أدلى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بتصريحات تليفزيونية فى ختام زيارته الميدانية لمحافظة المنوفية اليوم؛ لتفقد وافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية.
وفى مستهل حديثه، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بجولته اليوم بمحافظة المنوفية، والتى رافقه خلالها السيد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وكان فى استقباله اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، هذا إلى جانب تواجد المهندس محمد شيمى، وزير قطاع الأعمال العام فى جزء من جولة اليوم.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه بالرغم من طول وقت الجولة إلا أنها جولة سعيدة، تدعو إلى التفاؤل، لافتا إلى أننا قمنا بزيارة ثلاثة مراكز مختلفة فى محافظة المنوفية، بدءًا من مركز أشمون، مُرورًا بمركز قويسنا، والانتهاء بمركز شبين الكوم، الذى يعتبر عاصمة المحافظة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولى أن مختلف نقاط الزيارة ترتكز على ما يتعلق بمحور التنمية البشرية، حيث تم بمركز أشمون تفقد عدد من المشروعات المنفذة والجارى تنفيذها فى إطار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، لافتًا إلى أنه مع اكتمال تنفيذ مشروعات هذه المبادرة القومية التى اطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والتى تعتبر ايقونة الجمهورية الجديدة، نشهد الفارق الكبير فى جودة الحياة ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين بالقرى المصرية.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه بدأ جولته اليوم بتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بقرية شمّا، تلك القرية التى شهدت انطلاق أعمال مشروعات المبادرة فى بدايتها، مُؤكدًا حرصه على زيارة قرية شمّا اليوم لتفقد المشروعات التى تم الانتهاء منها بالفعل والمكتملة فى إطار المبادرة، مُعربًا عن سعادته بتفقد مركز طب الأسرة، وما تلقاه من آراء المواطنين حول الخدمات المتطورة المقدمة لهم من خلال المركز، والتى لم تكن موجودة خلال الفترة الماضية على مستوى مثل هذه القري.
ونوه الدكتور مصطفى مدبولى، إلى أن مركز طب الأسرة بقرية شمّا هو نموذج تقليدى يتم تنفيذه بمختلف قرى المرحلة الاولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ويتم من خلاله اتاحة وتوفير مثل هذه النوعية من الخدمات الطبية والصحية.
وأشار رئيس الوزراء، خلال حديثه، إلى حرصه خلال الزيارة على تفقد عدد من المنشآت التعليمية على مستوى المحافظة، للاطمئنان على سير وانتظام العملية التعليمية، بالتزامن مع بدء العام الدراسى الجديد، وكذا متابعة معدلات تواجد وحضور الطلاب داخل الفصول الدراسية، لافتًا فى هذا الصدد إلى أنه لمس معدل تواجد يصل إلى نحو 90% من الطلاب بالفصول الدراسية المختلفة، مُؤكدًا حرصه على تفقد مدرسة غير مخطط زيارتها وفقا لبرنامج الزيارة، وذلك بشكل مُفاجئ، للتأكد على أرض الواقع من انتظام الدراسة ومن مدى استعداد المدارس لاستقبال العام الدراسى الجديد، من خلال تواجد الطلاب والمدرسين وكذا توزيع الكتب المدرسية، وذلك بغض النظر عن المدارس المخطط زيارتها ضمن الجولة.
وأضاف رئيس الوزراء قائلًا: وإلى جانب هذه الأماكن، كان هناك تفقد للمستشفيات والمدارس، وهذا هو ما ينصب عليه تركيزنا خلال المرحلة القادمة كحكومة، وهما ملفا الصحة والتعليم، حيث عملنا خلال الفترة الماضية على تنفيذ بنية أساسية كبيرة جدًا فى مختلف أنحاء البلاد - وسوف أتحدث لاحقًا بالتفصيل كيف ساعدنا ذلك فى القطاعات الإنتاجية وعلى رأسها الصناعة - ولكن يظل ملفا الصحة والتعليم على رأس الأولوية للمرحلة القادمة بهدف الاسراع بخطى رفع كفاءة كل المدارس، ورفع كفاءة المنشآت الصحية وإنشاء الجديد منها، وهو ما تابعتموه معنا فى كل جوانب الزيارات التى قمنا بها اليوم، فى قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، سواء قرية شمّا، أو قرية سبك الأحد.
وتابع قائلًا: "انتقلنا بعد ذلك إلى مركز أشمون، وشاهدنا المستشفى المركزى الكبير، بعدد 272 سريرا، ينفذ وسيقدم به خدمات على أعلى مستوى من الجودة، وسوف ينتهى تنفيذ هذا المُستشفى خلال أقل من عام ليدخل الخدمة، حيث أن المستشفى القديم تدهورت الخدمات به، وكان لابد من تنفيذ مستشفى على أعلى مستوى، وهذا هو ما يتم مُتابعته اليوم، مُؤكدًا أن الأولوية لدى الدولة فى التمويل خلال العام الجارى والمقبل هى لقطاعى الصحة والتعليم، والزيادة التى تشهدها مُخصصات الصحة والتعليم هى الأعلى مُقارنة بأية قطاعات أخرى بالدولة خلال هذه المرحلة والأعوام المقبلة".
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى، إلى أن جولته اليوم بمحافظة المنوفية انتقلت أيضًا إلى مركز قويسنا، حيث تم زيارة مصنع على أعلى مستوى، يُنشأ فى المنطقة الصناعية بقويسنا، كواحد من المصانع المُخطط أن تقام خلال العامين القادمين، من جانب مجموعة صناعية رائدة من القطاع الخاص المصرى نفخر بها، وهى مجموعة العربى، مُشيرًا إلى أنه شاهد خلال الزيارة "الزجاج الهندسي" الذى يُنتجه مصنع المجموعة فى قويسنا، ويستخدم فى تنفيذ المبانى، والمنشآت، كما يدخل أيضًا فى صناعة الأجهزة المنزلية، لافتًا إلى أن هذا المنتج كان يستورد قبل ذلك، وبالتالى فان إقامة هذا المصنع اتاحت فرص عمل وساهمت فى تقليل فاتورة الاستيراد، وتغطية احتياج السوق المحلية، مع خطط للتوسع فى التصدير.
