جرائم النصب الالكترونى- أرشيفية
أساليب النصب والاحتيال تطورات تطوراً كبيراً وخطيراً فى الآونة الأخيرة بمجتمعنا، إذ لم تقتصر علي اللصوص والبلطجية والعاطلين، وإنما أصبحت وسيلة للكسب السريع الحرام والغير المشروع لكثير من المثقفين والمتعلمين وبعض الشركات الكبرى والفضائيات، وعلى الرغم من أن النصب جريمة قديمة فإنها تطورت مع التطور التكنولوجى والاجتماعى والاقتصادى حتى وصلت الى مواقع الانترنت والسوشيال ميديا، بل إن دور العبادة لم تسلم من استغلالها مسرحاً لارتكاب هذه الجريمة، إلى جانب النصب العقارى المستحدث وأساليب أخرى للاحتيال والنصب على المارة فى الشارع المصرى.
وكما ذكرنا من قبل مثل أي شيء آخر في الحياة تطورت عمليات النصب والاحتيال متماشية مع تطور المجتمعات، ففي كل زمن يغير النصابون طرقهم لتتكيف مع ظروف المجتمع، وفي النهاية هدفها كسب المال بطرق غير مشروعة، وفي الفترة الحالية تمر موجة نصب واحتيال مستفيدة من التطور التقني وسعى المواطنين لأسواق المال ومعرفتهم أنها ذات عائد جيد متى تم إدارتها باحتراف عالى، فبدأ النصابون يتصلون على الناس ويعطونهم اسماً وهمياً لشركة مالية غير موجودة، ويبدأون بعرض ما لديهم من فرص، ثم يطلبون تحويل مبالغ مالية ليديروها ويأخذوا عمولتهم ويعطوا العميل مكاسبه، ولكن كل ذلك يذهب أدراج الرياح، إذ يذهب الجمل بما حمل.
للنصب وجوه أخرى.. النصب في ثوب جديد من خداع الشارع إلى فخاخ الإنترنت
في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على النصب في ثوب جديد من خداع الشارع إلى فخاخ الإنترنت، خاصة وإن المشرع المصري لم يضع تعريف لجريمة النصب واكتفى عند نصه علي جريمة النصب في المادة "336 عقوبات" بأنه أورد صور وطرق التدليس التي يستخدمها الجاني في جريمة النصب وبيان العقوبة المقررة لها، ويمكن تعريف النصب بأنه: "الاستيلاء علي مال منقول مملوك للغير باستخدام احدي وسائل التدليس المنصوص عليها في القانون بنية تملكه"، أو "الاستيلاء على شيء مملوك، بطريقة احتيالية بقصد تملك ذلك الشيء"، أو "الاستيلاء على مال الغير بطريق الحيلة نيته تملكه" أو" الاستيلاء على مال منقول مملوك للغير، بناء على الاحتيال بنية تملكه "، والشخص الذي يمارس ذلك يسمي النصاب، أو الدجال، أو المحتال – بحسب الخبيرالقانونى والمحامى منتصر حسن.
في البداية - خصائص النصب أنها جريمة من الجرائم التي تمثل الاعتداء علي الملكية، لأن الجاني يهدف من استعمال الأساليب الاحتيالية الي الاستيلاء علي كل أو بعض مال الغير، وذلك يحمل المجني علي تسليمه ماله بتأثير تلك الأساليب الاحتيالية، والجريمة فى القانون تُعرف بأنها جريمة الارتكاب المتعمد لفعل ضار من الناحية الاجتماعية أو فعل خطير محظور يعاقب عليه القانون، والجرائم المعلوماتية مجموعة الأفعال و الأعمال غير القانونية التي تتم عبر معدات أو أجهزة إلكترونية أو شبكة الإنترنت أو تبث عبرها محتوياتها – وفقا لـ"حسن".
