تشهد الولايات المتحدة مطاردات وملاحقات للعديد من الشخصيات والحركات السياسية التى هاجمت أو انتقدت اليمين، لاسيما بعد اغتيال تشارلى كيرك، الناشط اليمينى المحافظ، الذى كان من أشد مؤيدى الرئيس ترامب ولعب دورًا قويًا فى حشد الناخبين، لاسيما الشباب، لصالحه فى انتخابات الرئاسة العام الماضى.
وقالت صحيفة واشنطن بوست، إنه بعد أسبوع من إطلاق النار على تشارلى كيرك، يهاجم الرئيس دونالد ترامب وحلفاؤه منتقدى الناشط اليمينى الذين يرون أنهم ذهبوا بعيدا، وهى الحملة التى وصفها المنتقدون بأنها محاولة مثيرة للقلق لتقليص واحدة من أكثر الحريات المدنية قدسية فى الولايات المتحدة، وهى حرية التعبير.
وحث نائب الرئيس الأمريكى جيه دى فانس، أنصاره على طرد "المحتفلين بقتل تشارلى" من وظائفهم، وقال أن الإدارة قد تلغى الإعفاء الضريبى عن مؤسستين بارزتين اتهمهما بتمويل "مقال مقزز" عن كيرك. كما بدأت وزارة الخارجية فى مساعى عالمية لتحديد هوية المواطنين الأجانب الذين احتفوا بوفاة كيرك أو يبررونها، أو يقللون من شأنها، ووضعهم على قائمة لمنعهم من الحصول على تأشيرات دخول أمريكية. وتعهدت وزيرة العدل الأمريكية بام بوندى، بشن حملة قمع شاملة على "خطاب الكراهية".
وفى نفس السياق، احتفل حاكم ولاية تكساس باعتقال طالبة جامعية بعد أن سخرت من وفاة كيرك فى وقفة احتجاجية عامة. وانتقد ترامب جوناثان كارل، مراسل قناة ABC News، قائلًا إنه "يحمل فى قلبه الكراهية"، وألمح إلى التحقيق فى شبكته.
لم يقتصر الأمر على كارل وحده. فقد أعلنت قناة ABC وقف البرنامج الليلى للفنان الكوميدى جيمى كيميل ابتداءً من يوم الأربعاء، وذلك بسبب تعليقاته عن مقتل تشارلى كيرك، والتى دفعت مجموعة من المحطات التابعة لـ ABC إلى إعلان عدم بث البرنامج، وأثارت انتقادات من مسئولى فيدرالى رفيع المستوى.
وبحسب ما ذكرت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، فإن كيميل، الكوميدى المخضرم، أدلى فى برنامجه "جيمى كيميل لايف" بعدة تعليقات حول رد الفعل على اغتيال كيرك الأسبوع الماضى فى حلقتين يوم الاثنين والثلاثاء. وكان من بين التعليقات أن الكثيرين فى حركة ماجا، الحركة الشعبية المحافظة للرئيس ترامب، يعملون بجد للاستقادة من مقتل تشارلى كيرك.
وعلق الرئيس ترامب على الخطوة، وقال فى منشور على منصته تروث سوشيال، أثناء زيارته الرسمية لبريطانيا: "تهانيا لـ ABC لامتلاكهم أخيرًا الشجاعة لفعل ما كان ينبغى القيام به".
وجاء قرار الشبكة الأمريكية الشهيرة التى تبث برنامج كيميل منذ عام 2003، بعد أن أعلنت مجموعة نيكس ستار للاتصالات أنها ستسحب البرنامج بدءً من يوم الأربعاء، ووصفت تعليقات كيميل عن كيرك بأنها عدائية وغير مبالية فى وقت حرج للخطاب السياسى الوطنى، بحسب ما قال أندرو ألفورد، رئيس قسم البث فى مجموعة نيكس ستار التى تشغل 23 تابع لشبكة ABC.
