السبت، 12 يوليو 2025 04:49 م

دبلوماسية الذكاء الاصطناعى.. سباق النفوذ بين الخوارزميات والدبلوماسيين.. إدخال الذكاء الاصطناعى فى صناعة القرار يغير قواعد اللعبة.. يتضمن تحليل ملايين التغريدات والبيانات فى ثوانٍ.. واقتراح موقف دبلوماسى فعال

دبلوماسية الذكاء الاصطناعى.. سباق النفوذ بين الخوارزميات والدبلوماسيين.. إدخال الذكاء الاصطناعى فى صناعة القرار يغير قواعد اللعبة.. يتضمن تحليل ملايين التغريدات والبيانات فى ثوانٍ.. واقتراح موقف دبلوماسى فعال دبلوماسية الذكاء الاصطناعي
السبت، 12 يوليو 2025 12:00 م
كتب علاء رضوان

في عصر التطور والتقدم التكنولوجي السريع والمفاجئ، الذكاء الاصطناعي لم يعُد مقتصراً على شركات التكنولوجيا أو مختبرات البحث، فمع تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر تقدماً، يبدو أنها مستعدة للعب دور محوري في تشكيل مستقبل العلاقات الدولية والدبلوماسية، من التنبؤ بالصراعات الجيوسياسية إلى الاتصالات الدبلوماسية، يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تحويل كيفية تفاعل الدول على الساحة العالمية.

 

تخيل دبلوماسيين مدفوعين بالذكاء الاصطناعي يمكنهم التفاوض على الصفقات التجارية، وحل النزاعات، أو حتى التنبؤ بالأزمات السياسية المحتملة قبل حدوثها، في حين أن الدبلوماسية بالذكاء الاصطناعي تقدم فوائد عديدة، فإنها تثير أيضاً قضايا أخلاقية، إذ قد يؤدي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات حاسمة إلى عواقب غير مقصودة، وقد يشكل نقص الشفافية في الخوارزميات تحدياً للمعايير الدبلوماسية التقليدية.    

 

105824-19_2023-638211509713862330-386

 

دبلوماسية الذكاء الاصطناعي.. سباق النفوذ بين الخوارزميات والدبلوماسيين

 

في التقرير التالى، يلقى "برلماني" الضوء على دبلوماسية الذكاء الاصطناعي، وسباق النفوذ بين الخوارزميات والدبلوماسيين، ففي أروقة الأمم المتحدة، وبين جدران مراكز القرار في واشنطن وبكين وبروكسل، لم تعد لغة السياسة وحدها سيدة الموقف، بل دخلت الخوارزميات بقوة إلى طاولة التفاوض، ففي عالم يتغير بوتيرة أسرع من قدرة الدول على التكيّف، تشكّل دبلوماسية الذكاء الاصطناعي ميدانًا جديدًا لسباق النفوذ، تتقاطع فيه مصالح الدول مع تطلعات الشركات التكنولوجية العملاقة، وتتصارع فيه القيم الإنسانية مع قرارات تُتخذ بلغة الكود لا البشر – بحسب أستاذ القانون الدولى العام الدكتور أثير هلال الدليمي، المتخصص في مكافحة الجرائم السيبرانية.

 

دبلوماسية جديدة لعصر رقمي:

 

في البداية - دبلوماسية الذكاء الاصطناعي (AI Diplomacy) هي فرع ناشئ من الدبلوماسية الدولية يركّز على تنظيم، توجيه، والتفاوض حول استخدامات وتطويرات الذكاء الاصطناعي بين الدول، وقد تحوّل هذا المفهوم من مجرد حوارات أكاديمية إلى استراتيجية قائمة بحد ذاتها، خاصة بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي قوة فاعلة في الاقتصاد، الأمن، والتأثير الاجتماعي – وفقا لـ"الدليمى". 