ولفت فى هذا السياق، إلى أن هذه القلعة الصناعية تتسق مع ما تهتم به الدولة المصرية من تحقيق طفرة فى الصناعة فى الفترة القادمة، والتى لا تتحقق إلا بالبنية الأساسية التى نفذتها الدولة وضخت فيها استثمارات كبيرة، لكى تتمكن هذه المصانع من العمل والتشغيل ويتوافر لديها مُختلف المرافق من كهرباء وصرف صحى ومياه واتصالات.
وأضاف رئيس الوزراء، أن جولته اليوم انتهت بمركز شبين الكوم، حيث تم تفقد مجموعة من المشروعات، من بينها تطوير الكورنيش، والممشى، ومنشآت خدمية أخرى، كما تم تفقد نموذج المدرسة اليابانية المصرية، الذى تتوسع فيه الدولة بصورة كبيرة بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية بأن نتجاوز عدد 100 مدرسة من هذا النمط فى خلال الفترة القادمة، مُوضحًا اننا اقتربنا بالفعل من هذا الرقم، وبدأنا وضع خطة طموحة للوصول إلى رقم 500 مدرسة من هذا النمط، حيث يعتبر نموذجا ناجحا مبنيا على فكر تعليمى يابانى مميز يعترف العالم بأنه أحد أفضل أنظمة التعليم، كما تم اليوم تفقد مدرسة تجريبية افتتحت هذا العام، وهذه النماذج من المدارس عليها طلب كبير من الأسر المتوسطة ومحدودة الدخل.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى، إلى أنه لم يكن مخططًا فى الزيارة تفقد مصنع "غزل 2" بشبين، مٌشيرًا إلى عرض وزير قطاع الأعمال أمس لخطة تطوير الشركة القابضة للغزل والنسيج التى تحظى بمتابعة بصفة مستمرة، حيث أكد الوزير خلال عرضه قرب انتهاء أعمال مصنع غزل شبين ودخوله مراحل التشغيل، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء فرصة مناسبة لزيارة المصنع اليوم، لمتابعة حجم الإنجازات التى تم تحقيقها فى هذه المصانع.
ولفت إلى أن بعض هذه المصانع يعود تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضى، مما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة، لكن بإرادة الدولة المصرية وبعزيمة قوية، تمكنت الدولة من إعادة إحياء هذه الصناعة العريقة ضمن منظومة شاملة تشمل عدة مصانع، والتى تنفق عليها الدولة مليارات الجنيهات لإعادتها إلى أعلى مستويات الجودة والكفاءة، وذلك لاستكمال سلسلة الاستفادة من القطن المصرى، بدءًا من مراحل الحلج والغزل والنسيج والصباغة وصولًا إلى تصميم الملابس الجاهزة والمفروشات وغيرها، مُؤكدًا أن مصنع غزل شبين يُعد إضافة لهذه المنظومة، مٌوضحًا أن قيمة الاستثمارات فى هذا المصنع وحده بلغت نحو 2 مليار جنيه بهدف استعادته وتأهيله للانخراط فى عملية الإنتاج ضمن إطار المنظومة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولى أنه تم التأكيد على وزير قطاع الأعمال بضرورة أن تكون المنظومة الجديدة بالشراكة مع القطاع الخاص، سواء فى الإدارة أو التشغيل، والاستناد إلى ما يتمتع به القطاع الخاص من خبرة فى إدارة العمليات وتشغيلها، فضلًا عن قدراته فى ضبط النفقات وتعظيم الأرباح وتقديم دعم كبير فى مجال التسويق، بما يضمن تفادى الأخطاء التى حدثت فى الماضي.
كما أوضح رئيس الوزراء، أنه اختتم جولته بافتتاح ممشى "أهل مصر" بمدينة شبين الكوم، والذى تم تنفيذه بأعلى المعايير لخدمة سكان المدينة، مُؤكدًا الحرص لاعتماد هذا النموذج فى جميع محافظات مصر، بهدف الاستفادة من نهر النيل والترع والرياحات المتفرعة منه، وتوفير إطلالات مائية ومتنفس ترفيهى للأهالى، مُشيرًا إلى شرح وتوضيح المحافظ والزملاء لحجم الإقبال الكبير والازدحام الذى تشهده هذه الخدمات الترفيهية، والتى تهدف فى المقام الأول إلى تلبية احتياجات المواطن المصرى وتحسين جودة حياته.
وفى الختام، أعرب رئيس الوزراء عن امتنانه وشكره للقائمين على المشروعات التى تم تفقدها اليوم فى المحافظة، مشددًا على اهتمام الدولة البالغ بملفى الصحة والتعليم على مختلف المستويات، بالإضافة إلى التركيز على المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التى انطلقت مرحلتها الثانية مع بداية العام المالى الحالى، مُوضحًا أنه يتم العمل على وضع خطة شاملة لتسريع وتيرة تنفيذ هذه المبادرة، وهو ما تم ملاحظته اليوم بشكل واضح من خلال الطفرة الكبيرة والتحسن النوعى فى مستوى الخدمات وظروف المعيشة بالقرى، مُقارنة بالوضع الذى كانت عليه قبل انطلاق المشروع وما تحقق فعليًا على أرض الواقع بعد بدء تنفيذه.