».
يرى مراقبون فلسطينيون أن الدولة المصرية هى الأكثر حرصا على حقوق الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة، مؤكدين ثقتهم فى مصر وشعبها وجيشها باعتبارهم الأكثر دعما للحقوق العادلة للفلسطينيين بضرورة إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
انتهت اللجنة المصرية لإغاثة أهالى غزة من تدشين 8 مخيمات للنازحين الفلسطينيين، خلال الأيام الماضية، وذلك لاستيعاب عشرات الآلاف من المدنيين فى القطاع، بالإضافة لتوزيع أكثر من 500 ألف سلة غذائية إلى مئات آلاف النازحين داخل غزة، بحسب ما أكده المدير التنفيذى للجنة المصرية فى غزة معين أبوالحصين لـ«اليوم السابع».
وأوضح «أبوالحصين» أن اللجنة المصرية تتجاوب مع كل المناشدات، التى تصلها داخل غزة بنقل عائلات تفترش الطرقات والشوارع وتعمل على نقلها إلى المخيمات المصرية، مؤكدا توزيع اللجنة لعشرات آلاف علب الحليب إلى أطفال غزة، الذين يعانون نتيجة الحصار الإسرائيلى المفروض على الفلسطينيين.
وعن الصعوبات الأساسية التى يواجهها سكان غزة، أكد «أبوالحصين» أن المواطن الفلسطينى يواجه صعوبات عدة منها الصدمة النفسية المتمثلة فى النزوح تحت القصف أو فى ظروف طارئة، ما يترك آثارًا نفسية عميقة، خصوصًا على الأطفال والنساء، وفقدان المأوى من خلال إجبار آلاف العائلات على ترك منازلهم واللجوء إلى مدارس أو خيام أو مراكز إيواء مكتظة لا توفر الحد الأدنى من الخصوصية أو الراحة.
منذ اللحظات الأولى لاندلع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى اليوم السابع من شهر أكتوبر لعام 2023، لم تتوقف مصر عن دعم الأشقاء فى فلسطين، وعلى الفور وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى الجهات المعنية بتكثيف اتصالاتها الدبلوماسية لوقف آلة القتل الإسرائيلى على القطاع، وتابع الرئيس الموقف العام لتطورات الأحداث من مركز إدارة الأزمات الاستراتيجى، وحذرت مصر من مخاطر وخيمة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى أعقاب سلسلة من الاعتداءات ضد المدن الفلسطينية.
خصصت القاهرة مطار العريش الدولى لاستقبال المساعدات الإنسانية من جميع دول العالم، لإدخالها إلى القطاع الفلسطينى التى تحاصره إسرائيل برا وبحرا وجوا، عن طريق معبر رفح البرى، واستقبلت أيضًا عددا من المصابين الفلسطينيين لتلقى العلاج فى المستشفيات المصرية.
أسست مصر مسارا دوليا ووضعت خطوطا عريضة للسير عليها من أجل وقف الأعمال القتالية فى القطاع بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلية، من خلال الدعوة لعقد قمة عالمية تحت اسم: «قمة القاهرة للسلام»، واستضافت القاهرة قادة ورؤساء حكومات ومبعوثى عدد من الدول الإقليمية والدولية، للتشاور والنظر فى سبل الدفع بجهود احتواء الأزمة المتفاقمة فى قطاع غزة، وخفض التصعيد العسكرى بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى الذى راح ضحيته آلاف القتلى من المدنيين الأبرياء منذ اندلاع المواجهات المسلحة، ورفض تام لمحاولة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء، وصعدت القاهرة على المستوى الرسمى من رفضها لـ«مخططات لتهجير الفلسطينيين» إلى سيناء، وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من مخاطر الفكرة.
يعول أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة على الدور المصرى بالتوسط لوقف الحرب على غزة بعد نجاحها فى التوصل لاتفاق فى 19 يناير الماضى، وكذلك نجاحها فى وقف عدة حروب على غزة خلال السنوات الماضية، من خلال وساطتها وتدخلاتها الحاسمة للحفاظ على حقوق ومقدرات أبناء الشعب الفلسطينى.