 

256085-سؤر

 

عندما تصبح خوارزميات الذكاء الاصطناعي أدوات نفوذ:

 

تتجاوز دبلوماسية الذكاء الاصطناعي فكرة تطوير تقنيات متقدمة، لتصبح جزءًا من الصراع الجيوسياسي، فبينما تسعى الصين إلى تصدير نموذجها القائم على "الذكاء الاصطناعي الخاضع للرقابة المركزية"، تروج الولايات المتحدة لمبادئ "الذكاء الاصطناعي المفتوح والمبني على القيم الديمقراطية"، أما أوروبا، فتقف في المنتصف، محاولة صياغة إطار أخلاقي عالمي يحكم هذه التكنولوجيا الثورية، وتظهر مظاهر هذا السباق في – هكذا يقول "الدليمى":

 

1- اتفاقيات دولية حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي (كالميثاق العالمي لليونسكو).

 

2- منتديات متعددة الأطراف مثل "قمة الذكاء الاصطناعي للخير" و"منتدى باريس للسلام".

 

3- سياسات وطنية تتخذها دول مثل كندا، سنغافورة، والمملكة المتحدة، لبناء "دبلوماسيين رقميين" متخصصين في تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

 

ججءءء

 

دبلوماسية الذكاء الاصطناعي.. خيال أم حقيقة قريبة؟

 

في حين يُنظر إلى الدبلوماسيين كخبراء في العلاقات الإنسانية والتفاوض، فإن إدخال الذكاء الاصطناعي في صناعة القرار قد يغيّر قواعد اللعبة، من خلال بناء خوارزميات قادرة على تحليل ملايين التغريدات والبيانات في ثوانٍ، واقتراح موقف دبلوماسي فعال قبل اندلاع أزمة، كل هذه الأدوات من شأنها أن تساهم بناء أنظمة دعم القرار السياسي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي – طبقا لـ"الدليمى".

 

هنا يبرز السؤال الأخلاقي: هل يمكن أن تحل الخوارزمية محل الضمير السياسي؟ وهل نثق بقرارات تتخذها آلالة؟ كل هذه التحديات تضعنا أمام سؤال مهم جدا: من يضع القواعد؟

 

مع ازدياد تدخل الذكاء الاصطناعي في العلاقات الدولية، تواجه الدبلوماسية عدة تحديات معقدة:

 

1- غياب إطار قانوني دولي موحد ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في السياسة الخارجية.

 

2- التفاوت التكنولوجي بين دول الشمال المتقدم والجنوب العالمي، مما يهدد بمزيد من التهميش الرقمي.

 

3- تضارب المصالح بين الشركات العملاقة والدول، حيث تملك شركات مثل Google وOpenAI أدوات تفوق بعض الوزارات الخارجية من حيث النفوذ والبيانات.

 

4- لابد أن تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي كجسر.. لا كسلاح.   

 

ججس

 

في مواجهة هذه التحديات، يقترح خبراء العلاقات الدولية نهجًا جديدًا يهدف إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة لبناء السلام، لا لتعميق الصراع، يمكن استخدامه للتنبؤ بنشوب الأزمات، رصد حملات التضليل، وحتى تسهيل الترجمة الفورية في المفاوضات المعقدة، لكن لتحقيق ذلك، يجب ألا نترك الخوارزميات تعمل في الظل. بل يجب دمجها في إطار شفاف، خاضع للمساءلة، ومتعدد الأطراف.

 

وفي الختام لابد من طرح السؤال المهم.. هل ستسبق الخوارزميات والتكنولوجيا الرقمية الدبلوماسيين؟

 

وفى الختام يؤكد "الدليمى": في رأينا المتواضع وفي ظل هذا سباق التسلح الرقمي الجديد، لن تُقاس القوة فقط بعدد السفارات وكوادرها، بل بسرعة البيانات ودقة المعلومات والخوارزميات وكفاءة أفرادها لاسيما في المجال الرقمي والتكنولوجي، ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من تطور، يبقى أداة في يد الإنسان الذي أسس لوجوده، وكما ورد في قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ صدق الله العظيم - نسال الله الأمن والأمان والتقدم والازدهار لبلداننا وشعوبنا. 

 

ططس

ححس
 
 أستاذ القانون الدولى العام الدكتور أثير هلال الدليمي، المتخصص في مكافحة الجرائم السيبرانية

الأكثر قراءة



print