الخميس، 21 أغسطس 2025 10:08 م

فيديوهات الطبخ الخادشة فى قبضة القانون.. الداخلية تواجه محتوى الإيحاءات وضبط تيك توكرز يروجون للابتذال.. يتسللون للمنازل من خلال وصفات الأكل.. وخبراء يشيدون بحماية الشرطة للذوق العام

فيديوهات الطبخ الخادشة فى قبضة القانون.. الداخلية تواجه محتوى الإيحاءات وضبط تيك توكرز يروجون للابتذال.. يتسللون للمنازل من خلال وصفات الأكل.. وخبراء يشيدون بحماية الشرطة للذوق العام وزارة الداخلية
الخميس، 21 أغسطس 2025 08:00 م
كتب محمود عبد الراضي
تواصل وزارة الداخلية أداءها الحاسم في مواجهة الظواهر السلبية والمحتويات غير الأخلاقية المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث نجحت مؤخرًا في ضبط عدد من صانعي المحتوى الذين ينشرون فيديوهات خادشة للحياء العام تحت ستار "الطبخ" و"الترفيه"، وذلك ضمن جهودها المستمرة للحفاظ على الذوق العام والتصدي لأي تجاوزات تمس قيم وأخلاق المجتمع المصري.
 
المثير للقلق أن هذه الفيديوهات، رغم أنها تُقدَّم في ظاهرها على أنها محتوى ترفيهي منزلي، إلا أنها تتعمد تمرير إيحاءات جنسية وعبارات خادشة، ما جعلها تدخل البيوت دون استئذان، وتصل بسهولة إلى مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال والمراهقون، وهو ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا، ودفع الكثيرين للمطالبة بوقفة حازمة تجاه من يروجون لهذا النوع من المحتوى.
 
وزارة الداخلية استجابت سريعًا للتحركات الشعبية ومطالب الرأي العام، ونجحت في تتبع وضبط عدد من "التيك توكرز" الذين يبثون هذا النوع من الفيديوهات، في إطار خطة أوسع تتبناها الوزارة لمراقبة المحتوى المنشور إلكترونيًا، خاصة ذلك الذي يحمل إساءات واضحة للأخلاق والقيم، أو يتضمن رسائل خفية تهدف إلى إثارة الغرائز بغرض تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة ومكاسب مالية.
 
وفي تصريحات خاصة، قال اللواء أحمد جمال، الخبير الأمني، إن بعض صانعي المحتوى على مواقع التواصل أصبحوا يستخدمون فيديوهات الطبخ كغطاء لتقديم محتوى مبتذل مليء بالإيحاءات الجنسية والتلميحات غير اللائقة، وذلك بهدف حصد أكبر عدد من المشاهدات، وجني الأرباح من خلال الهدايا الرقمية أو عائدات الإعلانات.
 
وأشار إلى أن هذا المحتوى قد يبدو في الظاهر بسيطًا أو عاديًا، لكن في جوهره يحمل رسائل خطيرة، ويتعمد الإساءة للذوق العام، مما يجعله أكثر خطورة من المحتويات الصريحة.
 
وأضاف أن خطورة هذه الفيديوهات لا تتوقف عند حدود الابتذال فقط، بل تتعداها إلى كونها تخترق البيوت دون حواجز، وتصل إلى الأطفال والمراهقين بسهولة، ما يهدد منظومة القيم الاجتماعية، ويشوه صورة العلاقات داخل الأسرة، ويزرع مفاهيم مغلوطة حول السلوك والتعبير عن الذات، وهو ما يستدعي تدخلًا حاسمًا من الجهات الأمنية، وهو ما تم بالفعل.
 
أما اللواء أحمد كساب، الخبير الأمني، فأكد أن بعض صناع المحتوى باتوا يعتمدون بشكل واضح على إثارة الغرائز، خاصة لدى فئة الشباب، من خلال التلميحات الجنسية والعبارات الخادشة، ضمن خطة ممنهجة تهدف إلى تحويل محتوى الفيديوهات إلى وسيلة للكسب السريع ولو على حساب المبادئ.
 
وأوضح أن ما يُبث على منصات مثل "تيك توك" و"إنستجرام" و"يوتيوب" لم يعد فقط وسيلة للتسلية، بل تحول إلى أدوات مؤثرة تشكل الوعي الجمعي، وتعيد رسم مفاهيم القيم والسلوك، بما يجعل التعامل معها أمنيًا واجتماعيًا ضرورة قصوى.
 
وأشار إلى أن ما تقوم به وزارة الداخلية في هذا الصدد لا يقل أهمية عن أي ملف أمني آخر، بل قد يكون أكثر تعقيدًا، نظرًا لانتشار هذه المنصات، وصعوبة التحكم الكامل في ما يُبث من خلالها، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن استمرار الحملات الأمنية وضبط المتجاوزين، إلى جانب دور الإعلام والأسرة، كفيل بردع هذه الظاهرة وحماية المجتمع.
 
من جانبهم، عبّر عدد من المواطنين عن تقديرهم الكبير لسرعة تحرك وزارة الداخلية في التعامل مع هذه النوعية من القضايا، خاصة بعد أن أصبح المحتوى المبتذل ينتشر بوتيرة مقلقة، وأكدوا أن سرعة الضبط وتحقيق الردع العلني باتت تشكل رسالة واضحة لكل من يظن أن بإمكانه استخدام الإنترنت كساحة لعب بلا ضوابط.
 
وقالت أمينة عبد الله، موظفة وأم لطفلين، إنها فوجئت في أكثر من مرة بأطفالها يشاهدون فيديوهات طبخ على "يوتيوب"، لكنها اكتشفت أنها تحمل محتوى غير لائق، وتساءلت عن كيفية وصول هذا النوع من الفيديوهات إلى الأطفال، رغم الضوابط المفترضة.
 
فيما أكد محمود سالم، شاب في العشرينات من عمره، أن المحتوى على الإنترنت لم يعد بريئًا كما كان، وأصبح كثير من الشباب يتجهون نحو تقديم الإسفاف فقط للحصول على الشهرة، مشيدًا في الوقت نفسه بسرعة استجابة أجهزة الأمن في ضبط هؤلاء قبل تفاقم الظاهرة.
 
وإزاء ذلك، تبرز أهمية الموازنة بين حرية التعبير واستخدام الإنترنت، وبين الحفاظ على قيم المجتمع وأخلاقياته، وهو ما تنجح فيه وزارة الداخلية حتى الآن من خلال تدخلاتها الحاسمة والسريعة، دون المساس بالحريات المشروعة، لكن مع وضع حد للتجاوزات التي لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى.
 
وفي ظل هذا المشهد، تتأكد مرة أخرى أهمية بناء وعي رقمي لدى الجمهور، يفرّق بين حرية المحتوى وبين الإساءة العلنية للمجتمع، وذلك بالتوازي مع الدور الأمني الذي تقوده الداخلية للحفاظ على تماسك المجتمع وحمايته من الانفلات الأخلاقي الذي يحاول البعض تمريره تحت ستار "الترفيه" أو "الكوميديا" أو حتى "الطبخ".

الأكثر قراءة



print