الأحد، 27 يوليو 2025 09:49 ص

أين الإنسانية ؟!.. 140 ألف طفل على وشك الموت فى غزة بسبب الجوع والحصار الإسرائيلى.. مقتلة جماعية مرتقبة لنقص الماء والغذاء والدواء..الاحتلال يضع خطة لتطويق القطاع.. والمقاومة تفعل بروتوكول "التخلص الفوري"

أين الإنسانية ؟!.. 140 ألف طفل على وشك الموت فى غزة بسبب الجوع والحصار الإسرائيلى.. مقتلة جماعية مرتقبة لنقص الماء والغذاء والدواء..الاحتلال يضع خطة لتطويق القطاع.. والمقاومة تفعل بروتوكول "التخلص الفوري" الوضع في غزة
السبت، 26 يوليو 2025 03:00 م
كتب عبد الوهاب الجندى
لا تزال المجاعة تتفاقم في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل برا وبحرا وجوا، حيث ارتفع عدد شهداء التجويع إلى 124 فلسطينيا بينهم 84 طفلا، وفي كل لحظة تصل حالات سوء تغذية ومجاعة إلى المستشفيات في القطاع، حيث يعاني 900 ألف طفل في غزة الجوع، 70 ألفا منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية.
 
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، من وفاة 140 ألف طفل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث يواجه هؤلاء الأطفال خطر الموت الجماعي الوشيك خلال أيام قليلة، في ظل انعدام الحليب والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع إسرائيل إدخال أبسط المستلزمات الأساسية للقطاع.
 
 
وقال في بيان صدر عنه السبت: "إننا أمام مقتلة جماعية مرتقبة ومتعمّدة ترتكب ببطء ضد الأطفال الرضّع الذين باتت أمهاتهم ترضعهم المياه بدلاً من حليب الأطفال منذ أيام، وذلك نتيجة سياسة التجويع والإبادة التي ينتهجها الاحتلال "الإسرائيلي"، وقد سجلت المستشفيات والمراكز الصحية خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً يومياً بمئات حالات سوء التغذية الحاد والمهدد للحياة، دون أي قدرة على الاستجابة أو العلاج بسبب شبه الانهيار للقطاع الصحي وانعدام الموارد الطبية والغذائية. فيما بلغ العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 122 حالة وفاة، من بينهم 83 طفلاً"
 
وطالبت حكومة غزة بإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فوراً إلى قطاع غزة،  وفتح المعابر بشكل فوري ودون أي شروط، وكسر الحصار الإجرامي بالكام، وتحرك دولي عاجل لوقف هذه المقتلة الجماعية البطيئة.
 
وحملت الاحتلال "الإسرائيلي" والدول المنخرطة في الإبادة الجماعية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الوشيكة، محذرا من أن استمرار الصمت الدولي هو تواطؤ صريح في الإبادة الجماعية للأطفال في غزة.
 
في السياق ذاته، توفي الرضيع هود عرفات، السبت، نتيجة سوء التغذية ونقص الحليب، وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتفع عدد الأطفال الذين توفوا نتيجة سوء التغذية والمجاعة منذ يوم أمس إلى ثلاثة، ما يرفع عدد شهداء التجويع في قطاع غزة إلى 124، عقب ارتقاء 11 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية.
 
وقالت الوزارة، إن من بين شهداء سياسة التجويع التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة 84 طفلا، بعد أن أُعلنت أمس وفاة رضيعين بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع.
 
وقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين مارس ويونيو، نتيجة للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.
 
بدوره قال مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي، الدكتور أحمد الفرا، إن الأطفال لا يمكنهم الصمود طويلا في وجه المجاعة، فهم لا يحتملون الصيام لفترات طويلة، مما يعرضهم لخطر شديد.
 
وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن "بعض سكان غزة يلجؤون للأعشاب للتغلب على نقص الغذاء، وأن لم تفتح المعابر وتدخل المساعدات فورا لغزة، فستكون هناك مقتلة.
 
وتابع مدير مستشفى الأطفال في مجمع ناصر الطبي: "الأطفال خارج المستشفيات يواجهون خطرا كبيرا، وهم الفئة الأكثر هشاشة ومعرضون للإصابة بالأمراض، ونواجه في الشهر الجاري وضعا هو الأشد إيلاما منذ 22 شهرا".
 
وعن الأوضاع السياسية والعسكرية فقد قال مسؤولون إسرائيليون، إن "قرار استدعاء فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، حيث تُجري المفاوضات الرامية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا يعني انهيار" المحادثات، وإنما يهدف إلى الضغط على حركة حماس؛ وذلك وسط مخاوف من توقف المحادثات، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة"، فيما رجحت مصادر، استئناف المحادثات، الأسبوع الوشيك، وعلى إثر ذلك تسارعت التحركات الميدانية حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أن الأجهزة الأمنية قدمت للقيادة السياسية خطة عسكرية لتطويق قطاع غزة.
 
وذكرت المصادر أنها تتضمن تقسيما إضافيا واسع النطاق لقطاع غزة، وأكدت أن الخطة تهدف إلى استنزاف حركة (حماس) وسكان قطاع غزة بشكل عام.
 
وقالت إن الأجهزة الأمنية تعارض حتى الآن تنفيذ عمليات برية في مناطق يوجد بها أسرى إسرائيليون.
 
وذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للعدالة الدولية- أجرى مشاورات أمنية محدودة لبحث خطة أجهزة الأمن للتعامل مع غزة.
 
من جانبه قال ضابط في أمن الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، إن المقاومة رفعت الجهوزية لدى جميع وحدات تأمين الأسرى الإسرائيليين في القطاع بما في ذلك العمل وفق بروتوكول "التخلص الفوري" دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول هذا البروتوكول.
 
وأوضح الضابط في أمن المقاومة لمنصة "الحارس" التابعة للمقاومة، أن هذا الإجراء يأتي في ظل وجود تقديرات بإمكانية قيام الاحتلال الإسرائيلي بعمليات خاصة بقصد تحرير أسرى في غزة.
 
ودعا الضابط المواطنين إلى الإبلاغ عن أي تصرف مشبوه أو سلوك مريب سواءً لأشخاص أو مركبات، وكشفت تقديرات لدى المقاومة بإمكانية قيام إسرائيل بعمليات خاصة، بقصد تحرير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
 
وأعلن الاحتلال الإسرائيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، مساء الخميس الماضي، استدعاء وفديهما المفاوضين بشأن هدنة في قطاع غزة من الدوحة، لمواصلة المشاورات، بعد تسليم حماس ردها على آخر المقترحات المقدّمة للحركة.
 
وحذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين، من أن "تضييع فرصة أُخرى، فشل أمني وسياسي، ضمن سلسلة لا تنتهي من الإخفاقات".
 
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد نحو 60 ألف مواطن، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة ما يقرب من 144 ألف آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

print