خلال حديثه مساء الاثنين، أشار كيميل إلى أن تايلر روبنسون، قاتل كيرك المزعوم، ربما كان جمهوريًا مؤيدًا لترامب. وقال كيميل: "عصابة ماجا أو "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، تحاول يائسةً تصوير هذا الشاب الذى قتل تشارلى كيرك على أنه أى شىء آخر غير واحد منهم، وتبذل قصارى جهدها لتحقيق مكاسب سياسية من ذلك". وأضاف: "بينما كانت الاتهامات المتبادلة، كان هناك حزن عميق".
ووصف بريندان كار، رئيس هيئة الاتصالات الفيدرالية، تعليقات كيميل بأنها "مقززة للغاية"، وقال أن وكالته لديها حجج قوية لمحاسبة كيميل وشبكة ABC والشركة الأم للشبكة، والت ديزنى، على نشر معلومات مضللة. وأضاف أن الكوميدى يبدو أنه يبذل جهدًا متعمدًا لتضليل الجمهور بأن قاتل كيرك كان مؤيدًا يمينيًا لترامب.
وفى الكونجرس، كانت هناك محاولة فاشلة لمعاقبة النائبة الديمقراطية إلهان عمر بسبب تعليق لها بعد مقتل الناشط اليمينى المحافظ تشارلى كيرك. ورغم فشل المحاولة، إلا أن المساعى نفسها أظهرت مدى سعى الرئيس دونالد ترامب للانتقام السياسى، والتهيئة للمزيد، بحسب وكالة أسوشيدت برس.
وبرفض 214 صوتا مقابل تأييد 213، تم رفض مشروع القرار المقدم من النائبة الجمهورى نانسى مايس لمعاقبة عمر، وإبعادها عن لجنتى من لجان مجلس النواب، وهما التعليم والقوى العاملة، والميزانية. جاء ذلك بعد نقاش حامى بين النائبتين عبر منصات السوشيال ميديا.
وقالت مايس إنه يجب ترحيل عمر، المهاجرة، التى انتقدت آراء كيرك بشأن حيازة الأسلحة والعلاقات العرقية فى أعقاب مصرع جورج فلويد عام 2020 على يد الشرطة فى مينيابوليس، إلى الصومال. وولدت عمر فى الصومال وحصلت على الجنسية الأمريكية عام 2000.
من جانبها، ردت عمر قائلة أن مايس تروج لرواية كاذبة لجمع التبرعات "ودعم ترشحها لمنصب حاكم الولاية".
ردًا على ذلك، تساءل هاكيم جيفريز، زعيم الديمقراطيين فى مجلس النواب: "هل هذا هو مستوى اللياقة فى مجلس النواب الذى يسيطر عليه الجمهوريون؟".
وقال: "نعيش فى عصر عنف سياسى حاد كما شهدنا مؤخرًا مع اغتيال رئيسة مجلس النواب الفخرية ميليسا هورتمان ومؤسس منظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية" تشارلى كيرك"، فى إشارة إلى إطلاق النار على المشرعين فى مينيسوتا.
كما أعلن الرئيس دونالد ترامب أنه سيصنف حركة "أنتيفا" اليسارية تنظيمًا إرهابيًا، فى ظل بدء البيت الأبيض ما وصفته مجلة تايم الأمريكية بالحملة الصارمة على اليسار عقب مقتل الناشط اليمينى المحافظ تشارلى كيرك.
وكتب ترامب على منصة التواصل الاجتماعى "تروث سوشيال" مساء الأربعاء: "يسرنى أن أبلغ وطنيينا فى الولايات المتحدة الأمريكية بأننى أصنف أنتيفا، وهى منظمة يسارية راديكالية مريضة وخطيرة، منظمة إرهابية رئيسية. كما سأوصى بشدة بإجراء تحقيق شامل مع ممولى أنتيفا، وفقًا لأعلى المعايير والممارسات القانونية".