تعريف الجريمة الالكترونية
بينما الجريمة الإلكترونية هي ذلك النوع من الجرائم، التي تتطلب الإلمام الخاص بتقنيات الحاسب الآلي ونظم المعلومات لارتكابها أو التحقيق فيها ومقاضاة فاعليها، وهي أيّ عمل غير قانوني يستخدم فيه الحاسب كأداة أو موضوع للجريمة، فلم تعد جريمة النصب مجرد حكايات عن محتال يتجول بين الناس بطرق تقليدية، بل تطورت وأخذت أشكالًا حديثة مع انتشار التكنولوجيا. أصبحنا اليوم أمام نوعين من النصب: التقليدي المعروف منذ عقود، والإلكتروني الذي يتسلل إلى حياتنا عبر الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي. وفي الحالتين يظل القانون المصري حاضرًا لحماية المواطنين ومعاقبة الجناة – الكلام لـ"حسن".
تعريف النصب في القانون.. وصور النصب التقليدي
وكما ذكرنا من قبل ينص قانون العقوبات المصري في مادته "336" على أن جريمة النصب تتحقق إذا استعمل الجاني طرقًا احتيالية لإيهام المجني عليه بمشروع كاذب أو واقعة غير صحيحة أو إحداث الأمل بربح وهمي، أو إذا تصرف في مال منقول أو عقار لا يملكه، بمعنى أبسط: النصب ليس مجرد وعد لم يتم، بل هو خداع مقصود باستخدام حيلة أو كذب منظم للإضرار بالغير - تتعدد الأمثلة - شخص يوهم آخر ببيع شقة لا يملكها، أو مشروع استثماري لا وجود له، أو شيكات بدون رصيد. وفي كل هذه الحالات يكون العنصر المشترك هو نية الاحتيال المسبقة، وليست مجرد علاقة مدنية أو دين متأخر السداد – هكذا يقول "حسن".
النصب عبر الإنترنت
مع توسع استخدام الإنترنت، ظهرت أشكال جديدة من الاحتيال:
-أرقام مجهولة تدعي أنها من طرف البنك تطلب بيانات شخصية ورقم الفيزا لتجديد البيانات وتقوم بتحويلات بنكية
-صفحات وهمية تعرض منتجات بأسعار مغرية، ثم تختفي بعد التحويل البنكي.
-رسائل تدعي الفوز بجائزة أو منحة وتطلب بيانات شخصية أو أرقام بطاقات.
-شركات استثمار إلكترونية تقدم وعودًا بأرباح خيالية، ثم تنهار فجأة.
-محاولات ابتزاز بعد الاستيلاء على صور أو بيانات شخصية.
ملحوظة: هنا يطبق القانون نفس المبادئ، مع وجود تشريعات خاصة بجرائم تقنية المعلومات "القانون رقم 175 لسنة 2018" التي تشدد العقوبات على من يستخدم الإنترنت وسيلة للاحتيال.
العقوبات
العقوبة الأصلية للنصب هي الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وغرامة، وقد تُغلظ إذا كان الجاني موظفًا عامًا أو استغل صفته أو تكرر الفعل على أكثر من شخص، وفي حالة النصب الإلكتروني، قد تصل العقوبة أيضًا إلى الغرامات الكبيرة ومصادرة الأجهزة المستخدمة في الجريمة – طبقا للخبير القانونى.
كيف تحمي نفسك؟
1. لا تثق في الأرباح السريعة أو العروض غير المنطقية.
2. لا تحوّل أي أموال قبل التأكد من هوية الطرف الآخر.
3. تعامل من خلال عقود مكتوبة ومختومة عند الدخول في أي مشروع.
4. بلّغ فورًا عن أي عملية نصب عبر أقسام الشرطة أو إدارة مباحث الإنترنت.
الخلاصة:
النصب جريمة قديمة، لكنها غيرت جلدها مع الإنترنت، ما بين محتال في الشارع وآخر خلف شاشة هاتف، يظل القانون هو الدرع الواقي، والوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول.
