بعد أن فشل رئيس الوزراء الاسرائيليى بنيامين نتنياهو في تحقيق أهدافه المزعومة من حربه على قطاع غزة، وبدأ يواجه ليس فقط ضغوطا داخلية لفشله استعادة الأسرى الإسرائيليين، ولكنه يواجة أيضا ضغوطا دولية بسبب المجاعة التي انتشرت في كامل القطاع، توجه إلى مخطط جديد بمحاولة احتلال القطاع وهو المقترح الذي فجر خلافا داخل الحكومة وبين قيادات الجيش.
وبدأت الأدزدمة خلال اجتماع الثلاثاء المغلق الذي استمر ثلاث ساعات، بين نتنياهو وعدداً محدوداً من الوزراء وكبار المسؤولين الأمنيين، بحث خلاله خطة تطويق مدينة غزة والمعسكرات الوسطى، وهي مرحلة أولى لاحتلال القطاع، وفق ما نقلت هيئة البث عن مسؤول إسرائيلي لم تسمِّه.
وذكرت "القناة 13" العبرية أن نقاشاً حاداً دار بين رئيس الأركان ايال زامير ونتنياهو خلال اجتماع الثلاثاء وصفته بـ"الصعب والمباشر" على خلفية قرار الأخير المضي قُدماً في احتلال غزة، ووصف زامير القرار بـ"الفخ الاستراتيجي"، مؤكداً أنه سيُنهك جيش الاحتلال الإسرائيلي لسنوات ويعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر.
وأوضحت "القناة 13" أن زامير "اقترح بديلاً لعملية الاحتلال يتمثل في عزل قطاع غزة وفرض حصار محكم على مدينة غزة، مع تنفيذ ضربات جوية على مواقع حركة حماس، وكجزء من الحصار، يعتقد رئيس الأركان أنه سيكون من الممكن تفعيل سلاح الجو وكذلك تنفيذ غارات مستهدفة لضرب حماس - وبالتالي الضغط عليها للتوقيع على صفقة لإطلاق سراح الأسرى.
ووفقًا لخطة الحصار، فأن قوات حماس لن تتمكن من المغادرة بسبب تدمير الأنفاق خارج مناطق الحصار، ويمكن إيقاف العملية في حالة تجديد المفاوضات، ونقل موقع "واللا" العبري عن مصادر عسكرية قولها إنه في حال لم تنجح عمليات الحصار في خلق الضغط اللازم للتوصل إلى اتفاق، فمن الممكن التصعيد التدريجي للمعارك عبر خطط أخرى، لكن نتنياهو رفض المقترح وأصر على المُضي في خطة احتلال القطاع".
من المتوقع أن يعرض المستوى السياسي على الكابنيت الحربي الخميس الموافقة على خطة للسيطرة على مدينة غزة ومخيمات الوسط، والحفاظ على السيطرة عليها طوال فترة الحرب، ووفقًا للخطة، سيتم إجلاء سكان غزة إلى جنوب القطاع بعد السيطرة عليها. وقد أبلغ الجيش المستوى السياسي بأن هذه الخطة تتطلب مناورة لخمس فرق، وأنها ستُعرّض حياة الاسرى لخطر كبير.
وفي هذه المرحلة، يسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي بحسب زعم الجيش على ما يقرب من 75% من أراضي القطاع، ويسيطر على أراضي يتواجد فيها ثلاثة ألوية تابعة لحماس، ومع ذلك، فقد تضرر لواءان تابعان لحماس، وهما لواء المخيمات المركزية ولواء مدينة غزة، لكن الجيش لم يستولِ على المناطق الخاضعة لسيطرتهما، خوفًا من عواقب المساس بحياة المحتجزين هناك.
ويأتي ذلك فيما بلغ الخلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان ذروته بعد منشورات صدرت ، من مكتب رئيس الوزراء، وجاء فيها: "نحن نتجه نحو احتلال كامل. إن لم يكن هذا مناسبًا لرئيس الأركان، فليستقيل"، بعد أن ألمح زامير خلال الاجتماع إلى التهديد بالاستقالة، قائلاً: "لا أملك إلا رصاصة واحدة في فمي".
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن هذا لم يكن معارضة مبدئية لعملية واسعة النطاق، بل خوفًا من أن تُلحق هذه الخطوة ضررًا بالغًا بفرص إعادة المختطفين، وإذا أقرّ الكابنيت خطة احتلال قطاع غزة، سيؤدي ذلك إلى نقل السيطرة على القطاع إلى إسرائيل وإقامة حكومة عسكرية فيه.
ومن جهتها، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين إن "نتنياهو يُضلّل الرأي العام بخطة احتيال كبرى، ويوهم الجمهور منذ 22 شهرًا بأن القتال سيُعيد الرهائن، رغم غياب أي اتفاق فعلي حتى الآن".
في غضون ذلك، دعا رئيس حزب "الديمقراطيين" الإسرائيلي المعارض يائير غولان الأربعاء، إلى الخروج بمظاهرات ضد نتنياهو وشلّ الاقتصاد، احتجاجاً على خطة إعادة احتلال غزة التي من "المتوقع أن تترتب عليها خسائر بشرية ومادية".
ونقلت الإذاعة المحلية FM-103 عن غولان دعوته إلى الخروج في مظاهرات عارمة ضد حكومة نتنياهو، وشلّ الاقتصاد الإسرائيلي.
وقال غولان: "تريد الحكومة فرض احتلال غزة على إسرائيل، ويتوقع أن تترتب على هذه الخطوة خسائر بشرية ومالية"، وتابع: "نحن الشعب الإسرائيلي في حاجة إلى تصعيد النضال، وعلينا مواصلة إغلاق الاقتصاد لفترة طويلة حتى تعلن الحكومة عن إجراء انتخابات"، وتابع رئيس حزب الديمقراطيين: "أدعو إلى إغلاق الاقتصاد والخروج في تظاهرات واسعة النطاق".
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعليقا على عزم إسرائيل احتلال كامل قطاع غزة، إن الأمر متروك لهم، مشيرا إلى أنه رأى فيديو الرهينة الإسرائيلي وهو مروع، يأتي ذلك فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات «كارثية» لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مشددة على أن التصعيد يهدد حياة ملايين الفلسطينيين ويزيد من المخاطر على الرهائن، وذلك وسط تقارير عن دراسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيار احتلال غزة بالكامل.