الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 09:07 م

إحسان السيد تكتب: فرصة الأمل حانت بتوقيت الحضارة.. كيف كتب فوز خالد العناني بمنصب مدير اليونسكو سطرًا في تاريخ مصر وذاكرة العالم؟..55 صوتاً تاريخية كتبت الاسم العربي الأول على مقعد السلام والثقافة

إحسان السيد تكتب: فرصة الأمل حانت بتوقيت الحضارة.. كيف كتب فوز خالد العناني بمنصب مدير اليونسكو سطرًا في تاريخ مصر وذاكرة العالم؟..55 صوتاً تاريخية كتبت الاسم العربي الأول على مقعد السلام والثقافة خالد العنانى
الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 06:00 م
 
 
في ثلاثين شهرًا ويوم، عبر خمسةٍ وستين بلدًا، كانت خطوات السعي تتوالى، حلم واحد لا يفارق صاحبه.. حلم ظل يراود الدكتور خالد أحمد العناني، وزير السياحة والآثار السابق، نحو رئاسة منظمة اليونسكو…
 
وحين جاء اختياره من قِبل المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بتصويت 55 دولة من إجمالي 57 دولة، لتولي المنصب، أعلن في كلمته المقتضبة — في دقائق معدودة — أن فرصة "تحقيق الأمل" قد حانت.
 
فرصة تعهد فيها "العناني" بالعمل مع الجميع، دون تمييز أو أجندة جغرافية..
فرصة تعهد فيها "العناني" بأن تكون المائة يوم الأولى من ولايته بداية خارطة طريق لتحديث اليونسكو وإعادة روحها إلى رسالتها الأصلية..
 
تلك الفرصة التي تحدث عنها الدكتور خالد العناني، ليست مجرد تتويج لمسار شخصي من السعي والجهد، بل سطر جديد يُكتب في تاريخ مصر، وفي ذاكرة العالم أيضًا..
 
وهذا التصفيق الحار الذي ضج بقاعة انعقاد المجلس التنفيذي لليونسكو، ليس مجرد تهنئة لأول مصري وعربي يتولى هذا المنصب، وليس مجرد تقديراً لـ"العناني" ومسيرته الأكاديمية أو الوزارية، لكن تقدير لمصر كلها، في اللحظة التي تم استدعاء التاريخ المصري كله، لمقعد القيادة في اليونسكو..
 
فحين تختار منظمة دولية شخصية مصرية لتكون في موقع القيادة، فإنها لا تختار فردًا فحسب، بل تختار خلفه حضارة آلاف السنين وتاريخًا ممتدًا، ليكون هذا الاختيار، اعتراف ضمني بعمق الهوية المصرية التي تظل، رغم الزمن، مصدرًا للإلهام الإنساني.
 
في عمق فرصة تحقيق أمل "العناني"، تستعيد مصر مكانها بصوت "الثقافة"، وتخط القاهرة سطرًا جديدًا في ذاكرة العالم، بعلم وحضارة ومعرفة، وفي هذا العمق الفرصة أيضاً، تعود "القوة الناعمة المصرية" التي تعرف طريقها جيدًا، وتتحرك بهدوء لتطل من جديد على العالم، لتذكره أن النفوذ الحقيقي يبدأ من فكرة، ومن حضارة تعرف كيف تحافظ على جوهرها مهما تبدلت العصور.
 
فوز الدكتور خالد العناني رسالة تأكيد على حضور مصر الهادئ والواثق في الساحة الدولية، لتظل الدبلوماسية المصرية حاضرة بعقل متزن وأداء يعرف متى يتكلم ومتى يصمت، ومتى يترك الثقافة لتتحدث باسمه..
 
هذا الفوز لا يضيف إلى تاريخ الدولة بقدر ما يُعيد تذكير العالم بأن مصر ما زالت تصنع تأثيرها بالمعرفة والحكمة.
 

 


الأكثر قراءة



print